• Post published:19/06/2019

الباحث الزوير : ارشيف وزارة التربية مصدره العم ( قوقل ) !! الجزء 2

فريق الكشافة في المدرسة الأحمدية عام 1952م
فريق الكشافة في المدرسة الأحمدية عام 1952م

تراثنا – حوار خالد أبوقدوم :
حظي الجزء الاول من لقاءنا مع الباحث في المجال التربوي بدر عبدالله الزوير باهتمام قطاع واسع من المتابعين التربويين ، خاصة وان ما أورده من معلومات داعبت ذكريات من لحقوا على شيء من بدء مرحلة التعليم النظامي ، لا سيما انه كان للأخوة المدرسين الفلسطينيين نصيب وافر في البعثة الدراسية الاولى ، في تأسيس نظم التعليم النظامي في الكويت ، وحظي بعضهم بشرف المواطنة .

تستكمل تراثنا في الجزء الثاني من اللقاء والأخير ، ما تبقى من الحوار الشيق مع الباحث الزوير ، حيث كان الحرص على ابراز الزوايا والكواليس التي لم تطرح في الندوات واللقاءات التي أجريت معه ، ليكون ل ” تراثنا “الالكترونية ميزة السبق.

الزوير ل ( تراثنا )

الباحث بدر الزوير في حوار مع تراثنا
الباحث بدر الزوير في حوار مع تراثنا

• انجزت كتاب المدرسة المباركية في 8 أعوام فذاعت شهرته في مصر والعراق والاردن والرياض ..

• وزير التربية الغنيم قال لي : ماذا عملت يا بدر .. بدر تألق في السماء ويجب دعمك .

• د عبدالرحيم حسين الأستاذ في جامعة الكويت : كتاب “المباركية ” أيقونة كآلهة الإغريق !

• عبد الرؤوف قدري أحد مدرسي الاحمدية أرسل ابيات شعرية ثناء من قرية سلفيت بفلسطين .

• جودت الهندي أتصل باكياً لما علم بكتاب ” الاحمدية ” وأعلن أنه سيضع قصيدتي في اطار على سريره !

زيارة الشيخ عبدالله الجابر لمعرض رسم في بالمدرسة الأحمدية
زيارة الشيخ عبدالله الجابر لمعرض رسم في المدرسة الأحمدية

كتاب المباركية

اللقاءات المتكررة مع رواد التعليم النظامي في الكويت وما تخللها من ذكريات ومعلومات وحقائق بالإضافة لقراءته اكثر من 200 كتاب في مجال التربية والتعليم وهو رقم لا شك كبير جعلت من الباحث بدر الزوير عاشقاً للتاريخ التعليمي الكويتي ، مستنداً على حصيلة وافية من المعلومات ، ما دفعه الى فكرة تأليف كتابه الاول وقد كان عن المدرسة المباركية بطريقة لم يسبقه اليها احد ومن ماله الخاص.

8 اعوام لإنجاز المباركية !
يقول الزوير عن كتابه :” بدأت العمل في عام 2003 م ، وانهيته وطُبع في عام 2011 وكم كنت محظوظاً ، فهو عاماً له دلالته لذلك حمل كتابي عنوان ” ذكرى مرور مائة عام على انشاء المدرسة المباركية “.

وكان نزول كتابه بالذكرى المئوية للمدرسة صدفة لا عن تخطيط مسبق منه ، فنزل كتابه على المهتمين نزول العافية على السقيم والثروة على المسكين ، محققاً نجاحاً باهراً حتى في اماكن لم تكن بباله ان يحصد النجاح فيها ، كالرياض وسلطنة عمان والامارات ، وجاءته الاتصالات بالثناء والمديح من العراق ومصر وغيرهما من الدول .

طلاب السنة الثانية ابتدائي بالمدرسة الأحمدية عام 1950
طلاب واساتذة الروضة بالمدرسة الأحمدية عام 1950

شهادات الفخر
ولم يتوقف الثناء عند هذا الحد بل تعداه الى أهل الاختصاص ، فقال عنه وزير التربية السابق يعقوب الغنيم عندما قابله الزوير بديوانه :”ماذا عملت يا بدر.. بدر تألق في السماء ويجب دعمك” ، اما الفلسطيني الدكتور عبدالرحيم حسين الأستاذ في جامعة الكويت وأحد المشاركين في تأليف كتاب ” تاريخ التعليم في الكويت ” ، قال مخاطبا الزوير: ” كتابك قرأته من الجلدة للجلدة.. كتابك ايقونة وكأنه الهة الجمال عند الاغريق”.!ّ

نبذة عن المباركية
مدرسة المباركية كان افتتاحها بتاريخ 22ـ12ـ1911 وجاءت عقب لقاء جمع ياسين الطبطبائي ويوسف بن عيسى القناعي في مجلس للمولد النبوي ضم اعيان الديرة فاقترح الطبطبائي بإنشاء التعليم النظامي فتلقف الفكرة يوسف بن عيسى وعاونه على تنفيذها الشيخ ناصر المبارك ابن حاكم الكويت حينها فقاموا بجمع الاموال اللازمة للمباركية من التجار امثال : ابراهيم المضف وهلال بن فجحان المطيري وغيرهم فجمعوا 78 الف روبية. .وهنا لا بد من الاشارة الى ان الفضل الاول – بعد الله – يرجع للطبطبائي اولا ثم للقناعي ثانيا ثم للشيخ ناصر المبارك ثالثا وهو ترتيب هام لإعطاء كل ذو حق حقه.

• تجديد طبعة “المباركة ” بإضافة اسماء المدرسين والطلاب ويعرض على لجنة مختصة في التربية .

أحد المعارض الفنية في مدرسة الأحمدية
أحد المعارض الفنية في مدرسة الأحمدية

تنقيح وتجديد

وكتاب المدرسة المباركية ، وإن كان كتاب متكامل المعلومات والوثائق ، الا ان الزوير يحرص على تنقيح كتابه بما استطاع الى ذلك سبيلا، فنوي طباعته مجدداً ، بعد اضافة اسماء طلاب ومدرسين ، وسيعرض على وزارة التربية للمرة الثانية ، ولكن على لجنة مختصة هذه المرة حتى تجيزه وتعطيه حقه بتوزيعه على مدارس الكويت، بعد ان عرضت الطبعة الاولى على لجنة غير مختصة فلم تعطي الكتاب حقه من التوزيع والانتشار.

كتاب الاحمدية
تجدر الإشارة ان المدرسة المباركية وان حققت قفزة بعالم التعليم في بداياتها ، الا انها لم تكن على المستوى المأمول ، وهذا راجع لمعارضة بعض رجال الدين ادخال بعض المواد الحديثة كالتاريخ والجغرافيا واللغة الانجليزية بحجة معارضتها للدين ، وهي معارضة في غير محلها خصوصا وان الإسلام يدعو للعلم ويقدم العلماء على غيرهم.

كتاب المدرسة الأحمدية
كتاب المدرسة الأحمدية

• نلت جائزة الدولة التشجيعية على كتاب “المدرسة الأحمدية ” و وزع على مدارس الكويت .

وجاءت الأحمدية

ولما يأس المطالبون بتطوير المباركية لجأوا الى انشاء مدرسة اخرى يدخلون فيها المواد المحظورة بالمباركية فكانت مدرسة الاحمدية التي انشأت بعام (1922) .

جائزة تشجيعية
يمسك الباحث بدر بكتابه ” الاحمدية ” مفتخراً مقلباً صفحاته الـ 841 المطبوعة عام 2016 ويقول :” قرأت كتابي لجنة مختصة بوزارة التربية ، فأعطته حقه ، وتم توزيعه على كافة مدارس الكويت، وبفضل الله اخذت عليه جائزة الدولة التشجيعية بنفس العام”.

أذاعة المدرسة الأحمدية
أذاعة المدرسة الأحمدية

عقبات جديدة
الخبرة التي اكتسبها الباحث بعد كتابه المباركية ، والرصيد الوافر لديه من المعلومات والوثائق، سهلت عليه المهمة بالأحمدية ، ومع ذلك اصطدم الزوير بعقبات استوقفته كثيراً ،وما هذا الا لحرصه الشديد على الموضوعية وتقديم مادة توثيقية خالية من الشوائب ، يرجع اليها اهل الاختصاص..

• بعد البحث والتقصي وتضارب المعلومات أتضح ان الشيخ أحمد الجابر قدم ارض الاحمدية تبرعا منه .

• في مكتبتي ووثائق وتقارير عن التعليم في الكويت عن الفترة من 1936ـ 1990 لا تتوفر لدى (التربية) !

أحمد الجابر والأحمدية
يتحدث عن احدى العقبات :” عند تضارب المعلومات الجأ الى الوثائق الاصلية لحسم الامر كمثال الارض التي بنيت عليها المدرسة الاحمدية ، وكانت محل خلاف ، الى ان توصلت الى مالكها بعد سنة من البحث والتقصي ، وهو امير الكويت حينها الشيخ احمد الجابر الذي قدم الارض تبرعا منه”.

مدرس حصة الرسم الأستاذ محمدالغصين
مدرس حصة الرسم الأستاذ محمدالغصين

قصائد متبادلة
كتابه الاول عن المباركية نال ثناء كبيراً ، ومثله كتابه الثاني الاحمدية وقالوا عنه الكثير ، فالفلسطيني عبدالرؤوف قدري احد المدرسين بالأحمدية ، عندما علم بالكتاب ارسل له قصيدة شعرية من قرية سلفيت بفلسطين ، يشكره ويثني على جهوده، وقد رد عليه الزوير بقصيدة مماثلة كيف لا وهو شاعر ايضاً .

بكاء وقصائد 
واما المدرس الآخر بالأحمدية ، الفلسطيني جودت الهندي فاتصل به باكياً ، لما علم بكتابه ، فرد عليه الزوير بقصيدة ايضا يرحب به ، فقال له الهندي بان قصيدته سيضعها في أطار فوق سرير نومه ، عرفاناً وتقديراً منه .

دعوة ضيافة
ولم يشذ عنهما زميلهما المدرس الفلسطيني ابراهيم ابو رشيد، الذي استقر به المقام في الأردن ، واصبح احد اثريائها ، وقد اذهلته الفكرة واقسم على الزوير ان ينزل بضيافته متى زار الاردن، واما من العراق فاتصل عليه الدكتور عقاب الركابي وقال له : ” لقد بحثت عن كتابك من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة حتى حصلت عليه”.!

الباحث بدر الزوير يشارك في احدى المناسبات في مول الأفنيوز
الباحث بدر الزوير يشارك في احدى المناسبات في مول الأفنيوز

المدرسة الشرقية بالطريق

بعد ان أتضح للباحث الزوير خطه ، وتشكلت هويته بالبحث بالعملية التعليمية ، اراد ان يتبع النجاح بنجاح ، فأعد عدته وشحذ همته لكتابه الثالث ، عن المدرسة الشرقية التي انشأت في عام 1938، واغلقت في عام 1962، وتطل على البحر بجانب ديوانية الروضان وقد اصبح مبناها حالياً معهد سعود الناصر الدبلوماسي.

استعينوا بالكتمان
حاولنا ان نخرج ببعض المعلومات عن مشروعه القادم الشرقية الذي سيباشر العمل به قريباً ، الا انه أجل الحديث عنه الى حين صدور الكتاب ، مستنداً الى قول الرسول عليه الصلاة والسلام : “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود” صححه الالباني ..لكن ما تأكد لنا ان كتاب “الشرقية ” يتضمن معلومات ووثائق وصور واسماء غير موجود مثلها في الكتابين السابقين حسب قوله وان المحتوى جاهز ولا ينقصه الا الكتابة.

طلاب ومدرسي المرحلة الأبتدائية في المدرسة الأحمدية
طلاب ومدرسي المرحلة الأبتدائية في المدرسة الأحمدية

• ارشيف ( التربية ) اما حُرق او سُرق بالغزو وأقولها بمليء فمي ان  مصدر أرشيفهم هو “العم جوجل” !!

• استعينوا بالكتمان ..لذلك لن افصح عن معلومات عن كتابي الجديد ” المدرسة الشرقية ” .

ارشيف العم قوقل

الان وبعد مرور 19 عاما من العمل المضني ، تمكن الزوير من انشاء أرشيفه الخاص به، يقول عن ارشيفه متحدياً ارشيف وزارة التربية: ” الارشيف الذي عندي يتفوق على ارشيف الوزارة الذي اما حُرق او سُرق بالغزو ، ولذلك فهو ارشيف ضعيف جداً واقولها بملىء فمي ان ارشيف الوزارة هو “العم جوجل”.. يعني بعبارة اخرى ما عندهم ارشيف، اما ارشيفي فبطون الكتب وامهاتها والوثائق والصور “.

ويكمل الزوير حديثه مفتخرا بما عنده ويؤكد:” في مكتبتي كتب وصور ووثائق وتقارير عن التعليم في الكويت خلال الفترة من 1936ـ 1990 لا تجدها حتى في وزارة التربية، ولا في مركز الدراسات، وهذا نتاج سفر واتصالات بالأردن وفلسطين وامريكا وكندا واستراليا ونيوزلندا واوروبا وغيرها من دول العالم بحثاً عن المدرسين الفلسطينيين الحاملين في جعبتهم اكثر من غيرهم وثائقا وصورا وذكريات عن التعليم في الكويت”.

هيئة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1952م
هيئة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1952م

حكاية ارشيف وزارة التربية
ولدى استفسارنا : لكن ماذا عن ارشيف وزارة التربية المناط بها هذه المهمة تحديداً دون غيرها ؟ يقول بحسرة على ما آلت اليه الامور: “تأخرت عملية التوثيق التعليمي بالكويت حيث بدأت اولى المحاولات في اواسط الثمانينيات من القرن الماضي ، وكلف بها رجا الحجيلان وهو عضو مجلس امة سابق، فقام بجمع الارشيف بما فيه من وثائق وصور ومحاضر وغيره ، بمعاونة مجموعة من المدرسين والاداريين ، وعملوا معرض لعرض الارشيف بجمعية المعلمين او وزارة التربية ، لا اذكر بالضبط وبعد انتهاء المعرض نُقل الارشيف بكامله ليستقر به المقام بالمتحف العلمي”.

 العضو السابق رجا الحجيلان
العضو السابق رجا الحجيلان

الى الان تسير الامور سيراً حسناً ، لكن المصيبة تجلت عندما ذهب الحجيلان برفقة صديق له بعد فترة ليطمئن على تعبه.. الارشيف المحفوظ بالمتحف ، حيث مكانه الآمن او هكذا ظن ، وبينما كان بطريقه داخل المتحف ليعاين جهده الذي سهر على جمعه الليالي لفتت نظره ورقة بطريقه ، بجانب حاوية قمامة فتناولها وتناول ما جاورها من اوراق ، فاذا هي ملف محاضر مجلس المعارف من عام 1947ـ 1950..!!

أرشيف في القمامة !

الأرشيف في مكبات القمامة !
ليت المصيبة توقفت عند هذا الحد بوضع ارشيف التعليم بالكويت بحاويات تحت رحمة الامطار والغبار والحرارة ولكن المصيبة تعدت ذلك بكثير عندما استقر الارشيف بكامله بمكبات القمامة بعد اتلاف كل محتويات الحاويات..!!.
يحسب لرجا الحجيلان ان الملف الذي انقذه من بين براثن الاهمال الف منه كتابا اسماه ” وثائق مجلس المعارف من عام 1947ـ 1950(1).

مبنى مدرسة الأحمدية في الحي القبلي سنة 1973 م
مبنى مدرسة الأحمدية في الحي القبلي سنة 1973 

كلمة اخيرة
يقول الزوير (2) في ختام حديثه لـ ” تراثنا ” :” لدي من الافكار الكثير الا اني احتاج الدعم كما اتمنى من وزارة التربية ان تمد يدها لي والى جميع المراكز البحثية بالكويت ونشكل فرقا متخصصة لكتابة ما تبقى من تاريخ التعليم بالكويت بطريقة افضل وفي هذا مصلحة للبلد اولا واخيرا كما اتمنى من الاعلام ان يهتم بالتعليم وينشر عن تاريخ العملية التعليمية حتى يتعرف الناس على جانب مهم من تاريخ بلادهم

هامش
1- يبدو ان وزارة التربية قد شعرت لاحقا بفداحة جريمتها فأرادت ان تكفر عن ذنبها فقامت بجمع الارشيف مجددا بعد التحرير او بالاصح ما تبقى منه وقد كان قليلا واوكلت المهمة لـ “لجنة تاريخ التعليم ” بعضوية كل من :
عميد كلية التاريخ الدكتور شاكر مصطفى، قاسم خضير، يعقوب الشراح، يعقوب الغنيم، عبدالرحيم حسين ، عبدالله الغنيم، وكان نتاج جهدهم 7 مجلدات عن تاريخ التعليم لكن ما يعيب عملهم ان ارشيفهم ورغم احتوائه على الصور والوثائق وغيره الا انه لا يشبع شغف الباحثين عن التاريخ بعد ان اتلف اللب ولم يبقى الا القشور .

2- الباحث بدر موظف وعنده عائلة وعليه من المسؤوليات الكثير الا انه يولي كتبه العناية الكبيرة ويحاول ان ينوعها فلديه كتاب يتناول اعلام المكتبات الخاصة في مصر تناول فيه 188 شخصية وهو جاهز كمادة لكن ينقصه الكتابة كما لديه افكارا لكتب عديدة لكن المشكلة بالوقت..فكما قالوا الاعمال اكثر من الاوقات

*الصور : مصدرها كتاب “المدرسة الأحمدية ” وبعضها من ارشيف المدرسين ضمن الكتاب 

الجزء الأول من اللقاء 

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا )

حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر

مجلة ( تراثنا ) الورقية

الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق

• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..

التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه

هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً