• Post published:30/12/2020

سلسلة عقدية تكشف مسائل الجاهلية الدخيلة على دين الإسلام (12)

الختم على القلب والسمع والبصر غشاوة
الختم على القلب والسمع والبصر غشاوة فلا يُبصرون

تراثنا – التحرير :

تواصل تراثنا نشر حلقات متسلسلة من كتاب (مسائل الجاهلية ..التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية ) في اطار سلسلة معرفية عقدية ، تظهر فيه مسائل الجاهلية التي تسللت إلى عقيدة الأمة الإسلامية من عقائد دخيلة وبدع وخرافات طارئة لا تمت للإسلام بصلة ( الحلقات كاملة ) .

السابعة عشرة : الاعتذار بعدم الفهم

الكشف على المخطوطة

 

اعتذارهم عن اتّباع الوحي بعدم الفهم ، قال تعالى في سورة ( البقرة : 87-88 ) : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ ، وفي سورة (النساء :155 ) : ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّـهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٥٥﴾.

الغلف : جمع أغلف كأحمر وحُمر ،وهو الذي لا يفقه ، وأصله ذو القافة الذي لم يختن ، أو جمع غلاف ، ويجمع على غُلُف بضمتين أيضا ، أرادوا على الأول : قلوبنا مغشَّاة بأغشية خلقية مانعة من نفوذ ما جئت به فيها ، وهذا كقولهم ( فصلت : 5 ) : ﴿قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ، قصدوا به إقناط النبي صلى الله عليه وسلم عن الإجابة وقطع طمعه عنهم بالكلية .

ومنهم من قال : معنى غلف مغشاة بعلوم من التوراة تحفظها أن يصل إليها ما تأتي به ، أو بسلامة من الفطرة كذلك ، وعلى الثاني أنها أوعية العلم ، فلو كان ما تقوله حقا وصدقا لوعته ، قال ابن عباس وقتادة والسدّي : أو مملوءة علماً فلا يتسع بعدُ شيئاً ، فنحن مستغنون بما عندنا عن غيره .

ومنهم من قال :أرادوا أنها أوعية العلم ، فكيف يحل لنا اتباع الأمي ، ولا يخفي بُعده ، وقال تعالى في سورة هود ( 89 -91 ) : ﴿ وَيا قَومِ لا يَجرِمَنَّكُم شِقاقي أَن يُصيبَكُم مِثلُ ما أَصابَ قَومَ نوحٍ أَو قَومَ هودٍ أَو قَومَ صالِحٍ وَما قَومُ لوطٍ مِنكُم بِبَعيدٍ﴿٨٩﴾ وَاستَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي رَحيمٌ وَدودٌ﴿٩٠﴾ قالوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثيرًا مِمّا تَقولُ وَإِنّا لَنَراكَ فينا ضَعيفًا وَلَولا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ وَما أَنتَ عَلَينا بِعَزيزٍ ﴿٩١﴾ وهذه الآية بمعنى الآية الأولى ، وقد كذّبهم الله تعالي في دعواهم هذه في آيات كثيرة ، وذكر أن السبب في عدم الفهم إنما هو الطبع على القلوب بكفرهم ، لا القصور في البيان والتفهيم ، وما أحسن قول القائل (*) :

والنجمُ تستصغر الأبصارُ صورتهُ
           والذنبُ للطْرفِ لا للنجم في الصغرِ

*هو أبو العلاء المعري

تسجيل ( يوتيوب )

*الاعتذار بعدم الفهم –  الشيخ  عبد المحسن بن صالح المحمود

*طالع الحلقة السابقة ( 11 ) : الغلو في الصالحين من مسائل الجاهلية

اترك تعليقاً