• Post published:25/03/2024

 

تراثيات زمان (الحلقة الخامسة)

مقتطفات من أرشيف مجلة تراثنا

 

النوخذة علي النجدي بين صديقين في زنجبار سنة 1939 (تصوير المؤلف )
النوخذة علي النجدي بتويط صديقين في زنجبار سنة 1939 (تصوير المؤلف )

 

تراثنا – التحرير

 

تقتطف تراثنا من كتاب ” أبناء السندباد” لمؤلفه القبطان الأسترالي آلن فلييرز ، جانب مما دونه في مذكراته وذكره من احداث أثر مرافقته للنوخذة الكويتي علي ناصر النجدي صاحب مركب “بيان ” الشراعي في رحلاته البحرية في حقبة الثلاثينات من القرن العشرين .

 

وفي هذه الحلقة (الخامسة) يسجل الكابتن الأسترالي انطباعاته عما شاهده من شجاعة وتفاني البحارة  في انقاذ طفل سقط من المركب إلى البحر العميق يعج بإسماك القرش ومخاطر الغرق في كتابه الذي دون فيها مذكراته عام 1938م.

 

 

الكابتن الإنكليزي آلن فلييرز على مركب بيان الكويتي
الكابتن الإنكليزي آلن فلييرز على مركب بيان الكويتي

 

في صباح اليوم الخامس لمغادرة بيان ميناء شحر ، كان كل شيء على المركب يسير كالمعتاد ، على الرغم من الضجة التي كانت تصدر عن سبعة وأربعين من البدو المسافرين الذين كانوا يجلسون حولهم منسجمين في الغناء ، وكل منهم يضع إحدى يديه على أغنية  وهو يغني بها .كنت أتمنى لو كان كل منهم يضع كلتا يديه على كلتا أذنيه كما كنت أفعل أنا، ويحشو كلتا أذنيه أيضا بقطع من القطن !

 

بحارة بيان في فرحة غامرة برؤية هذه التلال ويرفعون علم الكويت
بحارة بيان في فرحة غامرة برؤية هذه التلال ويرفعون علم الكويت

ويبدو أن هذا الهدوء الذي أشار إليه الكابتن الأسترالي آلن فلييرز لم يدم طويلاً ، فها هو يقول : فجأة سمعت صوت ارتطام جسم بالماء ، تبعته صرخة فزع صادرة عن طفل .

 

فاندفع بعض البدو إلى جانب المركب وأخذوا يصرخون قائلين : ” طفل سقط في الماء “وهم يشيرون إلى البحر .. وعلى الفور قفز اثنان ، في محاولة لإنقاذ الطفل ،وقد فعلا ذلك بسرعة البرق ، وبعد لحظات تبينت أن احدهما كان إسماعيل الموسيقي ،وهو الذي قفز أولاً ، ثم عبدالله ، ذلك الأنسان الذي يتسم بالغموض .. لقد كان عملا جريئاً حقا .. فقد كنا نسير بسرعة خمس عقد ،وكان البحر زاخراً بسمك القرش .

 

ويشير فلييرز إلى قيام البحارة بسرعة خارقة بفك قارب وإنزاله إلى البحر ، بينما كانوا يغنون ويهرجون جميعاً ، على حين كان الطفل يواجه الغرق ،والبحاران اللذان قفزا لإنقاذه يكافحان للبقاء على قيد الحياة في بحر يعج بسمك القرش .

 

ويقول : كان البحارة يعملون بشكل رائع بقيادة النوخذة علي ناصر النجدي ومساعده حمد بن سالم ، وفي هذه الأثناء كان إسماعيل وعبدالله قد ابتعدا كثيراً عن المركب ، حتي لم نعد نستطيع أن نرى سوى نقطتين صغيرتين على سطح البحر الأزرق الشاسع ، كان بإمكاننا أن نرى إسماعيل ممسك بالطفل ،وأن عبدالله كان يساعد في حمله وتعويمه .

 

أنفاذ الطفل

 

 وأخيرا يصل القارب إلى الثلاثة الذين كانوا يصارعون البحر ، وتم إنقاذهم والعودة بهم إلى السفينة في وسط هياج الركاب وأهازيج البحارة ،والأغرب أن نجدي صفع الطفل- كما يقول الكابتن فلييرز – وقال له إنه إذا سقط مرة أخرى، فلن ينقذه أحد ! 

 

وفي الحلقة الكثير من تفاصيل الرحلة الشائقة والغرائب التي واجهت صاحب المذكرات الكابتن آلن فلييرز على مركب بيان الشراعي ..

 

مقتطف من تقرير نشرته مجلة تراثنا الورقية في عددها الخامس الصادر في “شوال 1417 هجري – مارس 1997م) الحلقة الخامسة ، الصفحات من (15-17) .

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد الخامس

 أنقر للتفاصيل 

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد الخامس (شوال 1417 هجري -1997م) .

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

, , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً