• Post published:03/10/2022

النصيحة للولاة عندعلماء السلطان .. جور وتطاول !!

 

الملوك والرعية
النصح بين الراعي والرعية

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

أهدى إلي أحد طلبة العلم الشرعي كتاباً قد حققه تحت عنوان (الفوائد السنية على السياسة الشرعية ) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني .

 

نقل الشيخ فيها ما أخرجه الأمام مسلم في كتابه الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، :” ما من راع يسترعية الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله سبحانه وتعالى عليه رائحة الجنة ” .

 

  •  العلامةبن عثيمين : من مدح السطان وكان المدح له بحق ، فلا بأس ، فهذا يؤيده فيما هو عليه من الحق ..أما إذا كان بالباطل والتزلف فهو مسؤول عن كلامه يوم القيامة .

  • الشيخ العبيكان : السلطان مثل الأجير لهذه الأمة ، كلهم أستأجروه للقيام بهذا العمل ، وعليه أن يؤديه على الوجه الأكمل ليستحق أجرته وإلا أثم لتفريطه وتقصيره .

 

الوالي بين الأجر والعقوبة 

 

ثم ذكر دخول أبي مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان فقال : ” السلام عليك أيها الأجير ، فقالوا : قل : السلام عليك أيها الأمير ، فقال : السلام عليك أيها الأجير ، فقالوا .. ثلاث مرات، وهو يردد : أيها الأجير ،و هم يقولون قل أيها الأمير !

 

فقال معاوية ، دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول ، فقال : أنما أنت أجير أستأجرك رب هذه الغنم لرعايتها ، فإن أنت هنأت جرباها ، وداويت مرضاها ، وحبست أولاها على أخراها ، وفاك سيدها أجرك ، وإن أنت لم تهنأ جرباها ، ولم تداو مرضاها ، ولم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سيدها .

 

التقصير والتفريط 

 

الشيخ عبدالمحسن العبيكان
الشيخ عبدالمحسن العبيكان

 

قال الشيخ عبدالمحس العبيكان: ” أنت مثل الأجير لهذه الأمة ، كأنهم استأجروك للقيام بهذا العمل ، فيجب عليك أن تؤدي العمل على الوجه الأكمل لتستحق أجرتك ، وإلا أثمت على التقصير والتفريط ، فالوالي ليس له التصرف بمحض الهوى والشهوة بل بحسب المصلحة” .

 

ليس جفاء 

 

العلامة محمد الصالح العثيمين
العلامة محمد العثيمين

وقال الشيخ محمد بن صالح  العثيمين- يرحمه الله :” أبو مسلم الخولاني جريء ، و لا يعد هذا جفاء منه على الولاة ، إذ الولاة في وقتهم يتحملون مثل هذا ، يرون في هذا مصلحة لهم ، حيث يقول لهم الناصح أمام الناس مثل هذا الكلام ، وهم صابرون وموافقون عليه ، وقال : ” من مدح السطان وكان المدح له بحق ،فلا بأس ، فهذا يؤيده فيما هو عليه من الحق ، ويشجعه عليه ، ويوجب له أن يخجل من مخالفة الحق ، أما إذا كان بالباطل والتزلف لدى الحكام ، فهو مسؤول عن كلامه يوم القيامة ” !

النصح في السر والعلن 

 

أردت عزيزي القاريء أن أشركك معي في بعض فوائد الكتاب وفي بيان ماكان عليه الأوائل من قبول النصح في السر والعلن بين الراعي والرعية ، وأن ذلك ليس من الخطأ أو المجافاة ، أو عدم شرعية ذلك ، ففيه النصح على المستويات كافة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، التي تدفع بالدولة إلى الأمام والريادة والبركة من الله سبحانه وهو ماقاله العلامة بن عثيمين .

 

 الوالي وعلماء السلطان

 

ولكن في أيامنا هذه ، عز ذلك وفقد ، ومن حاول أن ينصح ويخلص في نصيحته لأي كائن كائن في الدولة ، عد من التجاوز وقلة الاحترام والتقدير والتطاول ،و يؤيد ذلكم  علماء السلطان ، سواء القريبون منه ، أوخارج دائرته ، يخطئون غيره في ذلك ، بل يرون ذك من الإهانة للسطان ، وعدم التأدب معه !

 

فانظر كيف كان الأوائل بالأمس فيما بين الراعي ورعيته ، وكيف صرنا اليوم وسلاطيننا إلا من رحم !

 

والله المستعان ..

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا 

 

نقلا عن تراثنا العدد 83 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 83 أكتوبر 2022 م

 

أضغط الغلاف للمزيد 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً