• Post published:18/08/2018

 

 من الدفاتر القديمة 

 

شارع التيل

 

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*)  : 

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

لا أحد من الجيل الماضي أو جيلنا لا يعرف شارع التيل ، كانت شهرته مثل الأفنيوز ومول 360 وغيرهما من المجمعات الضخمة ، التي يرتادها المتسوقون ، والغالبية العظمي من الشباب  هذه الأيام .

 

وكلمة التيل إنكليزية تعني العمود أو الذيل ، كان هذا الشارع ملتقى الشباب “الزكرتية” ، كلٌ يسرح شعره ويضع الغترة (الكوفيه) مكوية على الكتف ، وسوالف  الشباب وخيالاتهم عن ذكريات الغزل والغرام ، تنتهي بأحلام وذكرى لوعة الفراق .

 

الباحث حمد السعيدان
الباحث حمد السعيدان 

 

يصف المؤرخ حمد السعيدان ، يرحمه الله (1/295) هذا الشارع بقوله : شارع التيل في النقرة  ، يُعرف اليوم بشارع تونس ، أطلق عليه الناس اسم شارع التيل لأن أعمدة الهاتف الرئيسة تمر به ، قال الشاعر عبدالعزيز محمد في أغنية له :

 

في شارع التيل العصر مريت شفت اللي ما قط شافته عيوني

ظبي نطحـني يوم أنا رديت جـاي يتبختر يمشـي بالـهون

رديت لأني حـي ولا ميـت أمشي واهذري جنــي مجنون

وبْردتي ضيـعت حتى البيت لوما نخـيت النـاس ودلـوني

ياليت ما شفت الغضى ياليت ولا تـولع قـلـب مـحـزون

 

شارع سالم المبارك وفق تحديثات البلدية
شارع سالم المبارك في السالمية وفق تحديثات البلدية

كما ذكرت في صدر المقالة كان هناك ضحايا حب في هذا الشارع من الشباب ، منهم من فشل حبه ، ومنهم من توجه بالزواج ونجح و، منهم من مات كمداً ، ومنهم من جن لأنهم لم يزوجوه بمن أحب !

 

أعتبر تلك الحوادث من تاريخ الشباب في كويت نهايات الخمسينيات وبدايات الستينيات، وأعرف الكثير من هذه الأصناف التي ذكرت .. إنه التاريخ الذي لا يغفل شيئاً .

 

. والله المستعان ..

 

* رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا 

 

 

تعليقاً على مقال  سحيلة و أخواتها

 

يوسف العبدالجليل
يوسف العبدالجليل

\

د . الشيباني : وصلني من أخي الكريم  الباحث يوسف العبدالجليل زيادة معلومات على ما ذكرت في مقالتي (القبس6/5/2015) عن سبب تسمية النقعة ب”سحيلة” : ” سحيلة هي عبدة حبشية قديمة من عبيد النوخذة إبراهيم بن عبدالجليل ، التي قامت بتربية العديد من أبنائه وبناته في القرن التاسع عشر ، ولها مكانة وتقدير لدى جميع أبنائه ، ولقد أصبحت المذكورة زاهدة ودرويشة عند كبرها ،ـ حيث كانت تلبس الثياب البالية المقطعة ، وتعلق في رقبتها المسابيح والخرز ، وتدعي أنها من الأولياء الصالحين وأهل الكرامات ، كما قامت بعتق نفسها بنفسها ، حيث أمرت الوجيه التاجر سليمان بن إبراهيم بإنشاء خص (عشة) لها على ساحل نقعة العبدالجليل الثالثة، في اليسرة وسكنت بها ، وكان طعامها واحتياجاتها تصلها من بيت الأسرة يومياً،  حتى توفاها الله ، وكان بعض النساء يقمن بزيارتها لتقرأ عليهن وعلى أبنائهن، وتقوم برقيتهم وتدعو لهن ، ولقد قيل أنها كانت تدخل على سليمان في العمارة ، وتأمره بما تشاء ، مثل طلب المال أو أي أمر آخر بطريقة فظة أمام ضيوفه من التجار ، وكان يلبي طلبها على الفور برحابة صدر وهو يضحك .

 

 تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً