• Post published:24/03/2024

 

ما تفعله الغيرة في عالمنا العربي والإسلامي 

هكذا هم سواء ..!!

 

الباب العالي في دولة الخلافة العثمانية في اسطنبول
الباب العالي في دولة الخلافة العثمانية في إسطنبول

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

” وإذا نكب ابن محمد علي أو فشلت حملته فكيف يواجه محمد علي الباب العالي صاحب القوة الغشوم الذي يغار من نجاح ولاته حتي ليثأر منهم حين يقلب لهم الدهر ظهر المجن ” . (الجنرال بيار – من محاضرة ألقاها بالإنكليزية د . اسد رستم عام 1925م).

 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

  • ما يزال القادة يغارون من المبدعين الناجحين فمنهم من يتم اغتياله بعد نصره أو يقال من مركزه ووظيفته !

  • الوالي مدحت باشا رفع أسم الدولة العثمانية في العراق فكانت نهايته المحاكمة والسجن ثم الإعدام خنقاً !

 

محمد علي باشا الوالي العثماني على الدولة المصرية الذي استقل بها عن الخلافة العثمانية في الآستانة والباب العالي المقصود به هنا هو الخليفة العثماني محمود الثاني ( (1808-1839م ) .

 

لنا  في الكلمة صدر المقالة الجزئية  التي تقول :”.. صاحب القوة الغشوم الذي يغار من نجاح ولاته حتى ليثأر منهم حيث يقلب لهم الدهر ظهر المجن “!!

 

الوالي محمد علي باشا
محمد علي باشا

أظن أن القراء معي في رأيي الذي أنوي أن أثيره في هذه العجالة إذ ليس محمود الثاني العثماني هو فقط في التاريخ ، سواء الإسلامي أو العربي بشكل خاص الذي كان يغار من انتصارات ولاته أو قادته ، بل كان قبله ومن بعده إلى يومنا كثير من الولاة والحكام والرؤساء والملوك ، بل حتى في الوزارة والإدارة والأقسام هناك من يقوم بهذه الدناءة ، الاغتيال أو المعتقل حتى الموت المتنوع فيه ، ومنهم من يقال من مهمته أو وظيفته أو مركز ، أو يتهم بالخيانة ومخالفة الأوامر .

 

الوالي مدحت باشا خدم الدولة العلية خدمات كبيرة ، ورفع من أسمها في العراق وغيرها من النواحي ، كانت نهايته المحاكمة في (قصر يلدز) والسجن في( قلعة الطائف) ثم أعدم خنقاً !

 

الوالي العثماني مدحت باشا
الوالي مدحت باشا

والمظفر قطز المملوكي الذي انتصر في معركة عين جالوت (658 هجرية – 1259م) مع التتار حيث صدهم عن أن يصلوا إلى مصر ، فكانت نهايته على يد بيبرس البندقدار قبل أن يصل إلى القاهرة .

 

وهكذا لو تتبعنا كل ما حدث من بعد خروج الاستعمار بالأمس ورجوعه اليوم عن قلب ظهر المجن للمخلصين في عالمنا العربي ، لما وسعتنا مجلدات من تفشي اللؤم والخيانة والخبث بأشكالها كافة ، ومازال مستمراً بالأحرار والعظماء ، وهم سائرون على قول (من عرف مقاتلك قتلك) ! 

 

لقد حطوا من أقدارهم وغمطوهم حقوقهم وأهالوا على تاريخهم التراب حتي غدوا نسياً منسياً ، وهي جريمة أخرى حين بخسوهم حتى في (اذكروا محاسن موتاكم) حرموهم حتى منها ، وهو من جشع المخلوق الغريب في سبيل التسلط والغرور تجاه الناجحين والمنتصرين والمبدعين حتي غدت أمتنا آخر الأمم بل ، يأبه لها أحد .

 

والله المستعان ..

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً