• Post published:14/08/2022

الحلقة (12)

مفردات كويتية خليجية واستعمالها في اللهجة واللغة 

 

فتيات يتلقين ابجديات علوم القراءة والكتاب والقرآن على يد المطوعة قديما
فتيات يتلقين ابجديات علوم القراءة والكتاب والقرآن على يد المطوعة قديما

 

تراثنا _ التحرير :

 

تزخر اللهجة الكويتية والخليجية بمفردات قد تُشكل على السامعين من غير أهلها ، رغم أنها عربية صرفة .. وعبر انتقاءات لبعض المفردات المحلية من كتاب (لهجتنا والقرآن الكريم*) لمؤلفه  الداعية الشيخ عبدالله الخضري “ يرحمه الله” سوف نسهم بإجلاء غموض بعض تلك المفردات .

 

في الحلقة (12) نستقصي أصل قول كويتي دارجاً في اللهجة المحلية ، يقال عند الرضى عن قول أو فعل بوصفه بأنه (عدل مدل) ، وكلمة (عروة)  واستخدامهما في القرآن الكريم واللغة.

 

عدل

 

ميزان العدل والعدالة
ميزان العدل

المفردة : عَدِل (أسم) .

 

وفي القرآن الكريم : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ) المائدة -الآية 95

 

وتقول: لها قوام عدل (1).

 

قلت (أي الخضري) : ويقصد بها في اللهجة : صحيح ، أو كامل ، والعلاقة بين المعني العامي والفصيح واضحة (2) وقد يبالغون فيقولون: “عدل مدل” على الإتباع وهذا مألوف في اللهجة ، مثل قولهم : ” سنع منع ” .

 

وفي الأغاني : فصعد (مروان بن عبدالملك ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إنا كنا ضربنا ابن سيحان بشهادة رجل من الحرس ، ووجدناه غير عدلٍ ولا رضاً ،فاشهدوا أني أبطلتُ ذلك الحدَّ عنه (3)

 

عروة

 

إبريق الشاي
إبريق الشاي حيث تبدو عروته مرتفعة إلى الأعلى

 

 

المفردة : غَروة (أسم )

 

يقول الله تعالى (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ) لقمان – الآية 22 .

 

والعروة موضع التعليق (4) .

 

قلت (أي الخضري) : وفي اللهجة نقول :” عِرْوَة الكوب” فهي تستخدم للمعنى نفسه .

 

وقال المحدث الحافظ أبو عمر ابن عبد البر يوصي أبنه : ( طويل)

 

تجاف من الدنيا وهوّن  لقدرها

 

             ووفّ سبيل الدين بالعروة الوثقى

 

وسارع بتقوى الله سراً وجهرة ً

 

           فلا ذمة أقوى هُديت من التقوى

 

ولا تنسى شكر الله في كل نعمة

 

   يَمن بها فالشكر مستجلب النّعمى (5)

 

وفي كتاب ذكرى العاقل وتنيه الغافل فائدة يحسن الوقوف عندها :

 

إننا لما نظرنا في الأبريق (6)، رأينا فيه ثلاثة أشياء : أحدها ، الرأس الواسع ، وثانيها ، البُلبُلةالضيقة ، وثالثهما ، العروة (7) ، فلما تأملنا ، هذه الأحوال الثلاثة ، وجدناها موافقة لمصلحة الخلق ، فإنه لا بد من توسيع رأس الأبريق ، حتى يدخل الماء فيه بالسهولة ، ولا بد من ضيق بلبلته حتى يخرج الماء منها بقدر الحاجة ، ولا من العروة ، حتى يقدر الإنسان على أن يأخذ بيده (8).

 

هامش :

*لهجتنا والقران الكريم  (288-290)

1- أساس البلاغة – خ د ل .

2- الفاظ اللهجة .246 .

3- الأغاني :1/190

4- البحر المحيط

5-نفح الطيب 4/28

6- انظر إبريج

7- انظر عروة

8: ذكرى العاقل وتنبيه الغافل 1/16

 

 

طالع الحلقة (11) :

 

مَحْصُور وحَصْران في اللهجة الكويتية واللغة والقرآن 

 

 

 

كتاب " لهجتنا والقرآن الكريم " لمؤلفه عبدالله الخضري

 

 

 

يتبع لاحقا ..

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً