• Post published:27/12/2020

دعوة إلى وقف خطاب القتل والإرهاب بالظنون 

من قتل نفساً بريئة مظلومة على ابن آدم الأول وزرها ومن عمل بها

 

القتل وفتاويه في المذاهب والملل
القتل وفتاويه في المذاهب والملل

 

تراثنا – كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:

 

د محمد بن إبراهيم الشيباني
د محمد الشيباني

المتهوِّرون والمتعصِّبون والجامدون والمنشغلون بغيرهم و.. و..، تراهم في كل دين من أديان الله السماوية، أو أديان البشر المخترعة.

 

وتجدهم في المذاهب الفقهية والفكرية وغيرها، هكذا منذ أن أهبط الله تعالى آدم وزوجه والبشر من أب واحد وأم واحدة، يتنازعون ويتصارعون ويتقاتلون وأولهم قابيل الذي قتل أخاه هابيل، وهما أول نسل البشرية على الأرض؛ فقتله لأن الله تعالى تقبّل قربانه ولم يتقبّل من الآخر.

 

  • المتهورون والمتعصبون في كافة المذاهب يتنازعون ويتقاتلون والقصاص ليس بيد الناس وإنما بيد ولي الأمر .

  • لا تزهق الأرواح بالظنون والادعاء المحض ، وإنما بثبوت التهمة ثبوت الشمس في رابعة النهار وفق الإجراءات القانونية .

  • أغلب العمليات الإرهابية من خطاب المنابر المتشدد في مسجد أو كنيسة أو معبد وبتحريض يدمر الممتلكات ويؤذي الناس الآمنين .

 

القصاص بيد ولي الأمر
ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا كل من قتل نفساً بريئة مظلومة على ابن آدم الأول وزرها من عمل بها ، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام في كلمه الصحيح. قتل النفس إلا بحقها، وهو القصاص، لا يكون بيد الناس، وإنما بيد ولي الأمر، وأعني بذلك بعد أن يخلص من الإجراءات القانونية أو الشرعية وأن التهمة على القاتل قد ثبتت ثبوت الشمس في رابعة النهار، لأن النفوس لا تزهق بالظنون والادعاء المحض، وإنما باتخاذ جميع الإجراءات القانونية.

 

إقرأ..

الحلقات والدراسات والبحوث والتقارير التاريخية المنشورة في تراثنا

 

فتاوي القتل

الإرهاب والإفساد في الأرض
الإرهاب والإفساد في الأرض

من هذا المنطلق لا يجوز لمن تقلّد مناصب العلم والدين من الأديان والمذاهب قاطبةً أن يحرّض على الآخر من دون دليل ولا برهان من كتاب أو قانون، لا سيما في منابر الخطابة والبيان، سواء كان ذلك في مسجد أو كنيسة أو معبد من المعابد أو قنوات فضائية أو أجهزة تواصل حديثة متنوعة، لأن ذلك يعني أن يخطف كلامهم أو خطابهم المتشدد أو المحرض على أحد أو عالم من علمائهم؛ فيقوم هذا أو ذاك بالانتقام بالوسائل المتاحة عنده أو له، فيقتل ويدمر ويتلف الممتلكات ويؤذي الناس الآمنين في دورهم وأعمالهم وأنفسهم، فقد كانت أغلب العمليات الإرهابية جراء تصريح أو تحريض أو سب وقذف ليس من العامة، بعضهم مع بعض، وإنما من العلماء والمشايخ والرهبان والأحبار لأديان غيرهم ومذاهبهم.

 

الدماء مصونة
الدماء مصونة، أي دماء، إلا بحقها، ليس فقط بالقتل مع سبق الإصرار والترصد، بل حتى في التهور والتهاون في كل أمر يؤدي من ورائه إلى قتل الناس، ويدخل في ذلك التهور في قيادة السيارة والخروج على الإشارة التي تؤدي إلى قتل الأفراد والجماعات الآمنين في المكان الواحد.

 

في شرعنا المكرّم يدفع الناس الدية للمسلم وغير المسلم في أنواع القتل، ومنها المروري العمد أو غيره، حتى يكف الناس عن المخالفة في ما يتفقون عليه لحماية أنفسهم وأموالهم، وقانون المرور وغيره من القوانين التي تنظم المحافظة على الأرواح والممتلكات من يخالفه يدفع ضريبة مخالفته وعقوبته جراء خرقه وعدم احترامه له.

 

والله المستعان..

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

– نُشر المقال في الزميلة القبس بتاريخ 21 من إبريل عام 2017 م .

 

 

تواصل معنا

اترك تعليقاً