أدب الرحلات
أسواق العرب في القرن الثامن هجري
تراثنا – التحرير :
عبر الدكتور نايف عبدالله سليمان الشمروخ * عن أهمية كتاب رحلة أبن بطوطة المعروف ب (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) ودره الكبير في التعريف بالجوانب الاقتصادية التي تميز بها العالم الإسلامي في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).
د . الشمروخ :
-
قطع الرحالة ابن بطوطة ما تجاوز مئة وسبعين ألف ميلاً في رحلته بأنحاء العالم المعروف في القرن الثامن عشر هجري.
-
وصف أسواق الحلة بأنها حسنة ، وأسواق بغداد بأنها أكبر ما رآه ، وسوق غازان أفضلها وسوق زيلع أقذرها على الأطلاق!
وبين د . الشمروخ في مقال أعده ونشرته مجلة تراثنا الورقية ان الكتاب المذكور كان حصيلة تجوال ابن بطوطة في أنحاء العالم المعروف في عصره التي جاوزت مقدار مئة وسبعين ألف ميل ، وقال عنه الزركلي أنه ” أمير الرحالين العرب “، فيما ذكر آخر أنه ” أخر رحالة كبير ” لأبو عبدالله محمد بن إبراهيم اللواتي ، ولد في طنجة وقضي 28 سنة من حياته يتنقل من بلد إلى بلد ، أملى رحلاته على الأديب محمد بن جزي الكلبي بأمر من السلطان ابي عنان المريني .
وقال د. الشمروخ في دراسته ان ابن بطوطة يعد شاهد عيان للقرن الثامن الهجري/الرابع عشر ، فمن الصعوبة بمكان أن نتصور بحثاً اقتصادياً للقرن المذكور من غير التطرق لهذه الرحلة من قريب أو بعيد ، مشيراً إلى أن انه اعطانا صورة الاقتصاد في عصره بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني .
النشاط الاقتصادي في المدن والأقاليم
ومضى قائلاً : سجل معلومات قيمة عن تلك الأسواق التي رآها في المدن المختلفة وهي تعكس بشكل أو بآخر النشاط الاقتصادي في المدن والأقاليم التي زارها، ويقول عن الأسواق فيها أنه متصلة من مدينة الاسكندرونة إلى مصر ، ومن مصر إلى مدينة اسوان من الصعيد،، كما أنه ذكر أسواق حمص ، كما قال عن أسواق حلب إنها ” أسواق مسقوفة بالخشب وإن قيساريتها تحيط بمسجدها ، وذكر سوق الفاكهة الذي قال عنه أنه من أبدع الأسواق .
أسواق الحلة وبغداد
فيما سجل أعجابه وملاحظاته عن أسواق مدينة الحلة التي قال عنها إنها أسوق حسنة جامعة للمرافق والصناعات ، وعن أسواق بغداد قال إنها من أكبر الأسواق التي رآها على الاطلاق .
وذكر أعظم أسواقها “سوق الثلاثاء” وأن كل صناعة فيه على حدة ، أما عن أفضل الأسواق التي أعجبته فقد كان “سوق قازان” في مدينة تبريز ، كما ذكر أسواق أخرى في هذه المدينة مثل “سوق الجواهر” الذي كانت تعرض فيها أنواع مختلفة من الجواهر جعلته يقول : فحار بصري مما رايته من أنواع الجواهر ” أضافة إلى سوق العنبر والمسك .
سوق الطرب وأقذر سوق !
وتوسع تقرير الدكتور الشمروخ ليشمل زيارات ابن بطوطة لسوق خوارزم ، و (سوق المغنين) في مدينة دولة آباد ويطلق عليه أيضا “سوق طرب ،أما أقذر الأسوق على الاطلاق التي زارها سوق “زيلع ” الخاص بالأسماك، مما جعله يؤثر عدم المبيت فيه وقضى ليلته على سطح المركب !!
كما تناول النشاط التجاري في البحرين والمغاصات فيها على اللؤلؤ ، وتطرق مرسى أهل الهند وأهل ظفار واعتمادهم على الكبير على التجارة ، فيما تطرق إلى ذكر ملك هيلي الذي يملك مراكب كثيرة تسافر إلى عمان وفارس واليمن وغيرها .
والمزيد من تفاصيل الدراسة نشرتها تراثنا في عددها الخامس الصادر في (شوال 1417 هجري – مارس 1997م) في الصفحات (42-43) ..
*أستاذ دكتوراه بكلية الآداب – جامعة الكويت (سابقا)
نقلا عن تراثنا – العدد الخامس
أنقر للتفاصيل
تواصل مع تراثنا
أدب الرحلات, أسواق الحلة قديما, أسواق بغداد قيما, أقذر الأسواق, ابن بطوطة أمير الرحالين, ابن بطوطة في الحلة والعراق, ابن بطوطة والأسواق العربية, ابن بطوطة والاقتصاد في البلاد العربية, ابن بطوطة وحمص, ابن بطوطة ورحلاته, ابن بطوطة ورحلته بين أجمل الأسواق وأقذرها وأطربها, الأسواق العربية في القرن الثامن هجري, الدكتور نايف عبدالله سليمان الشمروخ, الزركلي وابن بطوطة, السلطان ابي عنان المريني, المغاصات في البحرين, الملك هيلي, حمص وأسواقها القديمة, رحلة ابن بطوطة إلى البحرين, سوق الثلاثاء وابن بطوطة, سوق الجواهر في تبريز, سوق المغنيين في دولة آباد, سوق زيلع الخاص بالأسماك, سوق طرب, سوق قازان في تبريز قديما, كتاب تحفة النظار في غرائب وعجائب الأسفار, مجلة تراثنا, محمد بن إبراهيم اللواتي, محمد بن جوي الكلبي, مدينة الاسكندرونة, مرسى أهل الهند, من كتب أدب الرحلات