• Post published:10/01/2023

19091999م

 الطنطاوي شاهد على رجال عصره (الحلقة 5)

 

شهادة الشيخ علي الطنطاوي على عصر الشاعر محمد البزم - يرحمهما الله
الشاعر محمد البزم – يمينا – والشيخ علي الطنطاوي – يرحمهما الله

 

تراثنا – د . أحمد بكري عصلة  * :

د . احمد بكري عصلة - يرحمه الله
د.احمد بكري عصلة

في كتابه (الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله يسطر أ . د أحمد بكري عصلة – يرحمه الله – شهادة الشيخ علي الطنطاوي على شخوص عصره، وفي هذه الحلقة يتناول شهادته الشاعر السوري محمد البزم .

 

الطنطاوي عن البزم :

    • كان فصيح اللهجة وبيّْن الأسلوب ، تعرف ذلك من سلامه ومن كلامه ، لا يتكلم إلا باللغة العربية البليغة ويُعد أحد الشعراء الفحول الأربعة في دمشق .

    • هاجم استاذه الأديب سليم الجندي ونظم قصيدة قافيتها (الزاي المضمومة) في هجاء صديقه شفيق جبري، فشفعا له وأنقذاه من سجن المحتل الفرنسي !!

 

 يصف د . أحمد بكري الشاعر محمد البزم بأنه أحد فحول  شعراء الشام ، ممن لا يعرفهم القراء العرب ، عرفهم الشيخ علي الطنطاوي عن قرب ، وكانت له بهم صلات ود ،و علاقات فكرية، مكنته من الإتيان بشهادات تعد وثائق صادقة ،ومهمة للباحثين والأدباء ، قد لا يجدونها في ما كتب عنهم .

 

أحد أكبر شعراء الشام

 

خير الله الزركلي
خير الله الزركلي- يرحمه الله

وينقل عن الطنطاوي قوله في الشاعر البزم : ” الفحل ، الذي كان يعد يومئذ أحد شعراء دمشق الأربعة ، خير الدين الزركلي ، وخليل مردم ، وشفيق جبري .. لكن العجيب أنه لم يُعرف في غير سورية ، وقد كان أمثاله معروفين .

 

ولما نشر في “الرسالة  – الكلام للطنطاوي – في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين وضع الزيات في رأس مقالته ،” للأديب محمد البزم ” مع أنه كان يكتب لي ، وأنا بمثابة تلميذ البزم ، للأستاذ فلان “.

 

بليغ الكلام 

 

 ويستطرد بالقول -” ولم نقرأ عليه ، لقد قرأ عليه من جاء بعدنا من التلاميذ ، فخبرونا أنه كان مدرساً نادر المثيل ، كان فصيح اللهجة ، بيَّن الأسلوب ، تعرف ذلك من سلامه ومن كلامه ، لا يتكلم الإ اللغة العربية البليغة “.

 

 

ذم استاذه وصديقه !

 

الشاعر سليم الجندي - يرحمه الله
سليم الجندي – يرحمه الله

 

ويوضح د . بكري عصلة : لكنه من جهة أخرى ، أبرز بعض مثالبه وعيوبه ، فقد ألمه أن ينشر في مجلة “الميزان،” لصاحبها شاكر الكرمي ، مقالات يسخر فيها من الأدباء والشعراء ،و يجرحهم ، لا يكاد يسلم أحد من لسانه ، وتألم خاصة حين قال أستاذه سليم الجندي أنه ” يهدم للمعري قصراً فخماً ليقيم من أنقاضه كوخاً حقيراً  ” ، فأخذته الحمية وكتب عنه قائلاً  : “… أنه يعرف في النحو ما يجهله الناس ، ويجهل ما يعرفه الناس، وإن شعره جدار من الحجارة الصلد ، ولكنها مركومة ركماً ليس بينها ملاط !!

 

فغاظ هذا الكلام البزم وتوقف – كما يقول الطنطاوي – عن مهاجمة أستاذه الجندي . وحكى أنه هجا صديقه الشاعر شفيق جبري أيام الاحتلال الفرنسي ، بقصيدة رويها (قافيتها) حرف الزاي المضمومة ، لمزُ ، خزُ ، طنزُ ، عجزُ .. وفيها قوله :

 

ولو شئت سيرت القوافي في جحافلاً..

                       وأوقرت أسماعاً وكان لي الفوزُ!ّ

 

شفاعة أستاذه وصديقه له

 

الشاعر شفيق جبري - يرحمه الله
الشاعر شفيق جبري – يرحمه الله

 

وكانت دار المندوب أو المفوض السامي الفرنسي ، تراقب ما ينشر  ، يساعدها في ذلك مراقب سوري مسيحي ضعيف العربية ، فلم يفهم معنى كلمة “حجافلاً ” فسأل من حوله ،فعرف أنها تعني الجيوش ، ” فكتب ان البزم يدعو لحشد الجيوش لحرب فرنسة ! فقبضوا عليه وبيتوه في السجن ، فما أنقذته إلا شفاعة الجندي وجبري !ّ

 

 

التعالي والتطاول

 

ويعلل الطنطاوي – يرحمه الله –  تهجم البزم – يرحمه الله – على الأدباء الأحياء وعلماء النحو الأموات بأنه ” نشأ بعيداً عن العلم والأدب ثم اشتغل بهما بعد أن بلغ العشرين ، فكان يحس أنه دخيل عليهم ، غريب فيهم ، فيريد تثبيت منزلته بالحط منهم والتعالي عليهم !! “.

 

 

طالع الحلقة الرابعة :

الشيخ علي الطنطاوي شاهد على عصر فارس الخوري 

 

 

 

طالع تراثناالعدد 80

أنقر الغلاف لتفاصيل العدد 

 

غلاف مجلة تراثنا في عدد 80 لشهر ديسمبر 2021

 

 

بتبع لاحقا ..

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً