• Post published:28/04/2022

تراثنا ترصد فعاليات الأعياد في العالم العربي

سرور وبهجة وفرح تعم الصغار والكبار في مختلف البلاد 

جدة تعتني بحفيدتها وتزينها بالزي الشعبي العماني بمناسبة الأفراح
جدة تعتني بحفيدتها وتزينها بالزي الشعبي العماني بمناسبة الأفراح

 

سعود أحمد إبراهيم البلوشي
سعود البلوشي

تراثنا – سعود أحمد البلوشي (*) :

 

عيد الفطر هو أحد العيدين التي يحتفل بها المسلمون في كل بقاع الأرض ، وهو احتفال بعد صيام شهر كامل هو شهر رمضان ، وفي كل دولة توجد لها عادات وتقاليد وطقوس في الاحتفال .

 

ومن الدول العربية والإسلامية التي لها طقوس في احتفالها ب عيد الفطر هي سلطنة عمان ، والتي نعرضها لكم في هذا السطور التالية.

 

  • تبدأ الأستعدادات بفترة ويتم تجهيز الملابس لكل أسرة وشراء الحلوى العمانية الشهيرة والبهارات والمكسرات وخصف سعف النخل لشواء اللحوم .

  • تبدأ الأسر العمانية في يومها الأول  بتناول وجبة خفيفة مثل العرسية أو القبولي ويتجه المواطنون إلى مصليات العيد المنتشرة في الولايات .

  • يحتفل الشباب في الولايات بالإغاني الشعبية مثل فن الرزحة الممتزج بصوت طبول الكاسر والرحماني والأبواق التي لها جمال خاص في الأذان.

  • يُعد الشواء من أشهر المأكولات الشعبية، وكما يقول الكثير: لا يحلى العيد الا بالشواء وبمذاقه العماني الفريد، ويختلف اعداده بين المحافظات .

 

مظاهر عيد الفطر

 

الأسواق الشعبية في أيام العيد السعيد في عمان
الأسواق الشعبية في أيام العيد السعيد في عمان

في سلطنة عمان تبدأ الاستعداد للاحتفال بالعيد من قبلها بفترة ، وتكون عبارة عن تجهيز الملابس التي سيتم ارتدائها في العيد لكل الأسرة من شباب وأطفال ونساء ، كما يتم شراء الحلوى العمانية الشهيرة ، وشراء البهارات ، والمكسرات ، والخصف المصنوع من سعف النخيل ، التي يوضع بها لحم الشواء.

 

كما يتم شراء الأغنام و الأبقار من قبل العيد بفترة من أجل تربيتها لذبحها في العيد والتمتع بطعمها اللذيذ ، كما يتم شراء مستلزمات العيد الأخرى من الأسواق الشعبية المتواجدة بالسلطنة ، والتي يفضلها المجتمع العماني ، حيث تمتلئ ولاية مطرح بالعديد من الأسواق الشهيرة التي يذهب إليها الناس للشراء ، فيأتي لها سكان العاصمة مسقط لشراء الملابس والأحذية وكل مستلزمات العيد وأيضا هناك اسواق شعبية في باقي محافظات ومناطق السلطنة..

 

أما الحلوى العمانية فتتواجد في الكثير من الولايات والتي تشتهر بمذاقها الرائع ، والتي لها شهرة كبيرة في داخل دول الخليج العربي ، بل أيضا على مستوى العالم ، فهي تعتبر أحد رموز الضيافة في سلطنة عمان ، لما لها من مذاق رائع وطعم خاص.

 

التجمعات العائلية بمناسبة عيد الفطر المبارك
التجمعات العائلية بمناسبة عيد الفطر المبارك

 

أما البيوت العمانية فتجدها على أتم استعداد مليئة بزينة العيد والحلوى التي يحرص على شرائها الأسر ، فتجد أن أول أيام العيد تبدأ الأسر العمانية يومها بتناول وجبة خفيفة في الصباح ، والتي في الغالب تكون أحد الوجبات الشعبية مثل العرسية أو القبولي ، أو الهريس ، والتي هي تعتبر من الوجبات المفضلة لدى المجتمع العماني ، ثم يتم اتجاه كافة أفراد الأسرة إلى مكان صلاة العيد ، حيث تتواجد في كل ولاية من ولايات سلطنة عمان العديد من الأماكن التي تخصص من أجل صلاة العيد ، وفيها يتم تبادل التهاني بين المواطنون بمناسبة عيد الفطر السعيد ، ثم تذهب كل أسرة إلى إلقاء التحية والمباركة إلى الأهل والأقارب.

 

في اليوم الأول

 

خطبة صلاة العيد في سلطنة عمان
خطبة صلاة العيد في سلطنة عمان في المصلى

بعد ذلك يتم ذبح الذبائح الخاصة بالعيد من أبقار ومواش تم تربيتها ، وهذا الأمر في السلطنة لا يقتصر فقط على عيد الأضحى فقط ، فالمجتمع العماني يحب أن يقوم بذبحها في كلا العيدين ، ويقوم بتقسيمها وتوزيعها ، ثم يتم تقسيم الجزء الخاص بالأسرة إلى ثلاثة فئات هم جزء للمقلي ، وجزء للشواء ، وجزء للمشاكيك .

 

فتقوم الأسر العمانية بطهو الطعام المقلي ، وصهر الشحوم ، ثم يتم وضعها في مرجل أو ما يعرف باسم القلية ، وتعتبر هذه هي أولى وجبات العيد عند الأسر العمانية .

ثم يتم الأعداد للشواء والتي يتم فيها خلط البهارات أو ما يسمى بالتبزيرة ، م توضع على اللحم الخاص بالشواء ، وإدخاله في الخصفة ، بعد لفه جيدا بورق الموز أو غصن من أغصان الأشجار ووضعه في تنور خاص لشواء اللحوم وهذا التنور خاص بجماعة معينة من أقارب او جيران وفي كل قرية عمانية يتواجد تنور العيد ، وتكون بهذا أنتهي الاحتفال باليوم الأول من عيد الفطر.

 

 في اليوم الثاني

 

الطعام العماني يتمتع بمذاقه المميز والذي لا يمكن أن تتذوقه إلا هناك ، فالشواء العماني والمشاكيك من الأطعمة التي تتمتع بنكهة خاصة ومختلفة في عمان ، وهي من الوجبات الشعبية والمفضلة في السلطنة .

 

فتكون هي الوجبة الرئيسية في ثاني أيام عيد الفطر ، وفي بعض الولايات يتم تناولها أيضا ثالث أيام عيد الفطر ، وتأكل مع الأرز ، وفي اليوم الثالث والرابع من العيد تقوم السيدات في السلطنة بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة ، ويخلط بها الملح و البهارات الخاصة بها ، ثم توضع في أعواد المشاكيك ، ويتم تركها على الفحم ، والتي تتناول مع الخبز أو الأرز والعسل.

 

العيد عند المجتمع العماني

 

 

الفنون الشعبية العمانية في فترة الاحتفال بعيد الفطر المبارك
الفنون الشعبية العمانية في فترة الاحتفال بعيد الفطر المبارك

 

يقام في السلطنة العديد من الاحتفالات الشعبية والتي تتم في مختلف الولايات ، حيث يقوم الشباب بالغناء مثل فن الرزحة ، مصحوب غنائهم بصوت طبول الكاسر والرحماني والأبواق التي لها جمال خاص في الأذان.

 

العادات في العيد

 

ومن العادات التي يتم اتباعها في السلطنة عند الاحتفال بالعيد هو المخرج أو العزوه أو العيود وهي مسميات لعادة واحدة والتي تطلقها كل ولاية بالسلطنة ، وهي عبارة عن أن يقوم التجار أصحاب المؤسسات الصغيرة بحجز أماكن بيع لهم في الأماكن التي يقام بها العيود ، حيث يعرضون تجارتهم للبيع في الأسواق.

 

وضع لحم الشواء في أكياس خاصة مصنوعة من سعف النخيل
وضع لحم الشواء في أكياس خاصة مصنوعة من سعف النخيل
وضع البهارات الخاصة على لحم الشواء الخاص بالعيد وما يسمى بالمشوي
وضع البهارات الخاصة على لحم الشواء الخاص بالعيد وما يسمى بالمشوي

يُعد الشواء من أشهر المأكولات الشعبية في السلطنة، وكما يقول الكثير: لا يحلى العيد الا بالشواء وبمذاقه العماني الفريد، وما يميز الشواء العماني هو مراحل اعداده الذي يتضح من خلالها تكاتف الجميع وتعاونهم كروح الفريق الواحد لتحضير”الشواء” – التي قد تختلف من محافظة إلى آخرى .

 

مراحل إعداد الشواء العُماني:

 

– تجهيز الخيشة (الجونية) و وضعها في الماء حتى تتشبع وتنظف ثم يتم شقها.

 

– فوق (الجونية) يتم وضع ورق الموز أو نبتة (الشوع) بحيث تُغطى كامل مساحة (الجونية) لتفادي احتراق اللحم .

 

– وضع اللحم فوق (الجونية) المغطاة بورق الموز أو نبتة “الشوع” ويتم إضافة مجموعة من البهارات، والبعض يجهز “تبزيرة” خاصة للشواء منذ أكثر من أسبوع ويتم إضافتها على اللحم.

 

– بعد الانتهاء من اضافة البهارات يغطى أيضا اللحم بورق الموز أو نبتة “الشوع” –حسب المتوفر- ثم يتم اغلاق الجونية بإحكام.

 

– ثم يتم ادخال لحم “الشواء” داخل “الجونية” أو داخل “الخصف” المصنوعة من سعف النخيل.

 

يتم وضع الحطب ويفضل أن يكون”حطب السمر” داخل التنور وهي عبارة عن حفرة مبطنة من الداخل، ويختلف حجم الحفرة من محافظة إلى أخرى بناء على الكثافة السكانية لمستخدمي التنور.

 

– بداخل “التنور” يتم اشعال النار وانتظارها حتى يصبح الحطب جمراً.

 

– تجميع الشواء حول التنور في وقت محدد، استعدادا لرميه في وقت واحد.

 

* باحث في الشأن التراث والتاريخ العماني

 

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً