• Post published:26/04/2022

شاعر أسباني :

لو نزعنا الجلد الأصفر من أجسادنا لبرز اللون العربي الأسمر

 

بهاء الأندلس وقصورها وبساتينها
بهاء الأندلس وقصورها وبساتينها

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

لست من العشرات ولا المئات الذين زاروا الأندلس ،وكتبوا عنها كتابات ، لو وضعت في صعيد واحد لسدت عين الشمس كثرة .

 

ولكنني من أواخر المتأثرين الكاتبين عن الأندلس وأهلها وخلفائها وعلمائها وأدبائها ، وما وصفوه من جمالها وبهائها وحسنها .

 

وقال شاعر المهجر شفيق معلوف وهو هنا في نشوة بالغة من رحيق الماضي :

 

أهكذا النسر بعد رفعته

 إلى حضيض الهوان ينحدر

 

 لله بدو أورث عزائمهم

نار بقلب الصحراء تستعر

 

لهم حديث لدى طليطلة

 وعند غرناطة لهم خبر

 

 تالله قصر الحمراء لا برحت

 ترويك منا المدافع الحمر

 

أنت على الشرق عبرة بقيت

 في مقلة الغرب كلها عبر

 

 

اللون العربي الأسمر

 

سباق الخيل عند أهل البادية
حي البداوة وأهلها

 هذه الأحلام الأندلسية الجميلة شعراً فيها من ذكر تلك الأيام الخوالي ، أحلي وأجمل الذكرى الحزينة المعبرة ، وإن تبقى من ذلك الجيل العظيم (الأجداد) أحفاد وأحفاد إن لم نقل الأسبان اليوم كلهم ، فهم من جلهم كما قال الشاعر الأسباني : لو نزعنا الجلد الأصفر من أجسادنا لبرز اللون العربي الأسمر .

 

وما ارق مع تنويع الأوزان والقوافي قول إلياس فرحات ، رداً على بعضهم :

 

حي البداوة نوقها وخيامها

والجاهلية رمحها وحسامها

 

 لولا الجذور المطمئنة في الثرى

  ما كانت الأغصان ترفع هامها

 

وكان أجمل ، لو قال الإسلام بدل الجاهلية أو العرب ، ولكنه لا يقصد الجاهلية بشركها ووثنيتها ، وإنما برمحها وحسامها ، اللذين كانت تحل بهما المشكلات ، ليظل رأس العربي مرفوعاً على الدوام ، مازال ينعم بهذا الدين العظيم الخاتم للأنبياء ، الذي تتحطم علي صخرته كل الديانات الوثنيات القديمة والحديثة ، من عبادة الفرد والمعبودات التي من صنع الإنسان وإلحاده .

 

من يمر على أندلس العرب والمسلمين الأمس وإسبانية الإسبان اليوم ، لا يمكن أن يهمل ذلك ، ولا تتفجر مشاعره العربية الصافية تجاه تلك البقعة الرقيق كل شيء فيها .

 

أحمد شوقي والأندلس

 

أحمد شوقي
أحمد شوقي

 

أمير الشعراء أحمد شوقي ما كان ليكتب عن الأندلس لولا مكثه فيها منفياً ، فهناك التفت إلى تاريخها من خلال ما كتبه مؤلفوها وهناك نظم مطولته التاريخية “دول العرب وعظماء الإسلام ” ونظم موشحه ” صقر قريش ” هذا ما قاله د . عمر الدقاق.

 

منذ سقوط الأندلس وإلى يومنا هذا ،والعلماء والأدباء يكتبون ،ولم يتوقفوا كلما تذكروا سقوطها حفزهم على الأنفعال والتغني بمآثره ومجدهم هناك ، لا سيما – كما قلت في مقالة سابقة – شعراء المهجر الجنوبي والشمالي من عرب ومسلمين .

 

لقد صدق  من قال المشاعر كامنة لا تغشيها سوي غلالة رقيقة حتى إذا ما أتيح لها من يهتك سترها ، انطلقت انطلاق المارد من عقاله .

 

والله المستعان ..

 

  • الأساس :

إذا ضيعت الملوك سنن أديانها فلتعلم أنها تهدم أساس ملكها .

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً