أربعة يواقيت عُرفوا ب “ياقوت” وبجودة الخط .. فأيهم هو  ؟؟

تراثنا – د .محمد بن ابراهيم الشيباني (*) :

يظن كثير من الباحثين في التراث المخطوط و الهواة فيه أنه عندما يعثر على مخطوط من المخطوطات لعلم من أعلام الأمة الإسلامية والعربية المشهورين من الذين تكون مؤلفاته المخطوطة نادرة أو مفقودة أو موجودة في الخزائن العالمية ولا يعلم عن قيمتها وأهميتها ، ثم يعثر أحدهم على مخطوطة تحمل أسم مؤلف قريب من أسم المؤلف المعني ومثاله : مخطوطات ومؤلفات ياقوت المستعصمي ” نسبة إلى المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين ” الشاعر والخطاط المشهور الذي تُعد مؤلفاته وخطوطه من أغلى وأندر الخطوط في الدنيا ، فما أن يعثر على مؤلف يحمل أسم ” ياقوت ” حتى يطير واجده سواء كان باحث أو مركز علمي بعجلة ، من دون روية ، فيبادر بالإعلان عن العثور على مخطوطة لياقوت ظناً انه ياقوت المستعصي ، وهذا غلط فاحش ، فأسم ياقوت حمله أكثر من عالم أو خطاط كما قال أهل العلم .

• يطير بعض الباحثين فرحاً بالعثور على مخطوطة نادرة وينسبها خطأ إلى مؤلف يشترك معه آخرون بالإسم والمهنة والبلد والشهرة !

• أختلط على كبار الباحثين نسبة المخطوطات بين اربعة يواقيت هم ياقوت الموصلي والرومي والحموي والمستعصمي.

• لايفرق بين اليواقيت الأربعة إلا ألقابهم وهي : أمين الدين، مهذب الدين ، شهاب الدين، جمال الدين .

• ثلاثة من اليواقيت اشتهروا بجودة الخط والشعر ، أما من اشتهروا بالخط و أبدعوا فيه وانصرفوا له فهما أثنان .

معلوم أن الخطاطين المشهورين الذين عُرفوا باسم ياقوت كياقوت الحموي أو الرومي وياقوت الملكي وياقوت الموصلي وياقوت المستعصمي سكنوا جميعاً بلاد الشام أو العراق .

اختلاط الباحثين

قال د. صلاح الدين المنجد : و قد خلط بعض الباحثين بين ياقوت المستعصمي ، وياقوت الموصلي الملكي ، ونسبوا لأحدهما ما للآخر ، منهم الشيخ طاهر الكردي في تاريخه عن الخط العربي ، ومنهم تركي الجبوري البغدادي في كتابه ” الخط العربي الإسلامي ” ، ويعني ذلك كما قلت في صدر مقالتي إن الخلط ليس فقط عند الهواة في أول الطريق في معرفة الفن ولكن عند الكبار كذلك ، بشكل عام والخطاطين بشكل خاص .

الاشتراك بالاسماء

مشاركة العلماء الأولين بالأسماء لبعضهم ليس في ياقوت فقط ، وإنما في غيره من الاسماء ولاسيما المشهورون منهم ، فتحقيق أسم المؤلف ونسبة الكتاب ” المخطوط ” إليه يستدعي من الباحث مهرة ودربة وخبرة في معرفة الخطوط وأزمانها ونسبة المؤلفات إليهم من أمهات المصادر المطبوعة والمخطوطة العربية وفي بعضها الأجنبية ، مما لم يترجم من جهود المستشرقين المنصفين في تراثنا منذ بداية الطباعة في الغرب والشرق .

من هم اليواقيت الأربعة ؟

وهذه اسماء اليواقيت أو من سُمي بياقوت أولهم : ياقوت بن عبدالله الرومي الموصلي الملكي وكان كاتباً نحوياً أديباً ، توفي سنة ( 618 هجري – 1221 م).

وتوفي بعده أبو الدر ياقوت بن عبدالله الرومي ” مهذب الدين ” أديب وشاعر مجيد وخطاط ، سنة (622 هجري – 1225 م ) .

ثم تلاه وفاة ياقوت بن عبدالله الرومي ، المعروف بالمستعصمي ( جمال الدين ) وتوفي سنة (698 هجري – 1298 م ) في بغداد .

وآخرهم ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي ” شهاب الدين ” له تآليف كثيرة مشهورة منها” معجم البلدان ” له همة كبيرة في تحصيل المعارف وكتب خطاً حسناً توفي (726هجري – 1325 م) في حلب .

اختلفوا بالألقاب

الملاحظ في الأسماء الأربعة أنهم جميعا سُموا بياقوت بن عبدالله الرومي ، ولا يفرق بيهم إلا ألقابهم وهي : أمين الدين ، مهذب الدين ، شهاب الدين ، جمال الدين ، و الذين أشتهروا بجودة الخط وجودة الشعر ثلاثة منهم، هم أمين الدين ومهذب الدين وجمال الدين ، ولكن الذين أشتهروا بالخط وابدعوا فيه وانصرفوا له ، فهما أمين الدين الملكي وجمال الدين المستعصي .

هذا ما وددت بيانه وذكره وذلك من باب المناصحة وإلا فأهل الشأن والاختصاص والعلماء يعلمون ذلك ولا يخفي عليهم مثله .

(*) رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق 

تواصل مع تراثنا