• Post published:17/05/2023

 

 

1909 ت 1999م

 الطنطاوي شاهد على رجال عصره (الحلقة 7)

 

انقلابات سوريا ومصر
انقلابات سوريا 

تراثنا – التحرير:

في كتابه (الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله يسطر أ. د أحمد بكري عصلة – يرحمه الله – شهادة الشيخ علي الطنطاوي على شخوص عصره ، مدوناً انطباعاته ومشاهداته .

 

الشيخ علي الطنطاوي في احد برامجه التوعوية - يرحمه الله
الشيخ علي الطنطاوي -يرحمه الله 

 

 

  •  الشيخ الطنطاوي خشي أن يسجنه العقيد الشيشكلي في سجن المزة لعدم استجابته لمطلبه فأراد الفرار بريشه من البلد  !

  • سعدت مصر والعرب بجمال عبدالناصر والضباط الاحرار ولكنهم مالبثوا أن وطدوا لأنفسهم الحكم وبدلوا إلإسلام بالاشتراكية ! 

  • المقاوم حسن الخراط حارس ليلي وخفير من خفراء البلد فلما رأي لصوصاً أخطر وشرهم أكبر نهض لحماية الديار من العار والدمار.

  • في زمن الوحدة بين مصر وسورية ابتدع عبدالناصر فكرة المخبرين لمراقبة تصرفات الناس في البلدين فتم فسخ عقد الوحدة الفاسدة .

 

 

الرئيس السوري العقيد أديب االشيشكلي والرئيس المصري جمال عبدالناصر
الرئيس السوري العقيد أديب االشيشكلي والرئيس المصري جمال عبدالناصر

في هذه  الحلقة ” السابعة” نستكمل ما سبق ونوه إليه الشيخ الطنطاوي بإصرار العقيد الشيشكلي عليه – في لقاء جمعها – ان يبدي رأيه في دستور جديد أعده للبلاد ضمن حديثه الاسبوعي الذي يذاع كل جمعة ..

 

ويستطرد المؤلف قائلاً : وجامل الطنطاوي العقيد، وأذاع الحلقة الأولى كما هو يرى الدستور، لا كما يريده العقيد ، وكانت النتيجة أنهم لم يذيعوا الأحاديث التسعة الباقيات،والتقاه بعده ولكنه كان يخشى أن يرسله إلى سجن المزة !

 

يقول “الطنطاوي : “ورتبت أموري على أن أذهب في رحلة إلى الشرق مع الشيخ الصواف ، والشيخ أمجد الزهاوي – يرحمهم الله – وكان الأمر أن ينتهي .. وكان همي أن أنجو بريشي ، لا أكتمكم أني خفت أن أبيت في سجن المزة (1).

 

اسواق سوريا قديما
اسواق سوريا قديما

ويصف المؤلف قول الشيخ الطنطاوي بأنه : كانت شهادة بفساد الرجل الذي نمت شجرته حتى عمت البلاد على مدى عشرات السنين .

 

 

 الاشتراكية بديلا للاسلام !

 

ويستأنف المؤلف : أما عبدالناصر ، فقد كانت بدايته سعادة لمصر والعرب ، ولكنه ما لبث وجماعة الضباط الأحرار أن بدؤوا يوطدون الحكم لهم إلى الأبد ، فلم يخرج عبدالناصر بهذا عما فعله المشير والمقدم في دمشق في ذلك ،ولكن لما شهدت منظر بيعة عبدالناصر رئيساً وتنحي القوتلي وعودته رجلاً عادياً ، ورأيت كيف عومل ، شعرت بشيء من الأسى.. لأننا رأينا بوادر جعلت تبدو لنا ، ما كرهتنا بالوحدة لذاتها ، بل لهذه الأعراض التي علقت بها ..ومنها الحديث عن التحويل الاشتراكي ” إن عمرو بن العاص لما فتح مصر حولها إسلامية باقية على إسلامها إن شاء الله تعالى إلى يوم القيامة في التحويل الاشتراكي إلا تحويلها عن الإسلام إلى الاشتراكية “ (2) .

 

موالاة غير المسلمين 

 

صحيفة الإيام السوريةحلب_تنادي_لا_وحدة_مع_الديكتاتورية_-_صحيفة_الأيام_السورية_1962-07-15
 الإيام السورية تنددبالوحدة بين سوريا ومصر في عدد يوليو عام 1962

 

 

وتتابعت المثالب ، وكان عبدالناصر يدعو – كما يشهد الطنطاوي – إلى محالفة الكفار ، ومخالفة المؤمنين ، وكان يحارب التضامن الإسلامي ، وأخوة الإيمان .. وكان يؤيد تيتو ونهرو والشيوعيين والوثنيين ، يتولاهم وينقل فكرهم إلى المدارس لينشأ عليها الصغار .

 

ويضيف المؤلف عن الطنطاوي قوله : ” ولم يكن أهل الشام ليخرجو لاستقبال عبد الناصر ، بل كانو يُخرجون .. وكانت تقدم إليه أوراق الناس فيها طلباتهم ولكن لم يحقق أيا منها ..!! فابتدع فكرة المخبرين لمراقبة تصرفات الناس في الشام ومصر .. وكانت نتيجة ذلك كله فسخ عقد الوحدة الفاسدة ، وضياع البلاد إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم” (3) .

 قائد شعبي 

 

حسن الخراط - يرحمه الله
حسن الخراط 

 

أما الفريق الثاني ، يقول المؤلف ، فكان حسن الخراط – يرحمه الله – قائداً شعبياً بحق ، وما هو – كما يقول الطنطاوي – إلا : ” حارس ليلي وخفير من خفراء البلد ، كان عمله أن يحرس البيوت من اللصوص ، فلما رأى لصوصاً اخطر ، وشرهم أكبر قد سرقوا البلد كله ، نهض مع من نهض من الثوار يحمي الذمار ويمحو العار” (4).

 

ويستطرد ” ولما عجزت فرنسة عن مواجهة الحارس الدمشقي في ميدان القتال ، حاربت البيوت ، فهدمت الجدران ،ودكت الأركان ، وأزالت العمران ،أعادت قصة دون كيشوت مع الطواحين “ (5) .

 

 

شكري القوتلي - يرحمه الله
شكري القوتلي

 

ويمضي  الطنطاوي قائلاً : “وأتت ثورة هذا الحارس أكلها ، وتحقق النصر والاستقلال،وكان ممن تولى الحكم في هذه الحقبة الرئيس شكري القوتلي – يرحمه الله – ،وكان عهده عهد الرخاء الديمقراطي ، فقد جاء عن طريق الانتخاب ، وقضت عليه الوحدة مع مصر التي جاءت بالعساكر ليقضوا على هذا الحكم المدني السليم ، فعاشت البلاد بعد ذلك تناقضات هائلة ،وتمخضت عن ولادة أحزاب لعبت بها الأهواء ، وحكمت بالأهواء ،فأضاعت الخلق والعباد .

 

هامش :

1- الذكريات 5 / 200-201 ط 5 .

2- الذكريات 374-375 .

3- الذكريات 5 / 376-389.

4-الذكريات 1 / 270 ط 5

5- الذكريات 1 /278 ط 5

 

 

طالع الحلقة السادسة :

 

الشيخ الطنطاوي شاهد على إنطلاقة الإنقلابات في سورية ومصر

 

 

 

نقلا عن تراثنا العدد 85

أنقل الغلاف للتفاصيل

 

مجلة تراثنا - العدد 85- بتاريخ رمضان 1444هجري- أبريل 2023م

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً