• Post published:09/12/2021

رجال منسيون من تاريخ الكويت (الحلقة1)

شخصيات شغلت منصب سكرتير الحكومة في الكويت 

 

الملا صالح بن محمد العنزي- يرحمه الله
الملا صالح بن محمد العنزي- يرحمه الله

 

تراثنا – التحرير :

 

رغم قلة المعلومات وشحتها ، فقد آثر مؤلف كتاب (من تاريخ الكويت : سكرتير الحكومة) للدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني إلا أن يخوض غمار البحث والتقصي عن شخصية الملا صالح محمد العنزي كان لها شأن في التاريخ الكويتي الحديث .

 

نقعة آل عسعوسي عام 1911 م تصوير الكابيت وليم شكسبير المعتمد البريطاني في الكويت
نقعة آل عسعوسي عام 1911 م تصوير الكابيت وليم شكسبير المعتمد البريطاني في الكويت

وعن صعوبة التأليف والكتابة عن الشخصيات في عالم التراجم ، ومنها الملا صالح بن محمد العنزي، يقول د . الشيباني في (المقدمة ):إنها “من أصعب فنون الكتابة ، لما يتطلبه هذا الأمر من الإنصاف والحيدة وعدم الميل “.

 

صعوبات البحث

ويستشهد المؤلف بقول الأديب هاشم الرفاعي “يرحمه الله “عندما قرظ كتاب ( تاريخ الكويت ) قائلاً : ..سيدي الأستاذ ، يصعب على المؤرخ أن يقوم بتدوين تاريخ حكومة ، مر على تكوينها زهاء ثلاثة قرون ، وهو لا  يعتمد أو بعبارة أوضح ، لا يجد ما يعتمد عليه في مهمته الشاقة، غير ما يستلقطه من الأخبار ، نقلا عن الأفواه ، وما يستقصيه من الحوادث عن ألسنة الرواة ..”.

 

وفيما يبدو أن المصاعب ذاتها قد واجهت المؤلف د . الشيباني في بحثه ، غير أنه تمكن في النهاية من التوصل إلى معلومات قد تكون لبنة يُبنى عليها لاحقاً .

 

 

الملا صالح بن محمد العنزي في شبابه -يرحمه الله
الملا صالح بن محمد العنزي في شبابه -يرحمه الله

 

المولد والسكن

 

وتقتطف تراثنا شذرات متفرقة من كتاب (سكرتير الحكومة) ، ليقف الباحث على بعض المعلومات عن تلك الشخصية ، فقد ولد الملا صالح بن محمد بن صالح بن عبدالله العبدالرحمن العنزي بالكويت ، عام (1267هجري / 1878 م ) في بيت والده ، في فريج الشيوخ ، في حي الوسط  بمدينة الكويت ، الذي كان يقع في المنطقة التي أقيم عليها  اليوم مسجد الدولة ، وبالقرب من مسجد الخليفة ومبنى البورصة ، وماجاورها من مساحة أرضية .

 

صالح اليتيم 

 

الشيخ مبارك الصباح
الشيخ مبارك الصباح

فقد والده وهو لا يزال في الثامنة من عمره ، فذاق بذلك مرارة اليتم ، لكن هيأ الله له شقيقه الأكبر – راشد الملا – الذي قام برعايته وادخله الكتاتيب ، فتعلم على أيدي  أصحابها الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم .

 

ذكاء وفطنة

 

وعاش فترة من حياته تحت رعاية الشيخ عبدالله بن صباح ،الذي اوصى به أخاه الشيخ محمد بن صباح الثاني ، والحاكم السادس لدولة الكويت ، فكان تحت رعايته بوصفه يتيماً ، مما نمى في شخصية صالح الملا ، الذكاء والفطنة التي بانت عليه في سن السادسة عشر .

 

مدينة المحمرة

 

فوضعه الشيخ محمد بن صباح الثاني في مركز يتناسب وذكائه ، فضمه إلى وكيل الإمارة في مدينة المحمرة ، المعروفة الآن باسم (خرمشهر) وكانت المدينة حينذاك تحت حكم (آل مرداو) الكعبيين،وكان وكيل الإمارة حينئذ عثمان التمار ( يرحمه الله ) ، حيث اصبح صالح كاتبا لديه لاعانته على مهامه .

 

عهد الشيخ مبارك

 

وعندما تولي الشيخ مبارك بن صباح الحكم ( 1313 هجرية – 1895  م) أمر بإغلاق وكالة الإمارة في المحمرة ، فضم صالح إلى مكتبه ،الذي كان وقتها صغيراَ، ولكن همته ونشاطه جعلت الحاكم يرفع مركزه الوظيفي حتى أصبح السكرتير الأول للحكومة عام (1324 هجري – 1906 م) .

 

مبعوثا شخصياً

 

الشيخ خزعل مرداو
الشيخ خزعل مرداو

فكان مبعوثاً  شخصياً عند الشيخ مبارك الصباح (حاكم الكويت السابع) إلى قادة الدول في تلك الحقبة ، حيث أرسله الي الشيخ خزعل حاكم المحمرة عام ( 1333هجرية – 19149) برسالة تتعلق بتمور الشيخ مبارك الموجودة هناك وحساباتها ، وظل يعمل لديه سكرتيراً طوال 19 عاما .

 

سكرتير الإمارة الخاص

 

واستمر الملا صالح (يرحمه الله) في وظيفة سكرتير للإمارة بعد وفاة الشيخ مبارك ، وبعد الشيخ جابر المبارك ، وظل كذلك سنتين هي فترة حكمه للبلاد ، ثم تتابع حكام الكويت الذين تتابعوا على الحكم خلفا عن سلف .

مدير الجوازت

 

الشيخ عبدالله النوري
الشيخ عبدالله النوري

الجدير بالإشارة ، ان الملا صالح تولي وظيفةسكرتير خاص للشيخ سالم  المبارك حكم الكويت ،لأربع سنوات هي فترة حكمه ، ثم أصبح بمنزلة مدير الجوازات في حكم الشيخ أحمد الجابر ، حيث استمر في الادارة طوال فترة حكم الشيخ أحمد الجابر على 29 عاما .

 

سعة  الصدر وكظم الغيض

 

وقد عُرف عن الملا صالح (يرحمه الله) سعة الصدر وكظم الغيض ، والصفح عمن أساء إليه ، وكان جريئاً ، وعصباً قوياً ثابتاً ، في مواجهة الصعاب والأحداث التي مرت بها البلاد ، ولاسيما في بين الاعوام 1917 – 1928 م ، والطمع الدولي والقبلي في الكويت ، وآخرها موقعة الرقعي .

 

دار الضيافة

 

وكان كريماً مضيافاً ، حيث يقول عنه الشيخ عبدالله النوري ( يرحمه الله ) : ” وكانت داره دار ضيافة يوم لم تملك الكويت نعمة الذهب الأسود ، ويوم لم تفتح فيها الفنادق ودور ضيافة ، أقول كانت ضيافة يقصدها بعض ضيوف الحكومة ، ومن لا معارف لهم ، من قصاد الكويت ، فيعطيهم من حسن حديثه وكرم خلقه ..” .

 

والمزيد من التفاصيل والأحداث المهمة التي رافقت مسيرة الملا صالح محمد العنزي يجدها الباحث في كتاب (من تاريخ الكويت.. سكرتير الحكومة ) .

 

كاتب وكتاب 

 

كتاب سكرتير الحكومة

(أضغط على الغلاف للتفاصيل)

 

 (من تاريخ الكويت ..سكرتير الحكومة) من تأليف د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق، يقع في (192)صفحة متوسطة الحجم ، منشورات المركز – الطبعة الأولى (1423 هجرية – 2003 م ).

 

يتبع لاحقا ..

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً