• Post published:11/07/2020

الحلقة (2) 

إذا قلت: (بسم الله) تصاغر الشيطان، حتى يصير مثل الذباب ” !

 

 

تراثنا – التحرير :

 

انفرد الامام الحافظ ابن كثير700-774 ” يرحمه الله ” في كتابه ( عمدة التفسير )عن غيره من التفاسير بتفسير القرآن بالقرآن ، وجمع الآيات التي تدل على المعني المراد من الآية المفسرة أو تؤيده أو تقويه وترجحه.. وتتوقف ” تراثنا ” مع بعض تلك الآيات وتفسيرها ” بتصرف واختصار “.

 

  • بن كثير : تشرع البسلمة قياماً وقعوداً وأكلاً وشرباً وقراءة ووضوءاً وصلاة.. تبركاً وتيمنا ًواستعانة على الإتمام والتقبل.

 

تصاغر الشيطان

حال من خلا لسانه وبيته من ذكر الله
حال من خلا لسانه وبيته من ذكر الله

روى الإمام أحمد في مسنده : عن عاصم ، قال : سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ” عُثر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : تَعِس الشيطان ، فقال النبي صلى عليه والسلام : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم ، وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : ( بسم الله ) تصاغر ، حتى يصير مثل الذباب ” هكذا وقع في رواية الإمام أحمد (1)..

 

في كل بدء عمل

ويقول ابن كثير : فهذا من تأثير بركة “بسم الله ” ، ولهذا تستحب في أول كل عمل وقول ” فتستحب في أول الخطبة ، لما جاء : كل أمر لا يُبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم ” .وتستحب البسملة عند دخول الخلاء ، لما ورد في الحديث عن ذلك ..

 

في أول الوضوء

وتستحب في أول الوضوء ، لما جاء في مسند الأمام أحمد ، من رواية أبي هريرة ، وسعيد بن زيد ، وأبي سعيد ، مرفوعا : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وهو حديث حسن ، ومن العلماء من أوجبها عند الذكر ههنا ، ومنهم من قال بوجوبها مطلقاً .

 

في الذبح
وكذا تُستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي وجماعة ، وأوجبها آخرون عند الذكر ، ومطلقاً في بعضهم ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله .

 

دعاء ذبح الاضحية
دعاء ذبح الاضحية

 

 

عند الأكل

وكذلك تُستحب عند الأكل ، لما في صحيح مسلم : ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة : قل “بسم الله “، وكُل بيمينك وكُل مما يليك ” ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه .

 

وعند الجماع

وكذلك تُستحب عند الجماع لما في الصحيحين عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لو أن أحدكم أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يُقدر بينهما ولدُ لم يضره الشيطان أبداً “.

 

عمدة التفسير لأبن كثير
عمدة التفسير

الأخذ بها بركة

وبعد أن يناقش ابن كثير مسائل نحوية فيما يتعلق بالباء في قوله ” بسم الله ” … فأنه يخلص بالقول : فالمشروع ذكر اسم الله في الشروع في ذلك كله ( أي القيام والعقود أو أكلاً أو شرباً أو قراءة أو وضوءاً أو صلاة ) تبركاً وتيمنا ً واستعانة على الإتمام والتقبل . والله اعلم .

 

يتبع لاحقا : ( لفظ الجلالة الله )

 

هامش
1- هو في المسند 5 : 59 ،71، 365 (حلبي ) ، بأربعة أسانيد .

 

الصور : ( شبكة الأنترنت ) ، (البطاقة ) .

 

طالع الحلقة السابقة (الأولى ) : معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

 

 

اترك تعليقاً