• Post published:06/05/2024

1909 – 1999م

 علي الطنطاوي شاهد على رجال عصره 

 

القاهرة مدينة الألف مئذنة كما تبدو ليلاً
القاهرة مدينة الألف مئذنة كما تبدو ليلاً

 

تراثنا – التحرير

 

قَدِم الشيخ الشامي الداعية على الطنطاوي- يرحمه الله – إلى مصر التي تشتهر عاصمتها القاهرة ب (بلد الألف مئذنة)  عام 1928 م ، وكان شاباً يافعاً في سن العشرين .

 

الشيخ علي الطنطاوي - يرحمه الله
الشيخ علي الطنطاوي – يرحمه الله

 

في كتابه (علي الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله – 1909-1999م) نقل الأديب  أ . د أحمد بكري بصلة – يرحمه الله * على لسان الطنطاوي ثلاثة أمور استفاد منها بمكوثه في مصر أثر قدومه من بلده الشام إليها ، فينقل عنه قوله :

 

ومما أستفدته في مصر أن قوي فيها قلمي ، وانتقلت من الأسلوب الحماسي المحشو بالمبالغات والجمل التي لها دوي كدوي صوت الطبل ، وهي فارغة مثله ،إلى أسلوب هو أقرب إلى الرصانة .

 

ثانياً : ومما استفدته تبدل طريقتي في الخطابة ، من الحماسة والصراخ وكثرة الإشارات وذلك الذي نشأنا عليه ، إلى الحديث الهادئ .

 

مدينة القاهرة في مطلع القرن العشرين
مدينة القاهرة في مطلع القرن العشرين

 

ثالثا : وكان أكثر ما اهتممت به لما عدت إلى دمشق وسعيت إلى الدلالة عليه ، ووفقت والحمد لله في نقله من حيز القول إلى حيز العمل ، وهو إنشاء الجمعيات الإسلامية واتحادات الطلاب ، وكلاهما لم يكن معروفا في الشام .

 

كدت أن أفتن !

 

وهنا يستدرك د . بكري موضحاً تأثر الشيخ الطنطاوي ببلده الجديد فيقول : لكنها – أي مصر – بما فيها من مسارح وملاه وسينما دور للهو ، وهو لما يتزوج أو يبلغ العشرين من عمره حين وصل إلى مصر ، كادت – كما يقول – : “تفتنني وتبدل سلوكي “، لولا أن حفظه الله بفضل ما كان قد نشأ عليه من الخلق والإيمان.

 

اليوم الأول في مصر 

 

سوق الأزبكية
سوق الأزبكية

ويستطرد المؤلف قائلاً : هذا الذي كاد يفتن الطنطاوي في مصر ، ويضله عن دينه ، وينحرف به ، يجد وصفه في الجزء الأول من الذكريات في ما كتبه تحت عنوان (اليوم الأول في مصر) وهو فصل رائع في وصف مصر ، وموازنة ما رآه فيها من مظاهر الجمال والجلال والعمران مما لم يكن في الشام التي تعد أرضاً بكراً إذا قيست بمصر آنذاك ..

 

قاهرة المعز 

 

ويقول د . بكري في اطار وصفه لمشاهدات الشيخ الطنطاوي : هي تختلف عن مدارج صباه في وطنه ، انه يصور باب الحديد ، ومصر التي هي القاهرة منذ أن بناها ابن العاص ، إلى ابن طولون إلى المعز ، الي العتبة الخضراء حيث سكن الفرنسيون ..الي النيل والموازنة ببردي ..ثم دخول العتبة الخضراء ،و تفصيل القول بما فيها من دور للفن .. والأوبرا قربها ، ومتاجر لم تعرف الشام مثلها ، مثل عمر افندي ..ومنها الى الأزبكية .. إلى كوبري بديعة .. الى حديقة الحيوان ..والترام يسعى من جهته الأخرى..

 

د . احمد بكري عصلة - يرحمه الله
أ د . احمد بكري 

 

ولمزيد من التفاصيل يدعو د . بكري – يرحمه الله –  القراء بقوله : وأحيلك أيها القارئ الكريم إلى (الذكريات) لتقرأ ذلك الوصف النادر لمصر في مصدره الحقيقي ، ففي ذلك تمام المتعة والفائدة .

 

مقتطف من تقرير نشرته مجلة تراثنا  الورقية في حلقته (11) والأخيرة ، بعددها رقم (89) ، الصادر في (رمضان 1446هجري – 2024م) ،الصفحات (14-16) .

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 89

أنقر للتفاصيل

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 89 الصادر في مارس 2024 م
لعدد 89 الصادر في مارس 2024 م

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً