أدبيات منتقاة من مكتبة تراثنا 

تراثنا- التحرير :

انتقت تراثنا مقالة للكاتب فرنسيس موذيك نشرتها مجلة (المختار)* في عددها الصادر في ديسمبر 1981م ، وهي  النسخة العربية من  مجلة ريدرز دايجست الأمريكية الذائعة الصيت المتوقفة عن الصدور .

يبدأ الكاتب موذيك مقاله بالقول : قصتنا مع العصى تعود إلى بضعة ألاف سنة ، فالفرعون توت عنخ آمون كان يملك مجموعة من عصي ذهبية يحملها كشارة للحكم ، وفي القرنين  السابع عشر والثامن عشر جرت العادة أن يدقق الرجل في اختيار عصيهم لتناسب ملابسهم ، تماماً كما يختارون ربطة العنق اليوم .

ويروي المفكر الفرنسي الشهير فولتير أنه كان يتباهى بخزانة ثيابه التي حوت أكثر من 75 عصا !

العصي والوظائف الخفية 

أنا شخصياً افضل العصي التي تخفي غاية معينة ، في القرن التاسع عشر كانت العصا الأداة من كماليات الأناقة لدى الأثرياء ، كما استخدمها الحرفيون لحل عدتهم .

عازف البيانو وضع فيها مطرقة الدوزنة ،و عامل السكة الحديد ضمنها مقياساً لعرض السكة الحديد ، والمصور الفوتوغرافي أمسك عكازاً كان يتحول ركيزة ثلاثية القوائم تثبت عليها آلة التصوير ،وفي مجموعتي الشخصية عصا نادرة ، ذات مقبض يخفي آلة تصوير .

العصا السلاح

وبين الأشكال الشائعة للعصي – الأدوات تلك التي تخفي أسلحة – فهناك العصا – السيف والعصا – الخنجر ، ويُدار مقبض بعضها فيطلق النصل ، ويستل السلاح في بعضها الآخر بضغط زر في شكل حلبة صغيرة في المقبض ، وفي بعض عصي المشى يطلق النصل من مؤخر العصا بواسطة مفتاح خفي في المقبض .

والضغط على الحلي المثبتة في عصي غريبة قد يشكل خطورة ، فهناك تاجر أعرفه ، كان يتفحص عصا للمشي ، فضغط زراً في المقبض اطلق نصلاً بسرعة فائقة ، فانغرس في خشب مكتبه !

عصا الاسلحة النارية

وإلى العصي – الأسلحة التي تخفي نصالاً ، هناك عصي أخرى تأوي أسلحة نارية من مدافع صغيرة وبنادق ومسدسات ، وقد ثُبتت في قضبانها  متفجرات .

وتضم المجموعة التي أمتلكها نحو مئة من عصي الأسلحة تطلق النار بأكثر من عشرين طريقة مختلفة .

وتُقدر قيمة العصا- الأداة – استناداً إلى وظيفتها التي تبقى غامضة في أحيان كثيرة – أشتريت يوماً عصاً من هاو كان يود أن يتخلص من مجموعته ،واخترت منها عصا بدت لي كأنها تخفي شيئاً .

ونقرتها خلسة علني أسمع خشخشة ، وهززتها ،وشددت المقبض ، لكني أخفقت في تأكيد ظني ، بيد إني لمحت خطاً خفياً في قصبتها ، يشير إلى أنها صُنعت من قطعتي خشب ، ثُبتت أحداهما بالأخرى . وكان الخيط رفيعاً جداً إلى حد أني عجزت عن معرفة مغزاه ، لكني أشتريت العصا ومضيت بها .

العصا السيف

وإذ عدت إلى الفندق ، قبضت على قصبة العصا بكلتا يدي ، وشددت بقوة محاولاً فتحها ، فانقلعت محدثة صوتاً حاداً ، واستللت منها سيفاً رائع النقش ، لقد أُخفي السيف في العصا ببراعة فائقة ، حتى أن صاحبها لم يدرك أنه كان يمتلك عصاً – سيفاً – ولا عجب في ذلك ، إذ يبدو أن أحداً لم يحاول فتح العصا طوال مئة سنة .

كاتب وكتاب

*إنتقاءات من مجلة (المختار) عدد37 -صادر في ديسمبر من عام 1981-صفر 1402 هجرية ، انطلقتالنسخة العربية عام 1943 من مجلة ريدرز دايجست الأمريكية- أسسها دويت والاس عام 1922 ، ووضعت الشركة الناشرة لها نفسها تحت حماية قانون الإفلاس الأمريكي في 2009 ، العدد المنتقى من مجموعة مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق.

تواصل مع تراثنا