• Post published:22/02/2022

من قديم مكتبة تراثنا

كتاب (من تراث جزيرة تاروت)

للكاتب عبدالله حسن آل عبدالمحسن

 

 

جزيرة تاروت السعودية كما بدت قراها قديما
جزيرة تاروت السعودية كما بدت قراها قديما

 

تراثنا – التحرير :

 

جزيرة تاروت هى أكبر جزر المملكة العربية السعودية ” شرق الفطيف ” داخل خور واسع من البحر ، وفي الجزيرة أحدى أقدم مدن التاريخ ، يقدر عمرها بخمسة آلاف سنة على أقل تقدير ، وكانت مسكنا لمزيج من العشائر الكنعانية والفينقية .

 

 تستعرض تراثنا دراسة أفردها  الباحث السعودي عبدالله حسن منصور آل عبد المحسن للجزيرة ، بصورة موسعة شاملة ، حملت عنوان (من تراث جزيرة تاروت) طاف بها القاريء بتاريخها ، وعاداتها وفنونها  حرفها ومساكنها وأمثالها الشعبية . 

 

 

عبدالله حسين آل عبد المحسن
عبدالله آل عبد المحسن

  • تاروت تعني الخير والجمال ولها أسماء عدة مثل عشتاورت أو عشتريت .

  • احتلها البرتغاليون وبنوا عليها القلاع والحصون وتحفل بالآثار القديمة .

  • عدَّد المؤرخ حمد الجاسر نخيلها ب (50) ألف نخلة ،وعبدالله الخياط ب (70) ألف نخلة .

  • اشتهرت جزيرة تاروت بالزراعة وصيد الاسماك والغوص على اللؤلؤ والمهن الحرفية .

 

جزيرة ناروت السعودية من الجو
جزيرة ناروت السعودية من الجو

أسم الجزيرة 

 

في البدء يوضح الباحث معنى أسم  جزيرة ” تاروت ” ، مؤكدا أن معناه في اللغات السامية (الخير والجمال) ولها أسماء أخرى مثل عشتاروت أو عشتروت وتعني آلهة الحب والجمال، كما أُطلق عليها اسم تارو وغيره، ويُقال ان البلدة الحالية تقوم على أنقاض بلدة قديمة، كما يبدو من البناء والتي  أُخذت من صخور ضخمة.

 

 

ويشير إلى تميز الجزيرة بموقعها الأستراتيجي في منطقة الخليج ، فهي مرفأ تجاري ممتاز للسفن الفينيقية ، وكانت تستودر الأخشاب والتوابل من دول العالم آنذاك ، وتمر بها خطوط طرق التجارة ، ، ووقد أشار شعر الأعشى إلى قوافل الجمال التي تمر بالدهناء إلى شاطيء القطيف أو ساحل تاروت ، حيث يحملها التجار بالسلع التي كانت توجد في سوق ” دارين ” أحد موانيء جزيرة تاروت :

 

 

يمرون بالدهناء خفافاً عيابهم

 

ويرجعن من دارين بجر الحقائب

 

على حين ألهى الناس جل أمورهم

 

فنذلاً زريق المال نذل الثعالب .

 

 

النخيل في تاروت

 

العلامة حمد الجاسر
المؤرخ حمد الجاسر

وينقل الباحث آل عبد المحسن عن المؤرخ الشيح حمد الجاسر” يرحمه الله ” عدد نخيلها قائلا ” وفي تاروت نخل كثير يقدر بخمسين ألف نخلة ” ، ويضيف الاستاذ عبدالله الخياط” يرحمه الله ،  ” ب (70 ألف نخلة) ، وتنقسم جزيرة تاروت ألى خمس قرى وهي : تاروت ، دارين ، سنابس ، الربيعية ، والزور ، وهي قرى حافلة بالآثار والفخاريات والقلاع البرتغالية وتحمل آثار الحروب على مبانيها ..

 

الزواج المبكر 

 

ويتناول المؤلف العادات الاجتماعية  السائدة في الجزيرة ، حيث يلمح إلى بروز سمات الزواج المبكر بين اهاليها ، فبالنسبة للذكور يتراوح سن الزواج بين 16 – 20 سنة ، أما بالنسبة للبنات فينحصر بين 14-18 سنة ، مشيرا الى أهمية المرأة الانتاجية في البيت أو في الحقل أو عن طريق ما سوف تنجبه من ذرية ، مؤكدا ان أغلب الزيجات تتم بين الأقارب .(ص 56).

 

ويفصل الكاتب آل عبدالمحسن في طرق اختيار شريك العمر ، ابتداء بعقد القران  (الملجة) ، والمهر وليلة ( غسالة) حيث  تؤخذ العروس بعد الاستحمام إلى دارها محاطة بالاهازيج والأغاني الشعبية .

 

جهاز العروس

 

يتكون(جهاز العروس) قديماً من الحصر والمديد المصنوع من سعف النخل ، والمشامر والثياب الهاشمي والسروايل ، موديل “نارجيلة حمد” ووسادتين ، وطشت وإبريق ..

 

 

قلعة تاروت من أهم ثغور البرتغاليين في الجزيرة العربية
قلعة تاروت من أهم ثغور البرتغاليين في الجزيرة العربية

الصيغة 

أما (الصيغة) المقدمة للعروس ، فهي تتكون من انواع من الذهب كالأساور والخلاخيل والمعاضيض ..وتقام للعروس (ليلة الحناء،)وتقام (وليمة) بهذه المناسبة ، تسبق ليلة(الزفاف).

 

الصباحة والحوال

 

ويقدم العريس هدية (الصباحة)  في صبيحة اليوم التالي للزفاف ، قد تكون عدد من الروبيات أو غيرها ، وفي  ثالث ليلة من الزواح تقام ( وليمة) بسيطة لأهل الزوج ، وفي اليوم السابع يتم نقل أثاث الزوجة إلى بيت الزوج ويسمى هذا الانتقال (الحوال) ،وتقام حينها وليمة تقتصر على أهل الزوج والداية والزوجة وبعض صديقاتها .

 

المساكن في تاروت

 

ويتناول الباحث تصميم وتكوين المساكن في الجزيرة، والمواد المكونة منها ، وأهمها الأحجار البحرية والبرية ، والجريد ، والطين ، والجندل ، والجريد ، وسعف النخل ، والليف لصنع الحبال ..

 

ويشير إلى أن صورة المنزل وشكله ومواد بنائه تعتمد على المراتب الاجتماعية والمستويات الأقتصادية ،ونوع العمل الذي يمارسونه .. وفيه تفصيل بسطه الكاتب بتوسع في دراسته .

 

البيوت المتلاصقة والزراعة فى إحدى قرى تاروت كما بدت قديما
البيوت المتلاصقة والزراعة فى إحدى قرى تاروت كما بدت قديما

الحرف والمهن

 

يؤكد الباحث أن الظروف التي عاشتها الجزيرة ،فرضت على أهلها إخضاع البيئة لسيطرتهم وإستغلال المواد المتوفرة بغرض تحقيق الحاجات الأساسية ، كتوفير الغذاء والمسكن وصناعة حاجات ضرورية وثانوية لأعمالهم البحرية والزراعية ولحرفهم الخوصية والطينية ،.منوها إلى عملهم في مجال صيد السمك ، وصناعةالسفن الشراعية ،والغوص على اللؤلؤ ،والتجارة والحدادة  والزراعة وخلافه .

 

الفنون

 

يعدد الباحث أنواع الفنون البحرية التي رافقت عمل البحارة في أعمال صيد السمك والغوص على اللؤلؤ ، ومنها فنون : ( البريخة ) ، ( النهمة ) ، (الموال أو الزهيرية ) ،

 

وعن فنون البر ، يذكر الباحث :(فن الصوت)، (فن السامري) ، (فن العرضة)، (فن لفجري).

 

الأمثال الشعبية

 

 

ثم ينتقل الكاتب إلى (الأمثال الشعبية) الدارجة في جزيرة تاروت ، حيث يورد لها فصلاً  موسعاً ، يورد الأمثال في جدول بحروف الهجاء ، يبدأ ( من الألف إلى الياء ) ، منها :

 

أبوك الصايغ وطوقك من ذهب ،أبو البنات له جنَّات ،أبوسبعة بيعيش وأبو تسعة بيعيش ،إترك الداب وشجرته ،أحبك يا نافعي ولو كنت عدوي ،أحسن ما في المواعين الغوري ،إحمير تركبه ولا حمار يركبك ، اتهاوشوا السنانير على حبة مواشير  ..الخ .

كاتب وكتاب 

 

كتاب من تراث جزيرة تاروت للكاتب عبدالله حسن منصور العبد المحسن

 

 

كتاب ( من تراث جزيرة تاروت) للباحث السعودي عبدالله حسن منصور آل عبد المحسن ، الطبعة الأولى عام (1406 هجرية – 1985 م ) ، مطابع الصناعات المساندة المحدودة في الجبيل”السعودية” ، يقع في (180) صفجة – حجم وسط – مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( الكويت ) .

 

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً