• Post published:22/12/2021

بين السلبية والسلبيون

 

المسالمون هم الضحية وكبش فداء النزاعات المختلفة
المسالمون هم الضحية وكبش فداء النزاعات المختلفة

 

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د.محمد  الشيباني

المسالمون قوم ليس لهم في العير ولا في النفير ، لا يتدخلون في شؤون أحد ! وإذا سألتهم لماذا أنتم بهذه السلبية والبعد عن ضمير الأمة ومحنها وابتلاءاتها ؟ قالوا : هم أبخص وأعلم ..!!

 

من هم المسالمون ؟؟

  • هم قوم (مكاري) لا يتدخلون في شؤون الآخرين ، ولا تجد لهم رأياً في أي شيىء ، ولايفتقدهم أحد إذا غابوا !

  •  صفر في كل شييء ، بل لا يُعدون رقماً يحسب له حساب ، وهم من يُقتلون ويُسلبون ويُشردون ويتنافس عليهم المتصارعون !

  • الخاسرون الأكبر في كل صراع ، وتوجه إلى صدروهم المدافع ، لأنهم سبب في كل الاضطرابات والصراعات والحروب !

 

وقولهم هذا ليس من باب إبراء الذمة ،وعدم التدخل في شؤون الآخرين ! لا .. إنما هي ( المكارية) التي لا تريد أن تبدى شيئاً من الآراء أو المساهمة في قليل أو كثير مما ينفع الناس أو البلد .

 

أختلط عليهم حابل الخير والشر ونابله ، فتاهوا بين هذا وذاك ! وضاعت مواهبهم في كل شيء في هذه الحياة ، حتى إنك لو قابلتهم في محفل أو أماكن عامة ، لا تجد لهم رأياً في شيء ، بل لا تسمع لهم صوتاً ، وجودهم وعدمه سواء ، وإذا غابوا عن المجالس وغيرها ، لا تجد من يسأل عنهم وعن ظروفهم ، لأنهم في كل شيىء صفر ، بل لا يُعدون رقماً يُحسب له حساب !

 

هؤلاء الذين جندت الجنود لهم ، ووجهت المدافع إلى صدورهم ، هذا الصنف هو الذي ليس برقم هو المقصود في السياسات والاقتصادات والحروب !

 

هو الذي يُقتل ، يُسلب ، يُعذب ، يُسحن ،يُطرد ويُشرد ، ويُهدم عليه بيته ومتجره ويفقد إولاده ،لماذا ؟ ..لأن أهل الصراع يتنافسون عليه في كل ما سلف من دمار !

 

كيف ؟ الفئتنان المتصارعتان في كل مكان وتنوع مذاهبها وعقائدها وايدلوجياتها تتقاتلان ، وبعد فترة تتسالمان ،وبعد ردح من الزمن يجلسان على طاولة واحدة ،وبعد زهق كثير من الأرواح ، وذهاب كثير من الأموال ، التي أنفقت ، والسجون التي أمتلأت ..! ولكن من الخاسر الأكبر والأشمل ؟ هؤلاء المسالمين !

 

لأن إرهابياً – بزعمهم – واحد يلوذ بإحد مناطق المسالمين ، وبسببه تُهدم بيوتهم ومتاجرهم ، وتُقتل فيها نساؤهم وأطفالهم ،ومن بقي منهم تجدهم جميعاً في العراء ، والإرهابي لم يمت .. لم يقبض عليه ، وإن مات هذا في تفجير ، فمن المقتول ؟ المجروح ؟ هم ..!

 

مدافع مضادة للمسالمين في كل مكان في عالم اليوم الجديد ، عالم الرخاء والصناعة والتقدم والعقول .. ولكن أين السلام ؟ الأمن والأمان لهؤلاء المسالمين لا شيىء ،بل المدافع تُصنع لهم ، وتوجه إلى صدورهم ، لأنهم هم السبب في كل المشاكل والاضطرابات والحروب !!

 

والله المستعان ..

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً