• Post published:04/04/2020

قصة اشتهرت في سوق الكويت وتداولتها الدواوين والتجار 

محل علي العبدالوهاب الواقع في سوق الغربللي يبدو المرحوم عبدالله العلي المطوع (الى اليسار) يعرض سراج لوكس على المرحوم عبدالمحسن مبارك العلي، ويبدو احد العاملين في المحل.195
محل علي العبدالوهاب الواقع في سوق الغربللي يبدو المرحوم عبدالله العلي المطوع (الى اليسار) يعرض سراج لوكس على المرحوم عبدالمحسن مبارك العلي، ويبدو احد العاملين في المحل.195 ( الصورة )

حادثة تشهد بأمانة تجار الكويت في الماضي وصدقهم وعفافهم عن المال الحرام وحفاظهم على سمعتهم في السوق .

تراثنا – التحرير :

في الحلقة الخامسة والأخيرة ، تختتم تراثنا جولتها مع ذكريات الكاتب والباحث في التراث الكويتي منصور الهاجري ،حيث أطل على قرائنا ضيفاً على مدى خمسة حلقات ، يحدث خلالها عن فريد ما لقاه وسمعه.

الباحث منصور الهاجري
الباحث منصور الهاجري

يروي الكاتب الهاجري حكاية ( النيرات الذهب) التي كان لها شأن في حدث دار في سوق الكويت في حقبة قديمة، تمثل شهادة لتجار الكويت بالأمانة والصدق ، ولها شواهد رددها الكثيرون الذين يعلمون من هم أصحاب العلاقة عن قرب .

يقول الهاجري كان لأحدهم دكان ” بقالة ” في أحد أسواق مدينة الكويت ، تقوم بعرض وبيع بضائع متنوعة .

ويستطرد : أراد هذا الرجل السفر إلى أهله في بلاده ، وكان قد تجمع لديه 12 نيرة ذهبية من تجارته ، فأراد أن يتركها أمانة عند أحد تجار السوق يحفظها له إلى حين عودته .

وبالفعل كان له ما أراد ووضع المال في صرة وأودعها عند أحد التجار ، وغاب نحو ثلاثة شهور، استقر خلالها في مدينة الرياض .

الأسواق الشعبية في الكويت قديما
الأسواق الشعبية في الكويت قديما

نفي التاجر
وعندما انقضت فترة سفره، عاد إلى الكويت و ذهب مباشرة إلى السوق ، بحثا عن التاجر الذي أحتفظ بماله عنده أمانة ، فوجد تاجراً في متجره ، فذكره ب “صرة ” المال التي أودعها عنده.

ويشير الهاجري إلى أن التاجر نفى علمه بأي أمانة اودعها عنده ، ولكن بقي الرجل يذكره ويصر عليه ويعيد الحادثة ويكررها عليه ، لعله نسى ..

استعادة الصرة
عندها – يقول الهاجري – قام التاجر من مكانه ، أمام إصرار صاحب الصرة ، مؤكدا أن المال ليس متواجدا في المتجر حالياً ، ولكنه سيحضره من البيت ، وطلب منه الانتظار ريثما يعود.

ومضى التاجر إلى أحد محلات سوق الذهب ، واشترى منه 12 نيرة ذهبية ، وضعها في صرة ، وعاد بها إلى متجره ، حيث ينتظره صاحبها ، واعطاه المبلغ .

المفاجأة
ويسترسل الهاجرى : وشاءت مقادير الله أن تقع عينا صاحب الصرة أثناء عودته في طريقه إلى دكانه على وجه تاجر مألوف لديه ، فإذا بذاكرته تستعيد ما نسيه  ، أنه الرجل الذي كان قد ترك لديه صرة نيرات الذهب قبل سفره ، وحينها تذكر  كذلك أن الصرة في لونها وقماشها ليست نفس صرته  !

فعاد مجدداً إلى السوق باغياً محل التاجر الذي أعطاه صرة المال ، وهو يضرب أخماس بأسداس ، وقد اعتراه الخجل والحرج بسبب أصراره والحاحه على هذا التاجر ، بأنه اودع المال عنده ..بالخطأ والنسيان .

نيرات الذهب
نيرات الذهب

موقف ومصداقية
وعندما واجه التاجر ، أقر له بخطئه وخجله وحزنه على ما بدر منه ، غير أنه تساءل عن السبب الذي حمل التاجر على مجاراته له ، ومنحه المال رغم أنه ليس المعني بالأمر !

وهنا يتوقف الهاجري هنيهة ليضع رد التاجر بين قوسين تحتها عشرات الخطوط موضحاً ان التاجر لما وجد الرجل مصراً وبإلحاح شديد ، رغم تيقنه من عدم صحة ادعاءه ، أراد ان يحافظ على سمعته في السوق ، التي هي رأس ماله في تعاملاته ، وأن لا يُوصم بالحرمنة وسلب الحقوق ظلماً وعدواناً ، فلذلك ضحى بمبلغ 12 نيرة ذهبية ، وهو  زهيد في نظره مقابل الحفاظ على ما هو أهم منه ، وهو سمعته وأمانته…

فكان درساً يحتذى لأمانة الأثنين ،وعودتهما للحق بما يرضى الله ” يرحمهما  الله ” ومن فعل فعلهما بإذنه تعالى .

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) النساء (58 ) .

إقرأ الحلقة السابقة ( الرابعة ) : الجندي البريطاني الذي أصبح كويتياً بالتأسيس

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب  ( تراثنا ) على منصة تويتر –  حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز :  25320902- 25320900/ 965 +

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. سعود أحمد إبراهيم البلوشي

    الأمانة من أخلاق المسلم وأكثر الناس في ذلك الوقت كانوا ذا أمانة وخلق وطيبة نفس الا من رحم الله

    محرر تراثنا : نشكر تواصلك وتفاعلك الأيجابي اخ سعود البلوشي مع المقالة المنشورة .. ننتظر منكم مزيد من التفاعل .

اترك تعليقاً