• Post published:25/05/2019

 عندما تتعدى الخصومة حدودها العلمية إلى الفبركات والدس في الكتب!

 

التوضح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية
التوضح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية

 

تراثنا – التحرير :

 

العداوة والبغضاء افسدت الود بين العلماء عبر التاريخ ، والبعض يتجاوز في بغضه وعداوته الى حد المرض ، وانتحال المزاعم والافتراءات على خصمه دون تثبت، ولا يألوا جهداً في الكيد ، بل قد يبالغ البعض إلى حد نحل المؤلفات وفبركتها على لسان علماء آخرين .

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

 

 

  • د.بكر أبوزيد : “النصيحة الذهبية ” ألمنسوبة للذهبي بخط ابن قاضي شهبة.. خصم ابن تيمية اللدود !

  • الامام الذهبي في دينه وورعه وخلقه يرتفع قدره عن تأليف رسالة تصف عباراتها ابن تيمية ب (عليم اللسان ) أي منافق .

  • د .الشيباني يشكك بالرسالة  خاصة وأن الامام الذهبي تلميذ لابن تيمية وكان كثير الثناء عليه .

 

قارئ تراثنا الآن أمام حالة شبيهة لما ذكرناه آنفا ، وهو انتحال القول على لسان أحد العلماء الإجلاء على شيخ طالما اثني عليه في كتبه وأعلى قدره ، وقد تعجب كل العجب إذا علمت أن هذا الشيخ هو العلامة الأمام الذهبي ، تجاه أحد الذين رافقهم في مسيرته العلمية ، واستفاد من علمهم وهو شيخ الإسلام ابن تيمية !

 

التساؤلات والاستغراب ، دفعت رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس تحرير تراثنا د .محمد بن إبراهيم الشيباني إلى البحث في ثنايا الموضوع ، واصدار كتاب عام 1993 م بعنوان ( التوضيح الجلي في الرد على” النصيحة الذهبية ” المنحولة على الإمام الذهبي “) ووصفها بأنها ( دراسة تحليلية لموضوع الرسالة ونسبتها وما جاء فيها من أغاليط وأوهام ) .

 

د .بكر أبو زيد "رحمة الله عليه"
د .بكر أبو زيد

تصدر الكتاب تقريض من الشيخ د . بكر أبوزيد رحمة الله عليه ، حرره بتاريخ 12/ 7 /1413هجرية ، شكك في نسبة الكتاب إلى الإمام الذهبي بل نسبه إلى ابن قاضي شهبة ( 1377 – 1448 م ) الخصم اللدود لأبن تيمية !

 

ومما جاء في التقريض الذي نضع صورة منه كاملة كما نُشرت في الكتاب : ” هذه الرسالة ( يقصد النصيحة الذهبية ) هي بخط ابن قاضي شهبة ، وهو خصم مُلد لابن تيمية – رحمه الله تعالى ، وله فيه كلمات مسيئة ، فهي إذا بخط خصم له ، وشهادة الخصم على خصمه مردودة شرعاً ، بل ابن قاضي شهبة هو منشئ الخصومة الباطلة ، فانقض على ابن تيمية مباشرة ، وبواسطة كما في انتحاله هذه الرسالة للذهبي وللجامع بين الشيخين الذهبي وابن قاضي شهبة بالتمذهب للأمام الشافعي – رحمه الله تعالى – أراد أن يكسب بها أمرين : الطعن بابن تيمية ، وتعاطفه مع الذهبي للتشفع والسخاوي – رحمه الله تعالي – هو الثالث شافعي المذهب – وله كلام بخس في ابن تيمية ورواد مدرسته مع جلالة قدر هذا الحافظ الجامع السخاوي لكن لله الامر من قبل ومن بعد .

 

والامام الذهبي في دينه وورعه وخلقه يرتفع قدره عن مثل هذه الرسالة التي تنادي عباراتها على بطلانها لا سيما رميه ابن تيمية بقول ( عليم اللسان ) وهي وصف للمنافق ..  ” .

 

 

الشيخ د . يكر ابوزيد في تقريضه لكتاب النصيحة الذهبية
الشيخ د . يكر ابوزيد في تقريضه لكتاب النصيحة الذهبية

 

 

محاور البحث

 

اوضح د .الشيباني في مقدمة الكتاب ( المحاور ) التي تتبع فبها كل ما يتعلق بالشيخ ابن تيمية في هذا الموضوع ، وهي محاور تستحق الاحتذاء بها في أمور مشابهة ، اخترنا منها :

• صحة نسبة الرسالة إلى الذهبي وبيان من ذكرها من متقدمين ومتأخرين .

• محققو الرسالة
• حب الذهبي للشيخ ومدحه له في مواضع كثيرة من كتبه عدة .
• عبارات الذهبي
• بيان التناقض الواضح في عبارات الذهبي في الرسالة
• هذه العبارات لم يقصد الذهبي بها شيخ الإسلام إن صحت نسبتها إلى الذهبي .
• هل جرت مخاصمة بين الذهبي والشيخ في آخر حياتهما .
• مَن مِن العلماء والمؤرخين لم يذكروا هذه النصيحة .
• كلام العلماء وغيره في الشيخ قبل وفاته بسنين قليلة .
• كتب الشيخ العقلية التي كانت مدار نصيحة الذهبي .
• لم يذكر دكتور محمد رشاد سالم رحمه الله هذه النصيحة في تحقيقاته الكثيرة مع تخصصه في كتب الشيخ على حسب بحثي في كتب الدكتور .
• ثم ركزت على كل فقرة من فقرات النصيحة ورددت عليها حسبما القدرة والجهد ..
• الاستناد إلى تحليل الرسالة ، ونقدها من خلال عرض ما جاء فيها على علاقة الذهبي بأستاذه ورائده ابن تيمية .
• دراستنا لا تخرج عما يسمى بالنقد الداخلي للنصوص ، وهو منهج معروف قديماً وحديثاً ، يلجأ إليه الباحث عند غياب السند أو عدم الاقتدار على إثبات صحة الإسناد والرواية الصحيحة ، وهو منهج عرف عند علماء الحديث مثل الطحاوي في مشكل الآثار وفي كثير من الدراسات الأدبية والنقدية

 

 

 

 عبارات فجة 

 

ونقل د .الشيباني في مقدمته بعض العبارات الفجة التي لم يعهد قراءتها في كتب الذهبي بما يخالف لغته وعباراته وروحها فيها فضلا عن علاقته المقربة من الشيخ ، ننقل بعضها :
• نهي رسول الله عن كثرة السؤال قال : ” إن اخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ” .
• يا رجل ! بالله عليك كف عنا ، فإنك محجاج ( عليم اللسان ) لا تقر ولاتنام ، أياكم والأغلوطات في الدين !
• يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاته مرات ، وبكثرة استعمال السموم يدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن .
• يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والأنحلال .
• فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل ، أو عامي بليد الذهن ، أو غريب واجم قوي المكر ، أو ناشف صالح عديم الفهم ؟ ….

 

كتاب في مناقشة المناطقة والفلاسفة لابن تيمية
كتاب في مناقشة المناطقة والفلاسفة لابن تيمية

عناوين البحث

 

وفي عجالة ، للأخوة الباحثين المهتمين ، نقتبس من فهرس الكتاب أبرز ما تناوله البحث :

• رأي علماء عصره ( ابن تيمية ) ومن بعدهم بتفرغ الشيخ للرد على الفلاسفة وأنه من أجل الاعمال في كل العصور .
• علماء ومؤرخون لم يذكروا هذه النصيحة في تراجمهم للشيخ .
• كلام العلماء وغيرهم في الشيخ قبل وفاته بسنين قليلة .
• أقوال العلماء في الشيخ بعد الوفاة .
• ثناءات العلماء عليه ( الألقاب ) .
• أرقام ( تواريخ ) في حياة الشيخ  .
• محققوا النصيحة الذهبية .
• من نسب النصيحة للذهبي .
• كتب الشيخ العلمية والرد على الفلاسفة .
• عبارات متفرقة للذهبي في كتب اخرى .
• بيان التناقض في عبارات الذهبي ( إن صحت النصيحة )
• حالة الذهبي حين ألف الرسالة وأسباب ذلك ( إن صحت ) .
• التعليق على النصيحة الذهبية .

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً