• Post published:22/02/2024

 

 

الخوف والعبرة 

 

حالات الإكتئاب والحزن والهم

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

أيها الألم ، تمن نليّن الإنسان كما يلين اللهيب الحديد .. فالذي لم يعرفك أيها المعلم لم يعرف من الحياة سوى أسمها الأجوف ..

د. الشيباني  :

  • الناس في الألم إما متفائلون راضون بقضاء الله وقدره صابرون ، وإما متشائمون ساخطون مرتعبون .

  • الأطباء : الخوف من الأمراض يضعف قدرة الإنسان على المقاومة فيما البشاشة والاستبشار تعينه عليه .

 

بل يطفو على وجه الحياة كما لو كان طافياً على غيمة من غيوم الصيف ، إذ ليس له أثر يتركه وراءه .. لا قطرة عرف من جبينه ولا دمعة تذرف من عينيه ..ورجله تجرحها الحجارة المنتشرة في طريقك ” الشاعر اللورد نيرون – 1788- 1824م) .

 

الألم لا يستطيع أحد منا أن يرده كما قال الشاعر ، فهو يليَّن الحديد ، يكسر العظماء والجبابرة والمغرورين ، تراهم يتساقطون عنده كما يتساقط الفراش حين الضوء .

 

لا يستطيع أي منا الفكاك منه لأنه إما ألم في الجسم كله أو جزء منه ، وأشده ألم في القلب حين يعشق ويحب ويميل قلبه إلى من يحب سواء كانت حبيبة أو أما أو ولداً أو قريباً أو صديقاً .

 

تتألم قلوبنا حين مرضهم أو سفرهم ، واشد ذلك حين موتهم ، فأننا نسفح عليهم دمعاً كثيراً يقرأ موقع الدمع فيه .

 

والناس في الألم إما متفائلون راضون بقضاء الله وقدره ، صابرون على البلاء ، وإما متشائمون ، ساخطون ، مرتعبون لما يأتي بعده من شدة أو موت .

 

وأجمل ما في الألم أنه يشعرك بضعفك وقلة حيلتك ، فإن كنت من الجبارين فلعله أعطاك درسا في التواضع والرحمن لمن تحتك ، أو تحت رعايتك فتبرهم وتحسن إليهم . 

 

 

أيليا أبو ماضي
أيليا أبو ماضي

 

والألم يؤدي إلى خوف المتألمين كما قال أيليا أبو ماضي : ” وكثيراً ما خنق الخوف في الإنسان أجمل ما فيه من المزايا “.

 

وأما الأطباء فيقولون :” ومن يخاف مرضاً من الأمراض ، فإن خوفه هذا يضعف قوة جسمه على مقاومة المرض ، فالمحافظة على الصحة تستلزم البشر والبشاشة والتفاؤل المعقول “.

 

وما أجمال ما قالته الشاعرة وردة اليازجي في الألم والحزن :

 قد اعتاد قلبي الحزن من صغر سنه 

 فلم يدر ما طعم المسرة في العمر

فيا ليت كُلي ألسن تنظم الرثا

 لتعرب عن احزان قلب بلا صبر 

 

 

إسرائيل تدمر المساكن والبنية التحتية لغزة
إسرائيل تدمر المساكن والبنية التحتية لغزة

 

 

الألم في عزة 

نتألم يوميا على مآسينا المحبطة بنا بشكل عام حين نرى إخواننا في فلسطين وبالأخص في غزة وقد اجتمع العالم الغربي بالأخص عليهم ، وداس شعاراته عن الإنسانية المزعومة وحقوق الأنسان ، بل وشارك مباشرة بالدعم المالي ، ومد جسر جوي بالسلاح والذخيرة  لقتل العزل من النساء والولدان والشيبان ،وتسوية مدنهم بالأرض تحت نظر العالم المذهول، فسقطت أخر أوراق التوت ومصداقية بلدان كبرى نصبت نفسها حارسة للحريات وحقوق البشر .. فلم يحموا إلا ما اسموه بحقوق الشواذ والقتلة والمجرمين والمفسدين في الأرض !

 

والله المستعان .. 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً