• Post published:13/10/2021

وقفة تاريخية

 

ربا و سكينة واحدى ضحيتاهما
ربة و سكينة واحدى الضحايا تتزين بالذهب والمجوهرات على اليسار

 

 تراثنا – الباحث غانم الشمري * :

 

الباحث غانم الشمري
غانم الشمري

يقول بعض المفكرين أن أحداث التاريخ يمكن أن تتكرر في فترات زمنية مختلفة، وفي أماكن مختلفة أيضاً، وهذا الرأي يأخذ به بعض المؤرخين ويرفضه البعض الآخر .

 

ولكن حينما نراجع أحداث التاريخ نجد الكثير منها تتشابه في تفاصيلها، ولا يختلف فيها سوى الأشخاص والزمان والمكان.

 

وكل من يقرأ أحداث التاريخ أو لديه اطلاع بسيط على بعضها سوف يتأكد بنفسه من صحة هذه المقولة التي سيطرت على عقول الكثير من المفكرين لاسيما اليهود والنصارى.

 

الصحف المصرية تكشف اسماء الضحايا
الصحف المصرية تكشف اسماء الضحايا

وهنا لندع الإمام الذهبي يروي لنا قصة في كتابه “تاريخ الإسلام” وقعت أحداثها في القرن السابع الهجري وتحديداً عام 662هـ، يقول: فيها ظهرت قتلى في خليج مصر، وفُقِد جماعة، دام في ذلك أشهر، حتى عُرف أن صبية مليحة اسمها غازية كانت تتبرج بالزينة، وتُطمِع من يراها، ومعها عجوز، فتُشاكل الرجل، وتقول: هذه ما يُمكنها ما تريد منها إلا في منزلها، فإذا انطلق معها، واستقر إلى دارها، خرج إليه رجلان جلْدان، فيقتلانه، ويأخذان ما عليه.

 

وكانوا يتنقلون من موضع إلى موضع، إلى أن سكنوا على الخليج، وجاءت العجوز مرة إلى ماشطة مشهورة لها حُلي تُخرج به العرائس، فقالت لها: عندي بنت ونريد أن تصلحي من شأنها، فجاءت بالحلي تحمله الجارية، ورجعت الجارية من الباب، فدمسوا الماشطة، ولما أبطأ خبرها على جاريتها مضت إلى الوالي فأخبرته، فركب إلى الدار، وهجمها، فوجد “غازية” والعجوز، فأخذهما وتهددهما، فأقرتا، فحبسهما، فجاء إلى الحبس أحد الرجلين، فشعر به الأعوان، فأُخِذ وقُرِر، وضُرِب، فاعترف ودلَّ على رفيق آخر قمّين للطوب ، وكان يُلقي فيه من يقتلانه في الليل فيحترق، وأظهروا أيضاً من الدار حفيرة مملوءة بالقتلى، فأنهى أمرهم إلى السلطان، خمستهم، وبعد يومين شفع أمير في أمر الصبية، وماتت بعد أيام.

 

منزل ريا وسكينة حيث تسفك دماء الضحايا
منزل ريا وسكينة حيث تسفك دماء الضحايا

 

وهذه القصة تشبه إلى حد كبير قصة رية وسكينة التي وقعت أحداثها في مصر أيضاً ولكن في القرن العشرين فهل يا ترى تصدق مقولة أولئك المفكرين في أن التاريخ يتكرر في أزمنة وأماكن أخرى؟ مجرد تساؤل.

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً