• Post published:11/07/2023

 

الحلقة الرابعة

مقتطفات من مجلة تراثنا

 

الرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر في الزي العربي البدوي
الرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر في الزي العربي البدوي

 

 

مغامرات استكشافية .. بريطانيون ثلاثة في صحراء الربع الخالي !

 

تراثنا – كتب عرفه عبده علي * :

 

كلما ازددت شغفاً بـأدب الرحلات ، ازددت قناعة بأن رحالة الغرب كانوا أكثر حرصاً على تلبية نداء الصحراء ، حيث الحياة المطلقة بين الرمال المتعددة الألوان ، والظلال والفضاء الممتد بلا حدود ، التي حركت مخيلات الشعراء والأدباء والرحالة و الفنانين والمغامرين !

 

 

 

الرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر
الرحالة ويلفريد ثيسيجر

 

ثيسيجر والربع الخالي

 

* عندما قرأ ثيسيجر كتابي توماس  ولورنس عن رحلتهما في الربع الخالي تملكته رغبة لا تقاوم تدفعه دفعاً إلى كشف المجهول .

*نشأ منذ صغره على مشقة السفر فقد حملته أمه على ظهر الجمل من العاصمة إلى ميناء جيبوتي فكان حب المغامرة يجري في دمه .

* كان بارعاً في اصطياد اللحظة بكل زخمها فسجل انبطاعاته والمواقف الصعبة خلال ترحلاته مع رفافه البدو على مدى 5 سنوات .

 

تستعرض تراثنا في الحلقة الرابعة ، محاولة الرحالة الشهير ويلفريد ثيسيجر اجتياز غفار ومجاهيل الربع الخالي ،  بحثاً عن المجد ، اقتداء بأثار من سبقه ،  ممن جاء ذكرهم في الحلقات السابقة ،

 

ثيسيجر الشهير ب ” مبارك بن لندن”!

 

إثنان من أهل البادية ممن رافقوا الرحالة ثيسيجر في رحلته الصحراوية
إثنان من أهل البادية ممن رافقوا الرحالة ثيسيجر في رحلته الصحراوية

أشتهر الرحالة الشهير ويلفريد ثيسيجر بين بدو الجزيرة ب (مبارك بن لندون) ! ..فقد كان متأثراً  بالرحالة توماس بشكل كبير حتى أنه كتب : ” عندما كنت في أكسفورد قرأت كتاب بيرترام توماس عن رحلته في الربع الخالي ، ثم قرأت كتاب لورنس : ” ثورة في الصحراء “، فاستيقظ في نفسي توق الصحراء ، وتملكتني رغبة لا تقاوم ، تدفعني دفعا إلى كشف المجهول منها ” !

 

ولد ثيسجر عام 1910م في أديس أبابا في الحبشة ، حيث كان والده وزير بريطانيا المفوض هناك ، وعرف مشقة السفر منذ كان عمره ثلاث سنوات ، فقد حملته أمه معها على ظهر جمل من العاصمة إلى ميناء جيبوتي،وعاش متردداً على بلاد إمبراطور الحبشة ، فنشأ وحب المغامرة يجري في دمه ، وذهب إلى انجلترا ليدرس في كلية إيتون ، ثم ليلتحق بعد ذلك بجامعة أكسفورد .

 

في عام 1935 م ، عُين تيسيجر في وزارة الخارجية البريطانية ، فذهب إلى السودان معيناً في الخرطوم ، لكنه سعى لينقل إلى منطقة نائية يستطيع منها أن يقوم بجولاته في مناطق السودان الجنوبي المجهولة ، وتنقل بعد ذلك بين سوريا وكردستان العراق وجبال هندكوش وجنوب وجنوب العراق والمغرب والحبشة ، ولم تكن تلك الرحلات والاستطلاعات التي قام بها إلا تيهؤا للعمل الذي سيخلد ذكره فيما بعد ، وهو إجتياز الربع الخالي .

 

اصطياد اللحظة

 

كان ثيسيجر بارعاً في اصطياد اللحظة بكل زخمها ، ويسجلها قبل أن تفلت ، قبل ان تخبو جذوة الاستمتاع بها ، كان دئماً يحمل أوراقه ودفاتره إينما ارتحل ويسجل انطباعته وملاحظاته .. إلى أن دون رحلته الشيقة ومشاهداته والمواقف الصعبة التي مرت به وبرفاقه من البدو خلال رحيلهم المغامر على مدى أكثر من خمس سنوات متصلة .

 

 

الرحالة ثيسيجر في زيه العربي البدوي
الرحالة ثيسيجر في زيه العربي البدوي

 

وثيسيجر لا يخفى إعجابه بتوماس الذي سبقه إلى منطقة الربع الخالي بستة عشر عاماً ، وقد أشار إلى ذلك في كتابه :” راقبت بن كبينة وهو يمشي بمحاذاة النتوء الرملي ، الذي كان يمتد إلى القمة التي كنت أجلس عليها ، حاملاً البندقية العسكرية التي أعرته إياها في هذه الرحلة ، وما لبث أن انضم إلى وجلس وبدأ يتحدث ، ثم فك مزلاج البندقية ، فالعرب يحبون تفكيك البنادق ، وقال أنه سيشتري بندقبة بالنقود التي استعارها عندما أتى معي إلى حضرموت ، ثم سألني عما إذا كنت التقيت توماس ، وهو البريطاني الوحيد الآخر الذي كان مع قبيلته ، فقلت له إنني التقيته ، وعندما توقف ، واستسلم للنوم – أي بن كبينة – أخذت أفكر بالرحلة التي قام بها (توماس) لقد كان اجتيازه هذه الصحراء بمثابة آخر وأعظم جائزة في إطار استكشافه للجزيرة العربية !

 

*كاتب وباحث مصري له مؤلفات وكتب عدة .

 

 

يتبع لاحقا ..

 

طالع الحلقة الثالثة :

 

الرحالة فيلبي يستكشف الربع الخالي بدعم من ابن سعود

 

 

نقلا تراثنا العدد 84

أنقر للمزيد

 

مجلة تراثنا - العدد 84 -جمادي الآخرة 1444هجري- يناير 2023 م

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

اترك تعليقاً