• Post published:02/10/2018

هكذا ينبغي ان نكون ..

“من وحي قصة موسى عليه السلام “

 

صبر قوم موسى على ظلم فرعون فهيأ الله لهم أسباب النصر بعد أستضعاف
صبر قوم موسى على ظلم فرعون فهيأ الله لهم أسباب النصر بعد أستضعاف “ صورة

تراثنا – كتب : د .محمد بن ابراهيم الشيباني  : فرصتي الكبيرة السانحة للقراءة عندما أكون في سفرة من السفرات ، قصرت أم طالت ، أحمل حقيبتي ما تحتمل من الكتب والمراجع مع أني لا أمل من شرائها في الدول التي أنزل فيها ، كان النصيب الأوفى في القراء هذه المرة لكتاب جلبته معي وهو ” تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ” للعلامة عبدالرحمن السعدي ” يرحمه الله ” .

  • إذا اراد الله شيئاً هيأ له أسباباً تأتي بالتدريج ، ويقدر على عبده المشاق لينيله سروراً أعظم أو يدفع عنه شراً .

  • ينبغي على الأمة المظلومة مهما استضعفت المداومة والاصرار على المطالبة بحقوقها ولا يستولي عليها اليأس .

  • لا يجوز قتل الكافر حتى ولو لم يكن معاهداً ولا بعرف ولا يحق قتل الناس بحجة الاصلاح وإخافة أهل المعاصي .

  • إن من أعظم نعم الله على عبده تثبيته، وربط جأشه وقلبه عند الأمور المذهلة فأنه بذلك يتمكن من القول الصواب ، والفعل الصواب .

  • من أعظم عقوبات الله أن يكون المرء إماماً في الشر معارضاً لربه ومن اعظم نعمه أن يجعله أماماً في الخير هادياً مهدياً .

سهل العبارة وعذبها ، تجنب فيه التطويل الذي لا فائدة منه إلا إضاعة وقت القارئ وتبلبل افكاره ،وتفسيره المختصر ، يعد تفسير تربية وأخلاق كما قال الشيخ محمد العثيمين ” يرحمه الله ” وكأنه يخاطب فيه أهل هذا الوقت ومشاكلهم مع أنه أُلف في الأربعينيات والمؤلف توفي في عام 1956 م .
ومن فوائد ما اختصرت منها هذه ، وهي تدور حول قصة موسى عليه السلام في سورة القصص ، حيث فيها بناء رباني لشخصية هذا النبي تتوضح في هذا المختصر التربوي وفيها :

• إن الله تعالي إذا أراد أمراً ، هيأ أسبابه ، واتي بها شيئاً فشيئاً بالتدرج لا دفعة واحدة .
• إن الأمة المستضعفة ، ولو بلغت في الضعف ما بلغت لا ينبغي لها أن يستولي عليها الكسل عن طلب حقها ، أو الآياس من ارتقائها إلى أعلى الأمور ، ولا سيما إذا كان اهلها مظلومين ، كما استنقذ الله أمة بني اسرائيل الضعيفة ، من أسر فرعون وملئه ، ومكنهم في الأرض وملكهم بلادهم .

تفسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي

• أن الأمة ما دامت ذليلة مقهورة ،لا تأخذ حقها ، ولا تتكلم به لا يقوم لها أمن دينها ولا دنياها ولا يكون لها اقامة فيه .
• إن الله يقدر على عبده بعض المشاق لينيله سروراً أعظم من ذلك أو يدفع عنه شراً اكثر منه ، كما قدر على أم موسى ذلك الحزن الشديد ، والهم البليغ ، الذي هو وسيلة إلى أن يصل إليها ابنها ،على وجه تطمئن به نفسها ، وتقر به عينها ، وتزداد به غبطة وسروراً .
• إن الخوف الطبيعي من الخلق لا ينافي الإيمان ولا يزيله كما جرى لأم موسى ، ولموسى من تلك المخاوف
• إن من أعظم نعم الله على عبده وأعظم معونة للعبد على أموره تثبيت الله إياه ، وربط جأشه وقلبه عند المخاوف ، وعند الأمور المذهلة فأنه بذلك يتمكن من القول الصواب ، والفعل الصواب ، بخلاف من أستمر قلقه وروعه ، وانزعاجه، فأنه يضيع فكره ويذهل عقله ، فلا ينتفع بنفسه في تلك الحال .
• إن العبد – لو عرف أن القضاء والقدرو وعد الله نافذ لا بد منه فأنه لا يهمل فعل الأسباب ، التي أمر بها ، ولا يكون ذلك منافياً لإيمانه بخبر الله ، فإن الله قد وعد أم موسى أن يرده إليها ، ومع ذلك اجتهدت في رده ، وأرسلت أخته لتقصه وتطلبه .

التثبيت من الله نعمة لقول الصواب وفعله
التثبيت من الله نعمة لقول الصواب وفعله

• إن قتل الكافر، الذي لا عهد له بعقد أو عُرف ، لا يجوز، فإن موسى عليه السلام عد قتله القبطي الكافر ذنباً ، واستغفر منه .
• إن الذي يقتل النفس بغير حق ، يُعد من الجبارين الذين يفسدون في الأرض .
• إن من قتل النفوس بغير حق وزعم انه يريد الإصلاح في الأرض وتهييب أهل المعاصي ، فإنه كاذب في ذلك ، وهو مفسد كما حكى الله قول القبطي : ” إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ” على وجه التقرير له ، لا الأنكار.
• إن الرحمة بالحق والإحسان على من يعرف ومن لا يعرف ، من أخلاق الأنبياء ،وأن من الإحسان سقي الماشية ، واعانة العاجز .
• إن من أعظم العقوبات ان يكون الأنسان إماماً في الشر، وذلك بحسب معارضته لآيات الله وبيناته ، كما أن اعظم نعمة أنعم الله بها على عبده ، أن يجعله أماماً في الخير هادياً مهدياً .

هذه الكلمات البليغات نهديها للقاسية قلوبهم من الدعاة وغيرهم من الذين يعيشون في الغرب ويقسون على من يريدون هدايتهم ، وهم يبيحون دمهم وسرقة أموالهم ..

والله المستعان
د . محمد الشيباني
رئيس التحرير

*تابعنا هنا  * اشترك في ايميل خدمة تلقي الاخبار المجاني  هنا * اعداد مجلة تراثنا هنا  * اصدارات مركز “المخطوطات  هنا  * جولة بين فهارس مكتبات المركز  هنا * مقتنيات  تحف معرض  مركز المخطوطات هنا

ما تنشره الروابط الخارجية لا تمثل بالضرورة رأي  تراثنا

اترك تعليقاً