معاول الهدم تلاحق آثار الحضارات المطمورة في رمال المطلاع 

 

 

 تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:

 

بينما تتصاعد عمليات البناء في المطلاع ، وتظهر ملامح الحضارة في أرجاء المنطقة ، التي تعد من أكبر المشاريع الإسكانية ، غاب عن ناظر المسؤولين أثر انشغالهم في معالجة الأزمة السكنية الالتفات الى المواقع التاريخيةالمتوارية تحت الرمال لحضارات موغلة في القدم .

 

 

 

د . الشيباني

• عمليات حفر الطوابق الأرضية مثل السراديب والحفر العميقة من شأنها تدمير حضارات غير مكتشفة في أرض القسيمة .

• المطلوب من الجهات المعنية توعية المواطنين بشأن الآثار في قسائمهم والتبليغ عنها عند العثور عليها وتحفيزهم بمكافأة .

• أقامة مكتب أتصال في المطلاع وتحديد أرقام ليتمكن أصحاب القسائم من التواصل معهم بشأن أي آثار يُعثر عليها .

 

 

ولاشك أن عمليات حفر الطوابق الأرضية ، مثل السراديب وغيرها ، وهي حفر عميقة ، قد تدمر معاولها آثار تعود لحضارات أزمان ماضية من تاريخ الكويت لم تكتشف بعد .

 

كتاب الآثار التاريخية في الكويت 

 

وكنت حذرت في كتابي (الآثار التاريخية في مناطق الكويت – من خلال كتاب الكويت وجاراتها للكونيل هارولد ديكسون) ، المسؤولين والمعنيين ،وكذلك المواطنين الذين باشروا في البناء، مراعاة ما يوجد تحت قسائمهم من بقايا تاريخية لحقب قديمة .

 

مكافأة أصحاب القسائم 

 

ولذلك أهيب بالدولة ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكذلك مؤسسة الرعاية السكنية والبلدية المباشرة في بث رسائل توعية للمواطنين عبر الأجهزة الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي تشدد على أصحاب القسائم المحافظة على ما يعثرون عليه في اراضيهم وعدم تعريضه للإتلاف بالجرارات والتريلات والنسافات  ، وان اقتضى الأمر مكافأة من يعثر على شيء منها ليكون عامل تحفيزي له.

 

مكتب للتواصل مع المواطنين 

 

ولذلك أدعو إلى تخصيص مكتب يجمع الجهات المذكورة في منطقة المطلاع لتسهيل التواصل مع المواطنين عند العثور على أي مواقع تضم أثار غير مكتشفة ، ليتسنى للمعنيين من ذوي الاختصاص معاينتها والكشف عليها والحفاظ عليها أو نقلها إلى مواقع مناسبة .

 

 

 

 

وقد تأخذ تلك الأثار انماط عدة ، على هيئة أبنية أو عملات أو جرار فخارية وغير ذلك ، مما يمكن العثور عليه أثناء الحفر والتنقيب قد لا يلتفت لها صاحب القسيمة أو العمال أثناء تنفيذ البناء لعدم الاختصاص . 

 

ولا يخفي ان الكويت تُعد ملتقي حضارات ، حيث اكتشفت البعثات الأجنبية التي قدمت إلينا الكثير من المواقع  الموغلة في القدم بأماكن عدة ، وقد أصدر متحف الكويت الوطني فيما مضي كثيراً من المنشورات التعريفية والكاتلوجات والتقارير أرشاداً وتنبيهاً للمواطنين عند العثور عليها .

 

بل كانت تتواجد في منطقة المطلاع وما حولها تسويرات لآثار حددها المتحف نرجو ألا تكون ضمن الإزالات التي جرت في تخطيط المنطقة هناك.

 

المطلوب وبسرعة تشكيل لجنة لتقصي ذلك بالاتفاق مع الجهات الحكومية المعنية لتدراك ما أمكن تدراكه قبل فوات الأوان واندثار ما تبقى من آثار غير مكتشفة  .

 

 

والله المستعان ..

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

كاتب وكتاب

 

 

كتاب الآثار التاريخية في مناطق الكويت (من خلال كتاب الكويت وجاراتها للكولونيل هارولد ديكسون) تأليف د . محمد بن إبراهيم الشيباني الطبعة الأولى (1437 هجري- 2015م ) ، عدد الصفحات 247 ص ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .

 

 

تواصل مع تراثنا