• Post published:09/04/2018

 

تتطلب مهارة استثنائية 

 

أكثر من  4300 فلج متوزع في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان 

 

فلاج وادي بني خالد في سلطنة عمان
أفلاج وادي بني خالد في سلطنة عمان

 

د . عبدالحافظ  ل تراثنا  :

 

  • الأفلاج هي بحق شريان الحياة في سلطنة عمان ، وشاهداً على عبقرية الإنسان العماني و سخاء الأرض .

  • يُقال أن الملك سليمان عليه السلام أمر بحفر ألف نهر في سهولها وصخورها حتي وصلوا إلى 10 آلاف نهر .

  • قبيلة العوامر تخصصت بحفر الآبار والأفلاج ، حيث يقوم ” المتبصر ” بالبحث عنها وتحديد مواقع الأفلاج .

 

تراثنا – التحرير

 

أ . حسني عبدالحافظ
أ . حسني عبدالحافظ

يقول الأستاذ حسني عبدالحافظ  الكاتب في دراسة نشرتها “تراثنا ” عن تعريف الفلج ، بأنها كلمة لها جذور سامية.. تعني التقسيم و المشاركة , و أيضا النهر الصغير ، وكل ما شققته لنصفين ، فقد فلجته .

 

جاء ذلك في مجلة تراثنا  عددرقم (27 ) الصادر في شعبان / رمضان الموافق  أكتوبر / نوفمبر من عام 2003 م ، في دراسة خصها المجلة  أ . عبدالحافظ ، تناول فيها النشأة التاريخية  وحكايات الماضي عن نشأة الافلاج في سلطنة عُمان، نقتبس جانبا منها :

 

الفرضية الأولى ان نبي الله سليمان بن داود عليه السلام ، لما دخل الأراضي العمانية ، وكان أهلها بداوة ” بدو” ، أرخي رحاله ،وأقام بها عشرة أيام ، وجد خلالها أنها شحيحة الماء قليلة العيون ، فما كان منه إلا أن أمر جند من الجن بأن يحفروا ألف نهر في سهولها وصخورها ، حتى وصل عدد ما حفروه نحو عشرة الآف نهر ..

 

 

تقوم الأفلاج في عمان بدور هام رفي ري المزروعات والبساتين والحفاظ على الثروة الغذائية
تقوم الأفلاج في عمان بدور هام رفي ري المزروعات والبساتين والحفاظ على الثروة الغذائية

 

• ومن حكايات الفرضية الثانية ، ان الفرس هم من أقاموا الأفلاج في سلطنة عمان ..حيث يقول جي . ولكنسون : ان الفرس هم الذين أدخلوا حضارة شق القنوات الى سلطنة عمان .

 

أما الفرضية الثالثة ، فيروج لها د .باولوكستا مفادها ، أن هناك أدلة تثبت وجود عدد من الاعمال المثيرة للأعجاب في الجزيرة العربية ، تتعلق بالمياه تعود على الأقل الى الألف الأولي قبل الميلاد تقريبا ..ويقارن بين اساليب التعدين التي كانت معروفة في تلك الفترة ، وبناء القنوات المائية الجوفية ، فقد ثبت تقدم أساليب تعدين النحاس التي كان معمولاً بها في عمان منذ الألف الثالثة قبل الميلاد .

 

ويشير أ .حسني حافظ في دراسته الى أن عدد الأفلاج العمانية يزيد عن 4300 فلج .

 

أفلاج عمانية تستقطب السياحة بجمالها
أفلاج عمانية تستقطب السياحة بجمالها

قبيلة متخصصة بحفر الأفلاج 

 

 

ويقول : هناك قبيلة متخصصة في حفر الآبار والافلاج ، في شمال عمان الداخلية ، هي قبيلة العوامر ، حيث يقوم من يسمونهم  ” المتبصر ” بمواقع الماء بتفحص والتدقيق بالمكان وتشكيلات وجه الارض والتدقيق في الاعشاب البرية والتربة تدقيقا بالغا ، حيث يقال ان وجود شجر السمر والسدر  بشكل مائل ” دليل على وجود الماء .

 

 

ويضيف : و تظهر براعة الذين يقومون بحفر هذه الأفلاج في قدرتهم على توجيه مساراتها ، بحث يلتقي بعضها مع بعض ، ولاسيما أن ضبط مستوياتها يتم بالعين ، مع التوفيق بين المسار المثالي للمجرى ، وبين مسار يأخذ بعين الأعتبار خصائص الصخور التي يتم فيها حفر النفق .

 

مشكلات بناة الأفلاج 

 

ويؤكد الكاتب أن ثمة مشكلتان تواجهان بناة الأفلاج :

 

الأولي : تأمين سرعة تدفق كافية و متواصلة للمياه على طول القناة ، و هذه تتطلب مهارة مسح استثنائية ، حيث يجب على البنائين الموازنة بين درجة انحدار القناة ومعدل مستوي المياه المتدفقة مع مراعاة الأختلافات الموسمية لهذا المستوى .

والثانية : التغلب على العقبات الناتجة من مرورها بالأودية و العوائق الأخرى.

 

ويستطرد قائلا : و في كتابه الموسوم ” الافلاج العمانية ونظامها ” بشير بدر بن سالم العبري إلى أن هذه الأفلاج ” دقيقة في تكوينها ، عظيمة في أنشائها ، صنعتها موهبة الإنسان العماني ، و قاستها بمعيار عقلي ، ووزنت مقاييسها بميزان تطبيقي مستمد من تجارب تفكيرية عقلية .

 

 

والمزيد في تراثنا عدد 27 نوفمبر 2003

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً