• Post published:09/04/2022

 

محاورة مهمة في (التاريخ الاجتماعي

 

المجلة التاريخية المصرية

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد  الشيباني

الحقيقة ، فقط لا غيرها ، يفترض أن تكون هي مطلب الباحث في التاريخ ، ولكن ما هي الضوابط التي يمكن نحكم من خلالها على ان ما توصل اليه ذاك الباحث أو غيره هي الحقيقة التاريخية المجردة دون تدخل مؤثرات  وأحكام مسبقة في نفس الباحث ، تميل بالحقيقة عن هدفها المنشود ؟!

 

قريب من هذا الطرح ، عالجته ( المجلة التاريخية المصرية) ، في عددها المنشور عام 1967م ،(1) عبر تساول طرحه حسني رياض على صفحاتها وهو (ما الخط الذي يفصل بين التاريخ والأدب) ؟

 

فتصدى لهذا التساؤل الهام شخصيتان من الاعلام  والمؤرخين :

 

  • المؤرخ محمد زيادة : الأديب يكتب ألفاظاً حلوة معسولة ، فيضحي بالحقيقة من أجل الأسلوب١ والمؤرخ يضحي بالأسلوب من أجل الحقيقة !

  • الكاتب عودة : لدينا مشكلتين ، مشكلة التزييف التاريخي ومشكلة التنظير في التاريخ أو صياغة نظريات عامة عن المجتمع !!

  • ابن خلدون لم يكتشف علم الاجتماع من خلال بحثه في التاريخ ،وإنما هو اكتشف علم التاريخ من خلال تطبيقه لمنهج علم الاجتماع !

 

المؤرخ المصري محمد مصطفي زيادة - يرحمه الله
المؤرخ المصري محمد مصطفي زيادة

 

يقول : المؤرخ المصري محمد مصطفي زيادة (1900-1968) ، يرحمه الله (1) :

 

  •  الخط بين الأدب والمؤرخ ، على دقته ، مفهوم ، الأديب يكتب ألفاظاً حلوة معسولة ، فيضحي بالحقيقة من أجل الأسلوب ، والعكس .. في التاريخ يضحي بالأسلوب من أجل الحقيقة .

 

الكاتب المصري محمد عودة - يرحمه الله
الكاتب المصري محمد عودة

 

أما الكاتب الصحفي المصري محمد عودة (1920 – أغسطس 2006) يرحمه الله (2) ، فيقول :

 

  • نقطتان مهمتان : مشكلة التزييف التاريخي ، ومشكلة التنظير في التاريخ ، أو صياغة نظريات عامة عن تاريخ المجتمع .

أما المشكلة الأولي : فقد اكتشف علاجها ابن خلدون في منهجه التاريخي ، في تحقيق الأحداث التي سجلها المؤرخون السابقون .

 

هذه الأحداث لها قواعد وقوانين نستطيع بواسطتها أن نقيس مدى صدق الحقيقة التاريخية ، وأهمها قياس الأحداث التاريخية بطبيعة العمران ، ومن ثم وجب علينا في دراسة التاريخ أن نتحرى الدقة في اختيار الحقيقة أو اختيار الحادثة التي نسجلها تسجيلا علميا .

 

وهنا اقول إن ابن خلدون لم يكتشف علم الاجتماع من خلال بحثه في التاريخ ، وإنما هو اكتشف علم التاريخ من خلال تطبيقه لمنهج علم الاجتماع .

 

الفائدة والخطورة 

 

 

 

– -المشكلة الثانية : هي مشكلة التنظير في التاريخ ، أو تكوين نظريات معينة ، في الواقع لهذه المشكلة خطورتها ، بقدر ما بها من فائدة .

 

أما فائدتها ، فتتلخص في مدنا بقدرة وطاقة في تفسير الأحداث التاريخية ، وربطها جرياً وراء تفسير الحضارة الإنسانية العامة .

 

أما خطورتها فهي تقودنا إلى نزعة دوجماتيكية توكيدية نسير بمقتضاها موجهين سلفاً بناء على افتراضات سابقة ، مر بها الإنسان ، ولا يصح لنا أن نتنبأ بأن هذه الخبرات نفسها سوف يمر بها الإنسان في وقت ما .

 

فلا بد أن نحتاط لهذا الأمر ، و ألا نأخذه هذه النظريات التاريخية كحجة مؤكدة ، فلا بد من أن نترك مجالاً من الوقت لحرية الإنسان وفكره .

 

 

عدد نادر (التاريخية المصرية)

 

المجلة التاريخية المصرية - نسخة اصلية مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

المجلة التاريخية المصرية ، تصدر عن الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بالقاهرة ،أقدم جمعية تاريخية متخصصة في الشرق الأوسط يرجع تأريخها إلى عام 1945 ، صدرت عام 1947م ، نسخة الطبعة الأولى ( متوفرة كاملة ) من  مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( الكويت ) .

 

هامش 

(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق وررئيس مجلة تراثنا 

1-محمد مصطفي زيادة (1900-1968ديسمبر ) مؤرخ مصري. واحد من أبرز أساتذة العصور الوسطى في الجامعة المصرية.

2- محمد عودة (1920 – أغسطس 2006) كاتب وصحفي مصري

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً