• Post published:07/04/2022

(الحلقة التاسعة)

مُنتقى من (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق)

 

أيام الجاهلية
الرقى والتداوي أيام الجاهلية

 

تراثنا – التحرير :

 

تستأنف تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الأستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين .

  • الرقية الشرعية هي طلب الشفاء من الله بقراءة القرآن التوسل إليه بأسمائه  وتوحيده وإحسانه وربوبيته .

  • رخص الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة بالرقى : ” اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ” ،

 

ثانيا : الرقية في الاصطلاح 

 

 الرقية في الأصطلاح : لا يخرج المعنى الأصطلاحي للرقية عن معناها اللغوي ،وهناك عدة تعريفات للرقية ، منها :

 

1– الرقية : هي العُوذة بضم العين ، أي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء ، وهي جائزة بالقرآن والأسماء الإلهية وما في معناها .

 

2- الرقية : توسل إلى الله بكمال ربوبيته ، وكمال رحمته بالشفاء ، وأنه وحده الشافي ، وأنه لا شفاء ألا شفاؤه ، فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته .

 

3- ورد في فتح الباري : بأن الرقية هي بمعنى ” التعويذ بالذال المعجمة ” ، وفي موضع آخر ،عرفها بانها كلام يستشفي به من كل عارض .

 

4- الرؤية : هي الفاظ خاصة ، يحدث عندها الشفاء من الأسقام وبالأدواء والأسباب المهلكة ، وهذه الألفاظ منها ما هو مشروع كالفاتحة والمعوذتين ،ومنها ما هو غير مشروع كرُقَى الجاهلية ، لأنه ربما كانت كفرا أو محرماً.

 

5- عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ، فقال : ” اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك “.

 

طالع حلقات :

 

دراسة عن الإستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام 

 

 

الشرك في رقى الجاهلية
الشرك في رقى الجاهلية

 

في الحديث دليل على أنه صلى الله عليه وسلم ، كانت تعرض عليه الرقى الجاهلية ، فيقر منها المجربة النافعة الخالية من الشرك ، كما أن في الحديث دلي على أن الأصل في الرقى كان ممنوعاً ، كما قد صرح به الأمام القرطبي ، حيث قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، وإنما نهى عنه مطلقاً لأنهم كانوا يرقون في الجاهلية برقى شرك وبما لا يُفهم .

 

وكانوا يعتقدون أن في ذلك الرقي يؤثر ، ثم إنهم لما أسلموا وزال ذلك عنهم ، نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عموماً ، ليكون أبلغ في المنع ، وأسد للذريعة ،

 

ثم أنهم لما سألوه ، وأخبروه أنهم يقتنعون بذلك ، رخص لهم في بعض ذلك ، وقال : ” اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ” ، فجازت الرقية من الآفات من الأمراض ، والجراح ، والقروح ، والحمة ، والعين ، وغير ذلك .

 

 

إلى غير ذلك من الأمراض من الأدلة التي ورد فيها أن الرقية كانت معروفة قبل الأسلام ، والتي لا أطيل بذكرها ، ففيما ذكرت كفاية إن شاء الله .

 

يُستخلص مما سبق أن هذه التعريفات متقاربة ، بل هي بمجموعها معنى واحد ، وأضبط هذه التعريفات أن الرقية خاصة يحدث عنه الشفاء بأمر الله من الأسقام ، والأدواء ،والأسباب المهلكة ، وهذه الألفاظ منها ما هو مشروع كالفاتحة والمعوذتين ، ومنها ما هو غير مشروع كرقى الجاهلية ، لأنها ربما كانت كفراً أو محرمة.

 

فالرقية لغة هي : العوذة بمعنى الالتجاء ، وأما في الشرع فيكون المراد بها الرقية المشروعة ، وهي التي تكون بالقرآن ، و الأدعية النبوية الصحيحة ،طلباً للشفاء من (الله) .

 

ثم أن لفظ  العزيمة لم يرد في السنة بمعنى الرقية ،وإنما وردت الرقية بمعنى ( العوذة أو التعوذ ) ، فيمكن أن يكون للعزيمة وجه شرعي ، كما يقول الفيروزأبادي ، إنها بمعنى اقم الرقية ، أي قرأ العزائم ، أي : الرقى ، أو هي آيات من القرآن تُقرأ على ذوي الآفات ، رجاء البرء (البراءة من السقم ) .

 

غلاف الدراسة 

 

دراسة شفاء الأسقام بالطب الأصيل بين النظرية والتطبيق للباحثة الأستاذة السعودية سلوى صقر المحمد

 

 (*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .

 

يتبع لاحقا ..

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً