• Post published:21/03/2024

 

 

الحلقة (26)

 

رحلات الصيد عند العرب قديما
رحلات الصيد عند العرب قديما

 

تراثنا – التحرير :

 

في الحلقة (26)، تواصل تراثنا نشر متفرقات منتقاة من كتاب (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية*) لمؤلفه : محمد بن علي ابن طباطبا (1260 – 1309 هجرية).

 

يواصل ابن طباطبا في تقديم إرشاداته ومشورته لمن وكل إليهم أمر سياسة العباد ،ويحكي بعض الأمثلة التي تعضد كلامه على فراسة بعض الحكام فيمن وسد لهم المهام ، فيقول :

حُسن سياسة الاسكندر 

 

الاسكندر الأكبر
الاسكندر الأكبر

 وقيل للإسكندر : بم نلت هذه المملكة العظيمة على حداثة السن ، بال : باستمالة الأعداء وتصيير هم بالبر والإحسان أصدقاء ، وتعاهد الأصدقاء بأعظم الاحسان وأبلغ الإكرام .

 

قال بعض الحكماء : لا يرد  بأس العدو القاهر مثل التذلل والخضوع ، كما أن النبات الرطب يسلم من الريح العاصمة بلينه لأنه يميل معها كيف مالت !

 

وما نهج الملوك بشيء اشد من لَهَجِم بالصيد والقنص ، وهو الشيء الذي طالما اتفقت فيه النكت العجيبة ، والطرف الغريبة ، وكان المعتصم ألهج الناس به ، بني في أرض دُجيل حائطاً طوله فرسخ كثيرة ، وكان إذا ضرب حلقة يضايقونها ، ولا يزالون يحدون الصيد ، حتي يدخلوه وراء ذلك الحائط ، فيصير بين الحائط وبين دجلة ، فلا يكون للصيد مجال .

حمار وحشي معمر !

 

الحمار الوحشي
الحمار الوحشي

 

فإذا أنحصر في ذلك الموضع دخل هو وولده وأقاربه وخواص حاشيته ،وتأنّقوا في القتل وتفرجوا فقتلوا ما قتلوا وأطلقوا الباقي ، وقيل إن المعصم دوّغ عدة من حُمُر الوحش وأطلقها لأنه بلغه أن أعمارها طويلة .

 

وها هنا موضح حكاية طريفة عجيبة : حدثني صفي الدين عبد المؤمن بن فاخر الأرموي قال : حدثني مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير قال : خرجنا مرة في خدمة الخليفة المعتصم إلى الصيد ، وضربنا حلقة  قريباً من الجُلُهُمة ، وهي قرية بين بغداد والحلة ، ثم تضايقت الحلقةُ حتى الفارس منا يصيد الحيوان بيده .

 

فخرج في جملة حُمُر الوحش حمار كبير الجثة ، عليه وسم ، فقرأناه وإذا هو وسم المعتصم ، قال : فلما رآه المستعصم وَسَمه بوَسمه وأطلقه ، وكان بين المعتصم وبين المستعصم حدود خمسمائة سنة !! 

 

-مُنتقى من الصفحات : (52-53) .

 

 

كاتب وكتاب

 

 

 

 

* كتاب (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية)، للمؤلف محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) ، يقع في 360 صفحة ،  نشر  دار صادر – بيروت ،مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

اترك تعليقاً