• Post published:25/08/2021

أوتي علم الأولين والآخرين 

أثنى على مؤلفاته وشخَّصه كثير من الباحثين العرب والأجانب 

 

مجموعة الفتاوي من مؤلفات شيخ الإسلام بن تيمية
مجموعة الفتاوي من مؤلفات شيخ الإسلام بن تيمية

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د محمد الشيباني

منذ ما يزيد عن 30 عاماً مضت ، شاركت في حضور اجتماع في مقر الجامعة العربية لهيئة خدمة التراث العربي المشترك ( المراكز الخاصة والحكومية ) .

 

وإثناء إلقاء أحد الأساتذة المصريين ورقته ، تطرق إلى شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية ( 1263 – 1328م) ، وصب جام غضبه عليه ، وقال أنه السبب في شدة شباب الإسلام اليوم ، لتبنيهم أفكاره وعلومه ، وما نسب إليه حديث بأنها وراء الفكر المتطرف لدى داعش وسواها !

 

  • درست آراء ابن تيمية سنين طويلة وحققت أماكن جولاته ومناظراته وأصدرت  أكثر من ست دراسات عنه بعضها غير مطبوع .

  • ما ذنب ابن تيمية في تشدد الشباب أذا كانوا كانوا في الأصل متهورين في السلوك ودرسوا كتبه بغير فهم وبلادة في العقل !!

 

 

فتنة داعش و التطرف
فتنة التطرف

وما إن ان أنتهى من كلامه ، حتى تواتر الأساتذة في الرد عليه ، وكنت آخر المعقبين عليه ، حيث ترك أحد الأساتذة الكبار مجال الرد ، لعلمه أني قد درست حياة ابن تيمية سنين طويلة ، ابحث فيها عن كتبه ، والمترجمين له في حياته وبعد وفاته ، وإلى يومنا هذا .

 

وابحث في آرائه ، بل حققت أماكن جولاته ومناظراته وآثاره ، التي تركها في تلك الأماكن والدول ، مثل  الشام ومصر ، وقد أصدرت أكثر من ست دراسات عنه ، وهناك الكثير غير المطبوع .

تعقيبي

تعقيبي على الدكتور كان على النحو الآتي :  قلت له :

 

أولاً : أن سبب وجودنا في هذا المكان هو حفظ تراث الأمة ، وانتشاله وحمايته مما يتعرض له في العالم ،

 

ثانيا : عدم التعرض لعلماء الأمة بسوء ، او نقد ليس عندنا فيه برهان ولا دليل .

 

 

المشكلة في شبابكم 

 

فالمشكلة ليست في ابن تيمية وآرائه ، وإنما في الدارس لها ، من دون فهم ومعرفة ، فأنا وغيري كثير ، وكثير جداً من الباحثين العرب والأجانب درسوا ، وكتبوا عن ابن تيمية ، وأثنوا عليه خيراً ، كشخص ومؤلف .

 

وقلت : أذا كان شبابكم في الأصل متهوراً وعاطفياً ، وحاد الطبع والسلوك وبليد الفهم ، فما ذنب ابن تيمية في ذلك ؟ كنا ومازلنا نقرأ كتبه ودراساته في كل شيء ، ولم تأخذنا العاطفة مكان العقل ،ولا الشدة في موضع اللين ، وفي الفقه والتاريخ والعقائد والسيرة وعلم المنطق والفلسفة .

 

وأقرأ أيضا :

 

طالع : شيخ الأزهر حسنين مخلوف يثني على ابن تيمية 

 

طالع : الغرب ماذا قالوا عن ابن تيمية

 

طالع : انبهار الغرب بعقلية ابن تيمية

 

طالع : الرسالة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية 

 

علم الأولين والأخرين

 

ودراسات ابن تيمية وعلمه كانت فوق مستوى عقول من عاصره من العلماء بمشاربهم كافة ، وكانوا السبب في اعتقاله وسجنه أبأب المستمر ، للمناظرة والمحاججة ، وكان فيها العَلَم البارز ، و يحاجج مخالفيه وكأنه يقرأ من كتاب ، وليس من حفظه وعلمه .

 

فقد أوتي علم الأولين والآخرين ، وأبطل عقائد ومذاهب وفرقاً وطوائف ، ضلت طريق الصواب والهداية والعلم .

 

أقول : أن هؤلاء أعلام حفظ الله بهم الدين ، وكانوا مشاعل نور خير وبركة، في عصور الإسلام التي حلوا فيها ، حتى وصلتنا تلك العلوم ، وكأنهم اليوم قد كتبوها .

 

ألا فليسكت المغرضون عن الطعن ، بين الفينة والأخرى ، فتارة بالصحابة وأخرى بالتابعين ،وثالثة بالعلماء والمجددين !

 

فهؤلاء عندنا على الرأس والعين ، ونتقرب إلى الله بحبهم ، لأنهم أوصلوا لنا المحجة البيضاء ، رسالة نبينا أحمد عليه الصلاة والسلام ، التي ليلها مثل نهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .

 

 والله المستعان ..

 

اصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

مؤلفات عن ابن تيمية 

 

( اضغط على الشعار للمشاهدة )

 

 

 

(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً