• Post published:16/11/2020

                          وتراثنا تعلق عليه

إنتقاءات من مواقع التواصل الإجتماعي

بشاعة الاستعمار الفرنسي ومجازره المخزية في مستعمراته في أفريقية
بشاعة الاستعمار الفرنسي ومجازره المخزية في مستعمراته في أفريقية 

تراثنا – التحرير :

تداولت وسائط التواصل الاجتماعي كلمة ألقاها الكاتب والناشط السياسي البلجيكي ميشيل كولون* في أحد المؤتمرات بشأن حملة التجهيل والقتل الممنهج الذي مارسه الاستعمار الفرنسي “الحضاري ” بحق العلماء في امبراطورية مالي في حقبة استعماره ، وقضاءه على حضارتها وجامعاتها وتجارتها وبرلمانها الذي سبق الغرب بسبعة قرون .

جاء ذلك على سياق تداعيات حملة العداء الممنهجة رسمياً التي تبنتها  فرنسة على أعلى مستوياتها القيادية والحزبية على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، فيما وصف بالرسومات المشينة  لمقامه الكريم التي دعمتها الدولة هناك والغرب.

  • سبقت امبراطورية مالي الإتحادية مستعمرها الفرنسي والغرب ببرلمانها وأنظمتها بسبعة قرون !

  • تميزت مالي بجيش نظامي وتعليمي وخزينة عامة واستخراج الذهب وبيعه بطريقة منظمة وطورت زراعة القطن والفول .

  • أرسلت مالي رحلتين استكشافيتين إلى أمريكة قبل كولمبوس ولها مراكز جامعية في تبمبكتو وجنه وسيغو .

  • باشرت فرنسة التجهيل وقتلت آلاف ( مدرسي اللغة العربية ) لتحييد التجارة وتعطيلها ، ولتصدير كل شيء إليها !

الناشط السياسي والكاتب البلجيكي ميشيل كولون في كلمة له
الناشط السياسي والكاتب البلجيكي ميشيل كولون في كلمة له

وفي الترجمة المصاحبة للفيديو يقول ميشيل كولون :

:في الأعوام ال 1200 م ، كانت توجد امبراطورية في مالي ، أسسها سونجاتا كيتيا ( (Sundiata Keita) )،كانت امبراطورية مالي دولة اتحادية منظمة ، ذات برلمان ، ولكم أن تتخيلوا برلمان في الأعوام 1200 م.. في أوربا انتظرنا 6 إلى 7 قرون لنصل إلى ذلك .

وكانت دولة منظمة ، لديها جيش ونظام تعليمي ، وخزينة عامة ، وكانت الدولة تسّير استخراج وبيع الذهب بطريقة منتظمة ، وطورت زراعة القطن والفول السوداني .

وكانت توجد مراكز جامعية مشهورة في تمبكتو وجنه وسيغو ، وكان أحد الملوك الذين سبقوا كيتا ، أسمه أبوبكر الثاني ، وذلك بقرنين قبل المستكشف كولمبوس ، قد أطلق رحلتين بحريتين لاستكشاف أمريكا .

 أعاد الوزير السنغالي السابق أمادو تيجان وسام الشرف الفرنسي إلى السفارة الفرنسية من أجل شرف النبي ردا على إساءة فرنسا له.

أعاد الوزير السنغالي السابق أمادو تيجان وسام الشرف الفرنسي إلى السفارة الفرنسية من أجل شرف النبي ردا على إساءة فرنسا له.

إذن .. فالنسبة لأناس لم يصنعوا التاريخ ، فهذا أمر جيد،  وما يهم حقيقة هو أنه كان يوجد اقتصاد متكامل في أفريقيا ومالي .

وكان يوجد اقتصاد مع تجارة القوافل من غامبيا ثم غرب أفريقية ، إلى منطقة الطوارق ، وكانت مزدهرة لأقصى حد ، وحين وصل المستعمر الفرنسي إلى هناك ، يجذبه الاهتمام بالمواد الخام .. ماذا فعل ؟

قام بتحييد وتعطيل هذه التجارة ، ومن أجل إدارة هذه التجارة والاقتصاد ، جلب اللبنانيين واليونانيين .

وتسائل : ما فعل الديمقراطية الفرنسية العظيمة بعد ذلك ؟ قامت بقتل آلاف مدرسي اللغة العربية ..لماذا ؟

لأن التجارة بين كل تلك الدول كانت تحتاج إلى لغة يفهمها كل أحد ، التي هي حاليا اللغة الإنجليزية ، لكن في ذلك الوقت كانت اللغة العربية.

ولهذا ..من أجل القضاء على التجارة ولتصدير كل شيء إلى فرنسة ، قتلنا آلاف مدرسي اللغة العربية في تلك الفترة .

وتراثنا تعلق 

لا شك أن الكاتب والمؤرخ ميشيل كولون كشف السجل الأسود الدموي للإستعمار الفرنسي في مالي “وهو موقف يستحق الإشادة به “، ويمثل لمحة بسيطة لما هو اشد وأنكي ، لما قد وقع من مذابح وسحل وقتل للشعوب والعلماء والمجاهدين تحت نير الاستعمار الفرنسي في افريقية ، ومنهم الجزائر في نضاله الذي كلف ملايين النفوس .

الحافز الإسلامي 

ولكن بحكم نزعة الكاتب العلمانية ، فهو تجاوز تماما عن الإشارة ولو تلميحاً إلى الحافز الإسلامي الأصيل الذي صعد بهذه المملكة الى مصاف القوة والاعتداد بالنفس في المنطقة ، شأنه بقية العلمانيين والليبراليين واللا دينيين ، إذ اكتفى  بالتجرد من البعد العقدي ، والإشارة إلى سحل وقتل من وصفهم ب (معلمي اللغة العربية ) بصفتها عامل لغة للتبادل الاقتصادي !!

الوعاء اللغوي الدعوي

وتجاهل الوعاء العقدي الذي تحتويه تلك اللغة وتصبغ به شخصية صاحبه من اعتداد بالإسلام والدعوة إليه علماً وعملا،وما تمليه عليه من أخلاق في التعامل المالي وصدق في العهود والمواثيق” بخلاف الفكر الانتهازي الرأسمالي المادي “، ما جعل الأخرين من غير ملة الإسلام يثقون بهم ‘ ويطمئنون في تعاملاتهم مع المسلمين ، فأصبحت تللك اللغة هي لغة تعامل أخلاقية ثقافية من جهة ، ودعوية نقلت معها تعليمات الإسلام العقدية والتشريعية من جهة أخرى .

وكان من الطبيعي أن يكون أول من يبدأ الفرنسيون ومن على شاكلتهم بسحل وقتل حملة القرآن، من العلماء والفقهاء ودعاته، الذين تباسط الكاتب وسماهم ( مدرسي اللغة العربية )  !!

لماذا استقلالية البلدان الأفريقية منقوصا !

تساؤل طرحه موقع ( DW ) وأجاب عليه ، مشيراً إلى أنه قبل رحيل فرنسة من مستعمراتها قبل عام 1960م ، عملت على إلغاء النظم البرلمانية في تلك الدول ونصبت فيها نظم رئاسية تمسك زمام الأمور في البلاد – من تلامذة مدارسها – في كل شيء ، ويقول الموقع : ( الفكرة من وراء ذلك أنه “للسيطرة على البلد ينبغي فقط التحكم بشخص يتمتع بكل السلطات)  !

وهو شأن الاستعمار الغربي في العالم العربي والإسلامي على حد سواء .

من جهل شيء عاداه

فالهدف واضح ، وهو احداث فراغ ممنهج ، يقوم على تجهيل الشعوب بدينها ولغتها ، وإحلال بديل ،يقوم على تأصيل ثقافتهم وعلمانيتهم ولادينيتهم ، مما يسهل انقياد الشعوب والأنظمة لهم على المدى الطويل ،وذلك وفقا للمقولة الشهيرة من جهل شيء عاداه ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ﴾ الآية .. وقدموا انفسهم بديلاً باعتبارهم النخبة الإنتقائية المتنورة في المجتمع..هكذا ظنوا  !!ّ

شاهد

الكاتب ( ميشيل كولون يتحدث عن مذابح فرنسة في مالي ) يويتوب

*ميشيل كولون : صحفي وكاتب بلجيكي(عضو محور من أجل السلام العلماني ) له كتب وافلام وجريدة الكترونية ، معروف بمواقفه المناهضة للسياسة الأمريكية وفي السياستين الداخلية والخارجية لدولة إسرائيل ( ويكيبيديا ) .

تواصل معنا 

اترك تعليقاً