• Post published:29/04/2021

الحلقة الرابعة

قضاء الوقت عند البدو 

 

دعوة عشائرية قبلية على الغداء
دعوة عشائرية قبلية على الغداء ( صورة

 

تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :

 

صالح هواش المسلط
صالح المسلط

لهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري ، وأخذت هذه المظاهر بالتلاشي في القرن العشرين ، بتوقف الغزوات والكر والفر ، والاتجاه إلى الأستقرار في المدن ، والعمل في وظائف الدولة وغيرها ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته * .

 

  • تمتاز وجبات أهل البادية بالبساطة والتشابه وأشهرها الجريش والثريد و قرص الملة والثلبانة والخميعة والعصيدة وغيرها .

  • يخلو غدا البدوي من البهارات والأسماك وفي الربيع ينبت كثير من الأعشاب والجرجير وبعض اغصان الشجر التي يأكلونها بعد الطحن.

 

بعد أن استعرض المؤرخ والباحث التراثي صالح المسلط في الحلقة السابقة،  أنواع الطعام في الشتاء والصيف لدى أهل البادية ، يفصّل في هذه الحلقة كيفية اعداد الطعام فيقول :

 

وهم يطحنون الحبوب بالرحى ، ويعجنون الدقيق في قدور أو قصعة ، ويخبزونه فطيراً على الصاج ، أرغفة رقاقاً ، أو يخبزونه على الجمر أقراصاً ، وهو أكلهم في السفر ، وذلك أنهم يطحنون الحب بهاون من خشب ، إذا لم يوجد رحى ، ثم يعجنونه في قصعة صغيرة ، ويجعلونه قرصاً ، ثخيناً .

 

الجريش
الجريش

فرص الملة 

 

ويوقدون الحطب على الأرض ، حتي يصير جمراً ، فيزيلون الجمر عن الرماد ، ويطمرون القرص في الرماد ، ثم يردون الجمر عليه ، إلى أن يجف وجهه الأول ، فيكشفونه ويقلبونه ويعيدون الرماد ، ثم الجمر عليه ، حتي يجف وجهه الثاني ، فيقسمونه كسراً صغيرة فياكلونه ، ولا يستغرق عمل القرص بهذه الطريقة اكثر من ساعة ، ويدعي (قرص الملة) .

 

*طالع الحلقة السابقة ( الثالثة ) : المطبخ عند أهل البادية أدواته وأنواع اطيابه 

 

أطعمة بسيطة

 

وهم ياكلون خبزهم بلا إدام ، أو بإيدام من قمر الدين،  أو اللبن أو السمن أو الزيت أو اللحم ، واطعمتهم بسيطة للغاية متشابهة تركيباً وطبخاً ، وقوامها كلها أو أكثرها الحليب والسمن والدقيق والخبز والتمر والهقط ، واشهرها ( الجريشة ) وهي أنهم يجرشون القمح بحجر الرحى ، حتى يصبح برغلاً خشناً ، ويسلقونه جيداً ، ثم يسكبونه في قصاع ، ويصبون عليه من الأدام اللبن ، أو السمن أو الزيت ، والعصيدة ، يغلون الماء في حلة ويصبون عليه الدقيق شيئاً فشيئاً ، وهم يحركونه حتى يكون له قوام ، فيصبونه في القصاع ويأكلونه ، أو يغلون اللبن أو الحليب بدل الماء وهو ( الثلبانة والخميعة ) وهو فتات الخبز ( الثريد ) يصب عليه بدلاً من اللحم حليب و (الدفنية ) وهي الثريد أو مسلوق الرز بمرقة اللحم ، منثوراً قطعة فوقها .

 

بدو مطروح في اجتماع حول الطعام
بدو مطروح في اجتماع حول الطعام ( صورة

 

لا بهارات

 

وهم لا يتخذون البهارات في اطعمتهم ، وأكلهم للخضر والفاكهة قليل ، وكذلك أكلهم اللحم والسمك ، وفي أيام الربيع ينبت كثير من الأعشاب التي يأكلونها ، وهم يأخذون أغصان الشجر والجرجير ، ويجففونها ويطحنونها بحجر الرحى ، ويمزجونها ويغمسون قرص الملة بها وياكلونها .

 

الصور : ( واحة الأحيوات ) ، ( اليوم السابع ) ، ( ارشيف تراثنا – الانترنت ) 

 

يتبع لاحقا .

 

مجلة تراثنا عدد 41 لشهري أبريل ومايو2010 م

 

 

* نُشرت  المقالة في مجلة تراثنا العدد 41 الصادر في ربيع الثاني،جمادي الأول ( 1431هجرية – إبريل، مايو 2010

 

تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. عبد القادر بن عبد الله

    شكرا جزيلا..ذكرتني في الجزائر عندنا القصعة – وتنطق الكصعة- وكذلك السباعية التي ]اكل سبعة اشخاص ثم المثرد الذي جاء اسمه من الثريد

اترك تعليقاً