• Post published:16/07/2022

حرب الكبار على سراب صنعوه بايديهم

 

الحرب على الأرهاب والعدوانية الغريزية
الحرب على الأرهاب والعدوانية الغريزية

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

” إن من مظاهر العدوانية الغريزية في عصر الصواريخ النووية الحرارية تضع البشر على حافة كارثة يعتقدون إن تلافيها مستحيل عملياً ” (فولن) .

 

إنها كارثة مقبلة في حروبهم هذه التي يسمونها ( الحرب ضد الإرهاب) الذي صنعوه ، إنها حرب مع سراب يتشكل هنا وينحسر هناك ، ولا نهاية له ولا إنتهاء ، ولماذا الحروب وأن يتشارك الجميع فيها ( الدول) بأمر دولة واحدة صنعت ذلك العدو ؟!

 

من وراء داعش ؟

 

أو ليس من العجب أن جماعة (داعش) تشكلت بنفسها ، أو شكلوها وفق أطرهم التي يريدون أن تُخضع هذه الجماعة كل تلك الدول لتحاربها ، وكأنها دولة قائمة منذ زمن ، وكأنها من الدول العضوة في الأمم المتحدة وذات القوة والسطوة ، وأن عمرها قد تجاوز الحقب الطويلة , وحاكمها أو حكومتها معروفة الرجال والمناصب ؟ّ!

 

إنها الحيرة والعجب ، لماذا لم يطلبوا عبر العلاقت الإجتماعية والإنسانية فيما بينهم ، يتعاونوا بالسلم لتعليم أولئك وتثقيفهم والتحاور معهم بالحسنى ؟

 

لماذا لا لم يقابلوا رصاص ومدافع الجماعات الإرهابية بالحوار والحكمة وبالإسلوب الأمثل المدروس ، وهو ما يتعامل به مع غيرهم في مدارس العالم وجامعاته ؟ 

 

لماذا يستخدم مع هؤلاء القصف من علو والصاروخ والمدفع وغيرها من الأسلحة ،ومع غيرهم تصرف الأموال والبرامج والدراسات ، ليعدلوهم عن أفكارهم ، وما هم فيه من فساد رأي ديني أو أيديولجي ؟

 

كان من الممكن تلافي كل تلك الخسائر في البشر والبنى التحتية للدول المتضررة والعنف بالعنف بترك العدوانية الغريزية عند الدول .

 

كان بالأمكان صرف كل تلك الأموال في الحوارات المتعددة لتلك الشرذمة القليلة من البشر الذين استساغوا ذلك الفكر الإرهابي أو هم دفعوهم له ، وزينوه لهم .

 

هل هو اكتمال لمخطط سابق ، وأن هذا هو أوله ، وستأتي تباعاَ المخططات الأخرى المرادة لأمة العرب والإسلام ؟

 

اللهم سلمنا من كيدهم ورده في نحورهم ..

 

والله المستعان ..

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .

 

 

 

إنتقاء من  تراثنا

 

تراثنا - العدد 82 يونيو 2022م
تراثنا – العدد 82 يونيو 2022م

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً