• Post published:18/06/2022

الحلقة الثانية (الأخيرة)

العمانيون والخليجيون تعلموا وعملوا في الكويت وتصاهروا مع أهلها

 

التعليم قديما عند المطوعة في الكويت - يمينا - وعُمان .
التعليم قديما عند المطوعة في الكويت – يمينا – وعُمان .

 

تراثنا – سعود أحمد البلوشي (*) :

 

سعود أحمد إبراهيم البلوشي
سعود البلوشي

في الحلقة الثانية ،يستكمل الباحث سعود أحمد البلوشي تقريره السابق ، حيث يتناول هجرة عمانيين من بلادهم طلبا للرزق في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أثر الاستكشافات النفطية للعمل في الكويت في دوائرها الحكومية والصناعات البترولية والدراسة .

 

في لقاء جمعني مع أحد الأصدقاء المقربين ، علمت أن والده  محمد علي محمد المخمري – يرحمه الله – كان ممن انضموا الى قوافل المسارعين للعمل في الكويت طلباً للرزق في مطلع ستينيات القرن العشرين .

 

 

محمد علي محمد المخمري في الزي الكويتي
محمد علي المخمري بالزي الكويتي

  • عبدالله حسن البلوشي عمل في الكويت 20 عاماً وغادرها إثر تهديدات قاسم باحتلال الكويت وضمها للعراق !

  • محمد علي الخمري عمل لدى أحد أبناء أسرة الصباح ثم التحق بوزارة الصحة وبقي 15 عاماً في الكويت .

  • العمانيون عادوا من الكويت لبلدهم  مُحملين بالذكريات الطيبة ومُزودين بما اكتسبوه من خبرات ومؤهلات .

 

 

إحدى قلاع ولاية شناص العمانية
إحدى قلاع سلطنة عمان

يُذكر أن والدي أحمد إبراهيم مير شاهين البلوشي – يرحمه الله – انخرط في مهنة التمريض في الخمسينيات أثر تدربه عليها لدى شركة نفط  الكويت المحدودة فزاول مهنة التمريض في مستشفاها ، وعاد لاحقاً ليعمل طبيباً في عُمان ، بعد خمس سنوات قضاها في الكويت ، واشتهر عند المواطنين بلقب “الدختر ” اي الدكتور .

 

ذكريات المخمري 

 

لا تختلف حكاية والدي عن والد صاحبي المخمري  كثيرا في تفاصيلها ، فهو من مواليد 1949م ، من سكان منطقة النعمي بولاية شناص ، غادر إلى الكويت في سن الخامسة وعشرين  ،في عهد حاكمها الشيخ عبدالله السالم الصباح- يرحمه الله ((1895 – 24 نوفمبر 1965)م  .

 

العمل في وزارة الصحة

 

وفي باديء أمره عمل المخمري في خدمة أحد ابناء الأسرة الحاكمة الكويتية من آل صباح ، واثناء انخراطه في الخدمة ، ونظرا لتطلعاته بمزيد من الخبرات وتطوير قدراته ، التحق بالعمل لدى وزارة الصحة الكويتية ، حيث استقر به السكن في مدينة الكويت العاصمة.

 

واستمر  المخمري – يرحمه الله – في وظيفته في القطاع الصحي بالكويت لمدة 15 عاماً ، عاد بعدها لمسقط رأسه في ولاية شناص في السلطنة ، وذهب محملاً بكثير من الذكريات الطيبة عن أهل الكويت وأصدقاءه وأحباءه هناك ،إضافة إلى ما اكتسبه من خبرات في مجال عمله بالصحة ، أعانته في حياته العملية في موطنه.

 

طالع الحلقة السابقة (الأولى):

عمانيون قدموا ألى الكويت في الخمسينيات وشاركوا في نهضتها ( الحلقة 1) 

 

 

د .اسكدر يعاين مواطنة كويتية في مستشفي الأمريكاني في الكويت
د .اسكدر يعاين مواطنة كويتية في مستشفي الأمريكاني في الكويت

 

ذكريات عبدالله البلوشي 

 

الشيخ عبدالله السالم الصباح
الشيخ عبدالله السالم 

واتذكر في هذا الصدد ،ما دار بيني والسيد عبدالله حسن البلوشي، من ولاية شناص ، منطقة خضراوين ، مواليد 1950م ، حيث أخبرني عن سفره للكويت في عامه الخامسة وعشرين ، في عهد وحكم الشيخ عبد الله السالم الصباح أبضا.

 

وباشر عمله في المطبخ المركزي ، وبعدها توفرت له سبل العمل في أحد المستشفيات الخاصة ، وقد استقر به مقام السكن في منطقة المرقاب ـ حيث خالط عدد كبير من قبائل البدو والبلوش وغيرهم من الذين هاجروا  للعمل في الكويت.

 

أماكن التواجد العماني

 

وقد طال به العمل في الكويت نحو 20 عاماً ،حيث يصف المعيشه هناك بأنها كانت جيدة ، حيث ربطت علاقات الود والأحترام المتبادل بين الكويتيين وأهل عمان.

 

وعن أماكن تواجد العمانيين وتجمعاتهم في الكويت حينداك ، أخبرني الوالد عبدالله حسن البلوشي – حفظه الله – عن انتشارهم في مناطق متفرقة، أبرزها مدينة الكويت حيث الوظائف المتوفرة لدى الدوائر الحكومية ، ومدينة الأحمدي النفطية وغيرها.

 

تهديدات قاسم للكويت

 

مواطنون كويتيون ينددون بتصريحات عبدالكريم قاسم بإحتلال الكويت
مواطنون كويتيون ينددون بتصريحات عبدالكريم قاسم بإحتلال الكويت

ويعاصر عبد الله البلوشي تهديدات رئيس وزراء العراق عبدالكريم قاسم آنذاك الداعية لضم الكويت ، والتي جاءت مباشرة بعد انهاء الكويت اتفاقية الحماية البريطانية في 19 يونيو1961م ، لتحقق استقلالها التام .

 

فحشد قاسم قواته لاقتحام الكويت، مما أحدث ضجة على المستوى الأقليمي العربي والدولي ، موضحاً أن تلك الفترة خلقت اضطرابا أمنياً ، ومظاهرات في البلاد رافضة للضم ، صاحبه مخاوف داخلية ، وارتفاع في الأسعار ،وتنامي ظاهرة الغلاء ، ما اضطرني وكثير من أبناء عمان وغيرهم للمغادرة إلى بلادنا .

 

 

 

ابراج الكويت تغشوها الأدخنة المنبعثة من حرائق اشتعلتها القوات العراقية في آيار الكويت في حرب التحرير
ابراج الكويت

الكويت والتقريب بين الثقافات 

لاشك أن سفر أهلنا من عُمان إلى الكويت ، كما سافر غيرهم من ابناء الوطن العربي وغيره ، كان عاملاً جوهرياً في التقريب بين ثقافات المنطقة والشعوب الأخرى ، كما عزز أواصر المودة بين أبناء الخليج العربي ، ليكونوا لحمة واحدة تلتف حول بعضها في الملمات والأزمات ..

 

(*) : سعود أحمد إبراهيم مير شاهين الأميري البلوشي : باحث في الشأن التربوي والتاريخي في سلطنة عمان.

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً