• Post published:04/04/2024

 

 

 

منتقى من (في بلاد اللؤلؤ) الحلقة (16)

  سطور من ماضي الكويت بعين شامية

 

الشيخ أحمد الجابر وبدأ تصدير النفط الكويتي
الشيخ أحمد الجابر يبدأ افتتاح تصدير النفط الكويتي عزت جعفر عن يساره 

تراثنا – التحرير :

في الحلقة السادسة عشر ، يواصل  الكاتب السوري والمحامي فيصل العظمة – يرحمه الله – تدوين انطباعاته وملاحظاته عن كويت عام 1942م ، التي دوَّنها في كتابه (في بلاد اللؤلؤ)  في طبعته الأولى عام 1945م .وأعيد طبعتها الثانية في 2020 م بالكويت ، بتحقيق أ .د أحمد بكري عصلة – يرحمه الله .

 

 

الإستاذ فيصل العظمة - يرحمه الله

 

فيصل العظمة :

  • قصر دسمان مؤثث بالأثاث الشرقي والأوروبي وفيه قاعة “سينمة” خاصة هي الوحيدة في الكويت !

  • صافحني الأمير بشدة وحياني بحرارة وطلب مني الجلوس بجواره طلعته بسيطة ومهيبة غير متكلفة ..

 

بوابة قصر دسمان وعند مدخله الحرس
بوابة قصر دسمان وعند مدخله الحرس

يواصل الكاتب أ . العظمة- يرحمه الله – ذكر حكام الكويت منذ النشأة في مقتطفات ، وفي هذه الحلقة يتناول لقاءه مع الحاكم أحمد الجابر الصباح في قصر دسمان ، فيقول :

 

تولى الحكم ( الشيخ احمد الجابر آل صباح ) بعد وفاة عمه في 14 رجب 1339 هجري ، وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره أو يزيد قليلاً .

 

في قصر دسمان : تشرفت بمقابلة سموه عدة مرات بمناسبات شتى ، كان فيها كلها مثال الكياسة واللطف ، وقد وصفت زيارتي الأولي لمسوه والأن أصف زيارتي الثانية له :

 

كنت طلبت من مرافق سموه الخاص أن يحدد لي موعداً أقل فيه سمو الأمير ، وأقدم له كتاباً خاصاً من وزير خارجية سورية ، فحدد موعداً ذهبت فيه ميمماً شطر قصر دسمان العامر حيث يقيم سمو الأمير .

 

اندفعت بي السيارة في طرق الكويت ، ثم مرت بي في طريق معبدة مفروشة بالإسفلت ، بين صفين طويلين من الشجر ،وتحت أغصان الأثل ، ثم وقفت بي أمام قصر جميل أزرق ، هو قصر دسمان العامر ، وهو قصر فخم واسع من طابقين ، فيه ساحات وأبهاء ، وتحيط به حدائق بسيطة ، يقع في أقصر المدينة من الشرق ، على بعد بضعة أمتار من البحر ، مؤثث بالأساس الشرقي والأوروبي الفاخر ، وفيه سينمة خاصة ، هي السينمة الوحيدة الموجودة في الكويت .

 

وقد إلى قربة مسجد لصلاة سمو الأمير وعائلته ، وحرسه الخاص وحاشيته ، وقد بني هذا القصر الشيخ مبارك جد الأمير ، ثم جدده أبو جابر ، ثم جدده سمو الأمير الحالي ( يقصد أحمد الجابر) .

 

 

الشيخ أحمد الجابر و مرافق الملك فيصل البريطاني بومان على الباخرة "كيجوما :" التي أقلتهم إلى لندن .
الشيخ أحمد الجابر و مرافق الملك فيصل البريطاني بومان على الباخرة “كيجوما :” التي أقلتهم إلى لندن .

 

دخلت باب القصر فإذا الجنود والفداوية عند الباب ببنادقهم وسيوفهم وخناجرهم البراقة والعبيد والخدم يحملون الصقور على أيديهم ، مشهد طريف قلما تراه في غير بلاد العرب ، 

 

واستقبلني السيد غزة جعفر مرافق الأمير الخاص ، وقادني إلى الديوانية (المجلس) حيث يقعد سموه ، وهي قاعة فسيحة مربعة الشكل بسيطة الأثاث متواضعة المظهر .

 

دخلت فإذا الأمير في صدر القاعة ،وسلمت وتقدمت إليه مصافحاً ، فتفضل ونهض وصافحني بشدة وحياني بحرارة ، وتراجعت قليلاً إلى الوراء لآخذ مكاني في المجلس قبالة مرافقه الخاص ، ولكن سموه تفضل ودعاني إلى قربه ، وأشار إلى جبنه بيده ، وقال :”يمي يمي ” أي جبني فامتثلت شاكراً .

 

 وسموه الآن (حينذاك) في العقد الخامس من العمر / ممتلئ الجسم ، أسمر اللون ، جذاب الملامح ، سريع الحركة والإشارة ، دائم البشر ، طلق المحبا ، وسيم الطلعة ، عليه مخايل الإمارة ومظاهر النبل ، وفي منظره جمال وجلال ، وإذا رأيته شعرت نحوه باحترام وحب ، طلعته المهيبة البسيطة الحرة غير المتكلفة ، وحب شخصيته السمحة وبشاشته الدائمة وابتسامته التي لا تفاق شفتيه …ويلبس ثوبا فاخرا فوقه عباءة محلاة بالذهب ويلبس كوفية وعقالاً مربعاً مذهباً .

 

 

فماذا دار بين الأمير والكاتب فيصل العظمة …؟

 

نقلا عن الصفحات من(90-92)..

 

يتبع لاحقا ..

 

 

 

أنقر الغلاف لمشاهدة الحلقات

 

 

كتاب في بلاد اللؤلؤ لفيصل العظمة

 

 

مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا

 

اترك تعليقاً