إنتقاءات من مكتبة تراثنا (الحلقة 4)

إصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

 

كل ذي مهنة يحسد من شاركه فيها، لكن مع الأسف أنه بين العلماء أشد، وبين طلبة العلم أشد .   (العلامة ابن عثيمين) 

تراثنا – التحرير :

 

من هذا المدخل ، تستعرض تراثنا كيف كان الحسد في المكانة الدينية عاملاً في تفرق أخوين ، رغم ما هم عليه من الفضل ، إلا إن العودة للحق كانت هي الخاتمة التي جمعتهما ، فخذلت من فرحوا بهذه الفرقة وألفوا بها المؤلفات .

 

 

إنقر لمشاهدة التعليق 

 

 

 

في رده على تساؤلات وردت إليه ، حقق وقدم الدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني (*) رسالة (رجوع سليمان بن عبدالوهاب التميمي إلى منهج أهل السنة) ، يقع في 64 صفحة من إصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .

 

بينَّ د . الشيباني على حسابه في قناة يوتيوب  خلفيات تأليف الرسالة ، مشيراً أنها بمثابة رد على تساؤلات بشأن الخلاف الذي حصل بين شيخ الدعوة محمد بن عبدالوهاب وأخيه القاضي سليمان بن عبدالوهاب التميمي .

 

غبطة أهل البدع 

 

فكشف في سياق حديثه أن هذا الخلاف كان مدعاة لفرح أهل الخرافة والبدع من أصحاب المدارس المتصوفة وغيرهم ، حيث طاروا بما وقع بين الشيخين  من فرقة في الآفاق ، وسرحوا ومرحوا .

 

وقال :استثمروا الخلاف في تأليف المؤلفات الكثيرة المعبرة عن سرورهم بما وقع من مخالفة القاضي سليمان لدعوة أخيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب، واصفاً بأنه دأبهم عند وقوع خلافات بين  أهل التوحيد والإسلام الحق .

 

حسد الأقران

 

وارجع د الشيباني أسباب الخلاف إلى الحسد ، موضحا أنه لما ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية،  أثر تعاونه مع ابن سعود ، حيث التقى الإثنان – الدين والحكم – على هدف نشر الدعوة الإسلام النقية من الخرافات، فانتصروا على مخالفيهم في الحروب ، مما كان له وقع في صدر القاضي سلمان الذي هو نفسه ذو مقام كبير في القضاء والعلم والمعرفة .

 

ومضي إلى القول : أن صيت الشيخ محمد أصاب أخاه القاضي بالحسد فوقف ضده ، وسار على هذا النهج سنوات طوال ، وهو أمر يحصل بين  الأقران ، ولكن ما لبث أن عاد القاضي سليمان إلى نهج أهل السنة والجماعة قبل وفاة أخيه بسنوات قليلة .

 

قطع دابر الشر 

 

وأكد د . الشيباني أنه حصل في زيارة له إلى تركية وبلدان أخرى على عدد من الكتب، لمؤلفين هنود وأتراك وغيرهم ، تناولت قضية الخلاف بين الأخوين ،أظهروا فيها سروروهم وغبطتهم به ، وزعموا أنه ما كان ليقع لو أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على حق ، ولو كان كذلك ما خالفه ونازعه أخاه!

 

واختتم بالقول: لذلك بادرت إلى قطع دابر هذا الشر وسد الباب في وجه أهل البدع والخرافة ، وإلجامهم بهذة الرسالة التي استبشر بها أهل العلم والخير عند صدورها ، فأخرس الله المبتدعون والمخرفون ،خاصة وأنها الرسالة الأولى  التي تُظهر تبرئة القاضي سليمان بن الوهاب التميمي من الخلاف الواقع بينه وأخيه شيخ الدعوة.

 

طالع الحلقة الثالثة : 

 

رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى أمير الكويت عبدالله بن صباح 

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا .

 

 

أنقر الغلاف للتفاصيل

 

 

 

 

تواصل مع تراثنا