• Post published:14/11/2019

 

 

الحلقة 17

من عجائب وغرائب روايات التاريخ 

 

جيوش إسلامية تقتحم قلاع وحصون الروم
جيوش إسلامية تقتحم قلاع وحصون الروم

 

تراثنا – التحرير :

 

لا تخلو كتب التاريخ من نوادر وغرائب ، فيها الكثير من العبر ، والاستفادة ، والسمر ، ومن بين دفتي سجلات التاريخ وقع اختيار تراثنا على تلك المقتطفات منتقاة من كتاب ” عجائب من عصور مختلفة ” من مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، نسند احداثها لمصادرها لمن أراد الاستزادة والتوثق من صحتها ، ومتابعة رواتها .

 

  • فتنته الرومية بجمالها ، فسألها السبيل إليها ..فقالت تنصر ! فترك صيامه وقيامه وقرآنه لأجلها.

  • كشفت عن ابدانهم السيول ، فإذا رائحة المسك تفوح منهم ، وشاب لا تزال شفتاه مبللتان كأنه شرب الآن !

  • تنبأ بقرب موته لأن عصافير داره الجديدة صاحت بوجهه سيق سيق ..فرأى أنه السياق إلى الموت !

  • علت الكوفة ظلمة، فأمطرت وأرعدت ببروق لم ير مثلها وسقط البَرَد بحبات كبيرة دمرت الشجر والنخيل .

 

قائم الليل
قائم الليل

قارئ للقرآن تنصر !

 

قال عبدة بن عبدالرحيم ، خرجنا في سرية (1) إلى أرض الروم ، فصحبنا شاب لم  يكن فينا أقرأ للقرآن منه ، ولا أفقه و لا أفرض ، صائم النهار قائما الليل .

 

فمررنا بحصن (2)، فمال عنه العسكر ، ونزل بقرب الحصن ، فظننا أنه ( الشاب ) يبول ، فنظر إلى أمرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن ، فعشقها .

فقال لها بالرومية : كيف السبيل إليها ؟

 

قالت : حين تُنصر ويفتح لك الباب ..وأنا لك !

 

ففعل ، فأُدخل الحصن .

 

قال (الراوي ) فقضينا غزاتنا في اشد ما يكون من الغم ، كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه ، ثم عدنا في سرية أخرى ، فمررنا به ( الشاب المتنصر ) ينظر من فوق الحصن مع النصارى.

 

فقلنا : يا فلان ؟ ما فعلت قراءتك (3) ؟ ما فعل عملك (4)؟

 

قال : اعلموا أني نسيت القرآن كله ، ما أذكر منه إلا هذه الآية (رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) سورة الحجر .

 

المنتظم 5/121

البداية والنهاية 11 /64

 

 

صحوة الموت

 

عن علي بن العباس النوبختي قال : بلغني أن أبا الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي عليل ، فمضيت إليه أعوده :

 

فقلت له : أي شيء خبرك ؟

 

قال : أي شيء خبر من يموت !

 

فقلت : ما أرى سحنتك إلا صافية حسنة !

 

قال : هكذا من يموت ، يكون قبل ذلك بيوم حسن الوجه !

 

فقلت : يعافي الله .

 

فقال : خذ حديثي .. فإن لم يقطع أن اموت في هذه – العلة – فاصنع ما شئت !

 

أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر ، فشاورت صديقاً لي يُكني أبا الفضل وهو مشتق من الإفضال فقال لي : إذا عبرت القنطرة فخذ عن يدك اليمنى ، وهو مشتق من اليمن ، عن سكة النعيمية ، وهو مشتق من النعيم ، وسل عن دار أبي المعافي ، وهو مشتق من العافية .

 

فخالفت لشؤمي واقتراب أجلي ، فشاورت صديقاً يقال له جعفر ، وهو مشتق من الجوع والفرار ، فقال : إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة ، وهو مشتق من اليسر ، وسل عن سكة العباس ، وهو مشتق من العبوس ، واسكن في دار أبي قليب ، وهو مشتق من الانقلاب .

 

وقد انقلبت بي الدنيا كما ترى ! وأعظم ما علي يجتمع في هذه السدرة في داري في كل يوم عصافير فيصيحون في وجهي سيق سيق ، فأنا في السياق !

 

ويقول الراوي .. فعاودته من الغد ، فإذا هو قد مات ! توفى ابن الرومي في هذه السنة ، وقيل في سنة اربع وثمانين .

 

المنتظم 5 /168

 

 

سماء مظلمة وبرد وبرق ورعد
سماء مظلمة وبرد وبرق ورعد

 

 

بَرَدة وزنها خمسون ومئة درهم

 

في ربيع الأول من خمس وثمانين ومئتين يوم الأحد لعشر بقين منه ، ارتفعت بنواحي الكوفة ظلمة شديدة جداً ، ثم سقطت أمطار برعود، وبروق لم ير مثلها ، وسقط في بعض القرى مع المطر حجارة بيض ، وسود ، وسقط بَرَد كبار وزن البردة مئة وخمسون درهماً ، واقتطعت الرياح شيئا كثيراً من النخيل والأشجار مما حول دجلة ،وزادت دجلة زيادة كثيرة ، حتى خيف على بغداد من الغرق .

 

المنتظم 6 /2

البداية والنهاية /78

 

 

عجائب
عجائب

الموتى الأصحاء

 

في سنة ست وسبعين ومئتين انفرج تل بنهر الصلة في أرض البصرة ، يُعرف بتل بني شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض ، وفيها سبعة أبدان صحيحة أجسادهم وأكفانهم ، يفوح منهم ريح المسك .

 

أحدهم شاب وله جمة (5)، وعلى شفته بلل كأنه قد شرب ماء الآن ، وكأنه عينيه مكحلتان ، وبه ضربة في خاصرته ، وأراد أحدهم أن يأخذ من شعره شيئاً ، فاذا هو قوي الشعر كأنه حي ، فتُركوا على حالهم .

 

المنتظم 5/100

البداية والنهاية / 1/56

 

 

هوامش
1- السرية : ما بين خمسة أنفس إلى ثلاث مئة ، وقيل :هي من الخيل نحو أربع مئة ، والسرية قطعة من الجيش ، يقال : خير السرايا أربع مئة رجل . ( لسان العرب 2 /141 ) .
2- الحصن : كل موضع لا يُوصل إلى ما في جوفه ، والجمع حُصون ،وحِصن ، حصين ، من الحصانة . ( لسان العرب 1/655 ) .
3- قراءتك : يقصد به قراءة القرآن .
4- عملك : يقصد به قيامك في الليل وصيامك وصالح عملك .
5- الجمة : من الإنسان مُجتمَعُ شَعْرِ ناصِيَتِهِ أوما ترامَى من شعر الرأْس على المَنكِبَيْن .

 

حلقات سابقة 

 

مسك الختام

 

#مايقال_عند_لقاء_العدو :

 

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال : اللهم أنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم “.

 

صحيح – رواه أبو داود

الأذكار / د . الشيباني

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

اترك تعليقاً