• Post published:12/06/2018

 

من حكايات تاريخ الكويتيين وأهوال البحر 

 

بوم المهلب لحظة انزاله عام 1937 م
بوم المهلب لحظة انزاله عام 1937 م

 

تراثنا – التحرير :

 

الحاج يوسف محمد صالح الجوعان الذي ناهز مئة عام “1325 هجري- 1907 م” يرحمه الله – يتحدث عن فقدان خمسة أبوام “سفن ” غرقت له ، وكانت كلها من أملاكه ، يأتي ذلك نقلا عن كتاب ( كتاب طبعات السفن و القرصنة عليها في تاريخ الكويت(*) :

 

 

يوسف محمد صالج الجوعان
يوسف محمد الجوعان – يرحمه الله

 

يوسف الجوعان :

 

  • سفيني الأولى: حرقها المجدمي بسراج أوقعه على الماكينة فاحترقت في نقعة الغنيم والناس تشاهد النيران تشتعل فيها .

  • السفنية الثانية : قام النوخذة عبدالرسول بتهريب بعض المواد الغذائية إلى كناوة من دون ترخيص فصادرها الإيرانيون !

  • أما السفينة الثالثة : لاثت (انزوت وانحرفت) في نقعة النصف فبعتها على حجي علوم الصراف والد عبداللطيف الصراف .

 

عن تسميات سفينة البوم ، جاء ما يلي : “..يسمى البوم الواحد “قطاعاً” و الكبير منه يسمي ” بوم سفار” الذي تصل حمولته إلى حوالي 600 طن ، أما القطاع فقال عنه يوسف الجوعان : إنه بوم متوسط الحجم للأسفار القريبة مثل البحرين ودول الخليح العربي الأخرى .

 

ويستطرد الجوعان :  كنت أنقل السلع من الكويت غله هذه الموانيْ فهذه الرحلات يطلق عليها ” القطاع ” و حمولة البوم القطاع عادة ما بين 60 الى 130 طنا ، و حملت على ” أبوامي ” الخمسة الشاي والسكر والأرز والقمح والتمر ، وكانت البحرين أهم المراكز لتجار القطاعة ثم نتوجه إلى دول أخرى .

 

مأساة الجوعان 

 

وبحكي الجوعان بحرقة شديدة مأساة خسارته لكامل سفنة الخمسة بالقول : 

 

سلام لسفن العائدين

السفينة الاولى : كان ” المجدمي ” وهو بمثابة المساعد الأول للنوخذة وهو المسؤول عن إدارة شؤون السفينة الداخلية بمن فيهم البحارة ،وهناك مجدمي صغير يساعد الكبير في عملة ، فلا أدري الأول أو الثاني كان قليل النظر ، وقع السراج من يده على الماكينة فاحترقت ،لأن المصباح كان مليئاً بالكاز “الكيروسين” وكان الناس يشاهدون النار وهي تشتعل فيها في نقعة الغنيم .

 

 

أما السفينة الثانية  “بوم قطاع “: فصادروها في “كناوة ” من الموانئ الايرانية لأن نوخذتها عبدالرسول كان قد هرَب بعض المواد الغذائية من دون ترخيص وجمرك ” ضرائب ورسوم “.

 

أما السفينة الثالثة ” البوم”: لاث بمعنى “انزوى ” على نقعة النِصف ، وبعته على”علي حجي غلوم الصراف “والد علي عبداللطيف ، لأن لديه عمارة في فريج الرومي ، يقوم ببيع الأدوات التي تخص الأبوام ، وكانت بيعة موفقة بثلاثمئة روبية .

 

و أما البوم الرابع : فكان نوخذة عماني يعشقه جداً ، قاده إلى عمان ولم يرجعه !!

 

وآخر بوم ” الخامس ” : كان في عام 1386هجرية ( 1966 م) محمل إلى “المهرة ” في جنوب اليمن فطبع ” غرق” في خور دبي .

 

ويقول الحاج الجوعان : ” قد اصطحبت معي أحد القلاليف المشهورين ” بوغضبان ” قام ” وجلفت” البوم أي أغلق شقوق البوم بالحشو المتعارف عند صناع السفن ، وبعد إصلاحه حملناه بالبضائع إلى “مقديشيو” ومن هناك حمل النوخذة كميات كبير من الفحم فطبع “غرق” البوم في بحر العرب (1) .

 

 

كاتب وكتاب

طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت

 

( للمزيد : طبعات السفن و القرصنة عليها في تاريخ الكويت)

هامش :

(1) : صحفات من الذاكرة : جاسم عباس ، ص61

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً