• Post published:14/04/2024

 

 

 

من تاريخ الكويت ( الحلقة الخامسة)

مقتطفات من مجلة تراثنا 

 

بيت المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان القديم قبل هدمه في مدينة الكويت ،محلة الشملان في شرق .
بيت المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان القديم قبل هدمه في مدينة الكويت  .

 

تراثنا – التحرير :

تستكمل تراثنا مسيرتها في تسليط الضوء على مؤلفات المؤرخ الكويتي المعروف سيف مرزوق الشملان – يرحمه الله – بواقع ما خطه بنفسه عما كتبه من مطبوع وما كان يأمل طباعته عبر مسيرته وفي هذه الحلقة يسترجع ذكريات مغادرة مسكنه القديم في مدينة الكويت إلى ضاحية العديلية.

 

الجدير بالذكر أن مرجعية تراثنا لهذه المادة تعود إلى أرشيفها الصحفي التاريخي، وتحديدا لقاء الشملان في صحيفة الهدف الكويتية في عدد خاص ، مزين بصور من أرشيف المؤرخ الشملان ، صدر بمناسبة احتفالات عيد الفطر – 11 ديسمبر 1969 م.

 

 

وداعا بيتنا القديم 

 

المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان - يرحمه الله - في ليوان بيته القديم في شرق بمدينة الكويت
  الشملان – يرحمه الله – في ليوان بيته القديم في شرق بمدينة الكويت

يخالط الألم والحسرات قلم المؤرخ وهو يعيش لحظات خروجه من حيهم القديم  ، فيقول  :

 

بدأت في تأليف هذا الكتاب (1) في بيتنا القديم مساء السبت (10 من رمضان المبارك 1389 هجرية الموافق 1 من ديسمبر 1968م )، وقد انتهيت من تأليفه مساء (الجمعة 26 من رمضان المبارك هجري – 5 من ديسمبر 1969 م) ، بعد مرور سنة وخمسة أيام .

 

لهذا فقد رأيت أن اختم كتابي بهذا المقال العزيز لدي ، والذي له علاقة وطيدة بتأليف الكتاب ،وكنت أتمنى أن أتمكن من تأليف الكتاب وأنا في بيتنا القديم ولكن (ما كل ما يتمناه المرء يدركه) .

 

هذا مقال حزين اكتبه بمناسبة مغادرتنا لبيتنا القديم في مدينة الكويت وفي محلة شملان قرب وزارة الصحة ، إلى منزلنا الجديد في ضاحية الدعية .

 

اكتب هذه السطور وأنا مشدود للماضي ،الماضي الذي انقضى ونحن في بيتنا القديم ، وكان ماضياً سعيداً ، استعيد ذكرياته الطيبة حالياً ، وكم تؤثر في النفس ذكرى تلك الأيام الجميلة .

 

عندما كانت مدينة الكويت صغيرة هادئة ، وكان الكويتيون يؤلفون أسرة واحدة كبيرة ، وكانت لهم عاداتهم وتقاليدهم ، وكانوا قائمين بحياتهم البسيطة ، وكانوا يكافحوا كفاحاً مريراً في سبيل الحصول على عيشهم في ذلك الوقت العصيب ، وكانوا يقدمون الخدمات للكويت ، وكانت الكويت بحاجة ماسة لخدمات أبنائها .

 

اكتب هذه السطور وأنا متعلق بالماضي ، واستعرض شريطه أمام عيني  ، وأقارن بين حياة الكويت في الماضي ، وحياتها في الوقت الحاضر ، فأجد بوناً شاسعاً بين الحياتين ، بل أجد كأن ذلك كان حلماً من الاحلام ، ولم يكن له حقيقة واقعة عاشها الكويتيون عيشة سداها المحبة والوئام ، ولحمتها الحمية والايثار .

 

ومع الأسف والشديد والحسرة ، تبدلت الحال ، فأصبح ذلك كله في خبر كان ، فسبحان مغير الأحوال ، فأين تلك الأبهة والحَنَّة والرَنَّة) كما يُقال ، ولله در الشاعر حين قال وأجاد :

 

 

 كأن لم يكن بين الحجون (2) إلى الصفا 

 

                              أنيس ولم يسمر بمكة سامر 

 

 

سيف مرزوق الشملان - يرحمه الله - في داره القديمة في شرق بمدينة الكويت يقف تحت صورته سنة 1954 م
 الشملان – يرحمه الله – في داره القديمة في شرق بمدينة الكويت يقف تحت صورته سنة 1954م

 

والآن ما لي والإطالة في هذا الحديث المؤثر في النفس ، والذي نكأ جراحي الدامية ، فالحديث عنه ذو شجون ، لنرجع إلى الحديث عن بيتنا القديم ، وعما له صلة به .

 

يقع بيتنا على شارعين جهة الشرق الشارع الرئيسي ، وفيه الباب الرئيس أيضاً ، وكان في السابق باباً قديماً (أبو خوخة) وفي عام 1955 م أبدلناه بباب جديد .

 

ومن جهة الغرب شارع آخر ، وفي عام 59 م ، فتحت باباً صغيراً جهة الغرب للطباخ ، ويحده  جهة الشمال بيتنا الكبير (بيت على بن سيف) ، ويحده جهة الجنوب بيت للأوقاف وقد هدمته البلدية عام 1960 م ، فأصبح بيتنا على ثلاثة شوارع ، وكان هذا البيت ملكاً ل (شريفة يوسف الصقر) ،وحاول جدي (شملان بن على بن سيف) أن يشتريه منها ليدخله على بيتنا ، ولكنها رفضت بيعه بإصرار ، وأوقفته على مسجد الصقر ،وبعد وفاتها صار البيت وقفاً على مسجد الصقر يؤجرونه .

 

هامش :

 

1- يقصد كتاب (الألعاب الشعبية الكويتية)  .

2- أحد أحياء مكة .

 

 

يتبع لاحقا ..

 

 

طالع الحلقة الرابعة :

 

المؤرخ سيف الشملان يحذر المؤلفين من عيوبه الذميمة .

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 88

أنقر للتفاصيل

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 88 الصادر في جمادي الآخرة 1445هجري - ديسمبر 2023م

 

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً