• Post published:07/04/2020

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

د .محمد بن أبراهيم الشيباني
د .محمد  الشيباني

في أي بلد من بلدان العالم، يتابع المواطن هناك كل ما يصدر عن بلده سواء من المؤلفين الوطنيين أو من خارج البلد، وتعد هذه من أهم المطالبات عندهم لأن ذلك سيضيف إلى بنوك معلوماتهم رصيداً جديداً عن بلدهم أو معلومات خاطئة تدفع الكتاب والمتخصصين في الرد عليها.

  • يشتكي المؤلف الوطني من جمود المسؤولين في دعمه ، فلا تشجيع لطباعة بحوثه ولا مكافأة لجمعه مادته العلمية .

  • إذا أقدم المؤلف الوطني على خطوة التأليف في القضايا الوطنية، فإن بيته سيصبح مخزنا كبيراً لكتبه البائرة !

  • يكتب المؤلف غير المواطن في شأن ليس اختصاصه ولا عاش حوادثه فيكون هو المدلل أو كتابه هو المطلوب والمرغوب !

هذا على المستوى الشعبي، أما على المستوى الحكومي، فتجد الدولة تسارع إلى شراء كميات هائلة من نسخ الكتاب لتوزيعها على مكتباتها ومؤسساتها، وكذلك على سفارات البلدان الممثلة لديها، وتسعى إلى توزيعها خارج البلاد لتعم الفائدة ويتعرف العالم على نشاط هذا البلد في مختلف مناحي الحياة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصناعة تقنيةً، وفكراً وثقافةً وازدهاراً في كل شيء، بل عن تاريخ البلد العسكري أو الحروب والنكسات التي مرت به وخرج منها منتصراً أو مهزوما، وتحويل الهزيمة إلى عزيمة وانتصار بالجد والنشاط والحيوية وإعمال الفكر والبدن، وبالنهوض بالبلد إلى أعلى المستويات.

دعاية
فكل ذلك لا شك دعاية طيبة للبلد، ترتقي به إلى مصاف الدول الحضرية، فيقدر ويحترم لاحترامه تاريخ بلده وثقافته وأصوله وجذوره.. ولكن هل هذا مملوس حقيقة عندنا ومتبنى من قبل المؤسسات المعنية؟

الجمود
كثيراً ما يشتكي المؤلف الوطني من جمود هذا الجانب من المعنيين، فلا تشجيع لطباعة بحثه أو مؤلفه، ولا مكافأة بالذي يستحق من جمعه للمعلومات والقيمة العلمية لكتابه أو بحثه أو.. أو، ولا شراء ولو كمية من كتابه لتعويضه، على الأقل، عن جهوده التي بذلها بطباعته، فأكثر المؤلفين يشعرون بالإحباط والمعاناة، بل والمفاجآت حين الانتهاء من التأليف، فيضطر المؤلف منهم إلى أن يحسب ألف حساب في المستقبل إذا أقدم على خطوة اسمها التأليف في القضايا الوطنية، فإن بيته سيصبح مخزنا كبيراً لكتبه البائرة، ولربما وبعد مرور فترة من الزمن يوزعها بالمجان بدلاً من أن تتلف بهذه الطريقة المحزنة.

إذاً «فلا طبنا ولا غدا الشر»، فيحرم هذا المسكين الدخول في مثل هذه الورطات وتصبح هذه الملكة أو الهواية أو الحرص على مثل هذه الدراسات والقضايا التي لا توكل خبزة، كما يقولون، فيعزف عنها ويكتب فيها من لا شأن له بها ولا هي اختصاصه، بل ولا عاشها ولا عاش حوادثها، فيكون هو المدلل أو كتابه هو المطلوب والمرغوب، وهذه ليست في كل الحالات وإنما قد تكون استثنائية.

إذاً ما المطلوب من المؤسسات المعنية؟:
1ـ تشجيع المؤلف الكويتي ورعايته وتوجيهه إلى ما هو خير له ولبلده وأن يستمر ولا يتوقف عن العطاء.
2 ـ عرض بحوث ودراسات ومؤلفات الكتّاب الوطنيين على الجهات المختصة لدراستها على أن تكون المراجعة خالية من الحسد والهوى والحزبية والتعصب.
3 ـ بعد مكافأة المؤلف عليها أن تأمر بطباعتها.
4 ـ مكافأة المؤلف مالياً ومنحه شهادة تقدير على جهده في نشر مثل هذه الكتب.
5 ـ شراء كتابه وتوزيعه في الداخل والخارج ولا بأس من بيع جزء منه في المعارض الدولية لمصلحة المؤسسة التي اشترته.

هذه بعض الاقتراحات، ولا ننسى في هذه العجالة أن نشكر صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده حفظهما الله لرعايتهما أبنائهما المؤلفين واستقبالهما ومكافأتهما وتقديرهما، فهذه علامة مميزة لهما نرجو أن تحذو المؤسسات الحكومية والاقتصادية حذوهما في ذلك.

والله المستعان ..
*رئيس التحرير ومركز المخطوطات والتراث والوثائق

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – . حساب  ( تراثنا ) على منصة تويتر –  حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز :  25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً