• Post published:17/05/2022

لا تنتظر مادح ولا يضيرها قادح 

الحضارة الإسلامية أخذت مكانها بين الحضارات 

 

الحضارة الإسلامية وفضلها على العالم
الحضارة الإسلامية وفضلها على العالم

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

سيظل إرث الحضارة الإسلامية باقياً مادامت الأرض والسماء ، ولكن دعونا من هذا وذاك ، أي لا أريد أن يشهد على ذلك أهلها من العرب والمسلمين .

 

فلنيمم  وجهنا شطر الغرب ، ولنغص فيما كتبوا وودنوا وتركوه لنا ، لنستفيد منه ، كما استفادوا هم من حضارتنا العظمي التي كانت تشرق على الغرب نفسه ، وتحييه بعد ممات ، لا سيما في العصور الوسطى ،وسيطرة الكنسية ورهبانها الضلال المسيطرين على الحياة آنذاك .

  • العلامة نجيب العقيقي ينقل إنتاج أكثر من ألف مستشرق ذكروا في ترجماتهم  رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وكتابنا العظيم .

  • العلامة عبدالله عنان يترجم  كتابات علماء الألمان المنصفين عن الإسلام ومنهم الشاعر غوته في كتابه ” الديوان الشرقي للمؤلف الغربي “.

 

لا أريد أن أثبت لأحد فضل المسلمين على غيرهم ، ولنترك غير أهلها يتكلمون من خلال ما تُرجم من مؤلفاتهم ، أو قل إنتاجهم الثري ، ومن ثلاثة قرون إلى الستينات، جيل المستشرقين ،وخير من قام بنقل ذلك الأنتاج ، وترجمه العلامة نجيب العقيقي- يرحمه الله – ، في كتابه” المستشرقون – 3 مج ” حيث نقل إنتاج أكثر من ألف مستشرق تكلموا في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، وكتابنا العظيم الباقي حتى قيام الساعة.

 

القرآن واللغة العربية والشعر والأدب والحديث والفقه والتاريخ والسير والعقائد ، والفرق والتراجم والسياسة الشرعية والممالك الإسلامية وغيرها ..

 

 

المؤرخ عبدالله عنان
المؤرخ عبدالله عنان

 

والثاني العلامة عبدالله عنان – يرحمه الله – في كتاباته العظيمة ،وما نقله عن الغربيين المنصفين ، وما نقله عن الغربيين عن الألمانية العلامة عبد الرحمن بدوي – يرحمه الله -،وتحديداً عن الشاعر غوته في كتابه ” الديوان الشرقي للمؤلف الغربي ” وغيرهم كثير ، ليس هنا مجال السرد الموسع له .

 

 عصور الظلام 

 

لقد عاش الغرب عصوراً مظلمة ، لماذ لا يركز عليها من عشق هذه الأمة ويطعن في حضارة أمته إن كان يود أن ينتسب إليها ؟ أما الشعوبية التي يعتقدها البعض ، ويحاولون أن يكرروها في مقالاتهم ، وعلى الدوام ، فلن تغير من الواقع شيئاً ، فأمتنا الإسلامية أمة عظيم ، وحضارتها قدوضعت بصمتها في التاريخ ، وقد انتهى ذلك ومر ، هل يريد هذا أو ذاك أن يغطو الشمس بمنخل (غربال) ؟

 

مخطوط للمضخة الكابسة وأنسان آلي يصب الماء من اختراعات العالم المسلم الجزري
مخطوط للمضخة الكابسة وأنسان آلي يصب الماء من اختراعات العالم المسلم الجزري

هذه حضارة  خلفت وراءها ما خلفته ، وريادتها ودورها في خدمة البشرية كان ما كان ، ولن ينساه أحد من البشر ، سواء كان مسلماً أو غير مسلم ، وحضارتنا قد اخذت مكانها بين حضارات العالم لا تنتظر من هذا أو ذاك أن يمدحها او يذمها ، فقطارها قد سار على السكة ،ولم يتوقف ألى اليوم بحمد الله تعالى.

 

جامعات العالم والإسلام 

 

فالجامعات العربية وأميركة ، كانت ومازلت تدرسها ، بل حتى جامعات الصين ، وروسية وشرق آسية ، كما لمست ذلك بنفسي أثناء زياراتي الكثيرة إلى هذه الدول ، يكاد يكون محالاً أن تدخل مكتبة من مكتبات العالم ولا وتجد بصمة الحضارة الإسلامية فيها ، على شكل كتاب مخطوط ، أو أثر من الآثار المتنوعة أو مصنوعة من المصنوعات التي كانت تستخدم في عصر من العصور الإنسانية .

 

بل لا أجازف إن قلت حتى في الكنائس والأديرة تجد الكتب الإسلامية والعربية المتنوعة الفنون والعلوم ، وتوجد في مركز (مركز المخطوطات والتراث والوثائق) ترجمة لفهرس المكتبة الكاثوليكية في واشنطن القسم الخاص ، باللغة العربية ، وقد طبعناه منذ نحو 22 سنة ،وفهارس أخرى لمكتبات غربية، مثل التشيك ، والنمسا ، وكوبنهاغن ، وغيرها ، وهي من منشوراتنا العلمية التي أثبتت بالعنوان والرقم وجود تراثنا هناك .

 

والله المستعان ..

 

(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا

 

تواصل مع تراثنا

 , , , , , , , , , , , , 

 

اترك تعليقاً