• Post published:09/05/2021

الحلقة (15) 

سلسلة عقدية تكشف مسائل الجاهلية الدخيلة على دين الإسلام

لقطة بانورامية لبرج الساعة في الليل والحرم المكي
لقطة بانورامية لبرج الساعة في الليل والحرم المكي
 

تراثنا – التحرير :

تواصل تراثنا نشر حلقات متسلسلة من كتاب (مسائل الجاهلية ..التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية ) في اطار سلسلة معرفية عقدية ، تظهر فيه مسائل الجاهلية التي تسللت إلى عقيدة الأمة الإسلامية من عقائد دخيلة وبدع وخرافات طارئة لا تمت للإسلام بصلة ( الحلقات كاملة ) .

 

  • حرف أهل الجاهلية كلام الله وهم يعلمون ويأولونها إلى ما تشتهيه الأهواء ولكم في هذا العصر على شاكلهم .

  • من أعجب خصَّال أهل الجاهلية معاداة الدين الذي انتسبوا إليه أشد العداوة،وموالاتهم الكفار الذين فارقوهم أكمل الموالاة !

أولا التناقض في الإنتساب

المسألة ( 20 ) : في هذه المسألة  يُبين المؤلف الإمام شيخ الإسلام مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ (1115 – 1206 هجري )  – يرحمه الله ، تناقضهم ( أهل الجاهلية ) فينتسبون إلى إبراهيم عليه السلام والإسلام ، مع إظهارهم ترك ذلك الأنتساب لغيره .

 

صرف النصوص عن مدلولاتها

المسألة (21) :  تحريف كلام الله من بعد ما عقلوه ، وهم يعلمون ، ولكم في هذا العصر من على شاكلهم ، تراه يصرف النصوص ، ويأولها إلى ما يشتهيه من الأهواء .

 

تحريف كتب الدين

الهلال أعلى برج الساعة
الهلال أعلى برج الساعة

المسألة (22 )  : تحريف العلماء لكتب الدين قال الله تعالى : ( البقرة :78 -79 ) ، ( ﴿٧٧وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩ومن نظر إلى قضاة هذا الزمان (1) وما تلاعبوا به من الأحكام ، وصرف النصوص إلى ما تهواه أنفسهم ، وتبديل الحق وإبطاله بما ينالونه من الرشى ، وغير ذلك مما هم عليه اليوم ، تبين له من ذلك بحر لا ساحل له ، وهكذا بعض المبتدعة وغلاة القبور ،و قد بيّين حالهم في غير هذا الموقع .

 

طالع الحلقة السابقة ( 14 ) : الكرامة الربانية لا تُعطي لساحر وفاسق – تراثنا

 

الانصراف عن هِداية الدين إلى ما يخالفها

المسألة ( 23 ) :  وهي من أعجب المسائل والخصال ، معاداة الدين الذي انتسبوا إليه أشد العدواة ، وموالاتهم لمذهب الكفار الذين فارقوهم أكمل الموالاة ، كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاهم بدين موسى ،واتبعوا كتب السحر ، وهو من دين آل فرعون ، ومثل هؤلاؤ في الأمة الإسلامية كثير ، هجروا السَّنة وعادوها ، ونصروا اقوال الفلاسفة وأحكامهم .

كفرهم بما مع غيرهم من الحق

المسألة ( 24 ) :  أنهم لما افترقوا ، وكل طائفة لا تقبل من الحق إلا ما قلته طائفتهم ، وكفروا بما مع غيرهم من الحق ، قال تعالى في سورة ( البقرة 113 ) : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ، ولا شك أن هذا من خصال الجاهلية ، وعليه القوم كثير من الناس ، لا يعتقد الحق إلا معه ، لا سيما من أرباب المذاهب ، يرى كل أهل مذهب أن الدبن معه لا يعدوه إلى غيره ، وكل حزب بما لديهم فرحون .

 

وكل  يَّدعى وصلا بليلي 

وليلى لا تقر لهم بذاك 

 

 والحزم أن ينظر إلى الدليل ، فما قام عليه الدليل فهو الحق الحري أن يتلقى بالقبول ، وما ليس عليه برهان ولاحجة ، ينبذ وراء الظهور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا من اصطفاه الله لرسالته .

 

هامش :

1- المؤلف رحمه الله عاصر الدولة العثمانية ، ويذكر الشاهد في زمنه .

 

اترك تعليقاً