• Post published:04/08/2018

نتيجة الإهمال وقلة الخبرة 

حشرات (الأرضة) تقتات على قلب المخطوطات وتتلذذ بها طولاً وعرضاً 

 

 

طرق ووسائل حفظ المخطوطات من عوامل التلف
طرق ووسائل حفظ المخطوطات من عوامل التلف

 

تراثنا – كتب د. محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

د محمد بن إبراهيم الشيباني
د محمد الشيباني

الأشباح الماضية في الخزائن.. هي ما خطه أفذاذ الأمة العربية الإسلامية على رأي د .سامي الدهان وهي المخطوطات ، فهي بحق أشباح مازالت في المكتبات والخزائن العالمية ، لايد تخرجها وتحققها فتكون في متداول جملة أحفاد أولئك الأفذاذ لتقرأها ، وتستفيد منها وتضيف شيئاً إلى عالم الثقافة والعلم والمعرفة والريادة في الفنون المتنوعة .

 

  • أغلب مخطوطاتنا في العالم لم تُفهرس وهي في الغرب وأميركة أكثر مما هي في الشرق فصارت أشباحاً محبوسة لم تمسها يد .

  • البخاري ومسلم وابن تيمية وابن القيم والمتنبي والذهبي وابن رشد وغيرهم يصرخون من داخل الأقبية والخزائن لإخراجهم من الظلمات .

  • الحشرات بدأت تقتات على المخطوطات وأثرت الرطوبة والحرارة على الورق والحبر  وقد تنقرض وتتلاشى لاحقاً.

 

أحد أساليب اعادة أحياء المخطوط القديم من التلف
أحد أساليب اعادة أحياء المخطوط القديم من التلف

لقد حرمت أمتنا مخطوطاتها في العالمين من الأيدي الفنية التي تفهرسها فتظهر لنا عناوينها المجهولة , فأغلب مخطوطاتنا في العالم لم تفهرس وفي الغرب وأميركا أكثر مما هي في الشرق ، فصارت أشباحاً لأنها محبوسة ومنذ أزمان ومن جهة ، لأنها لم تمسها يد كذلك منذ أزمان ، من جهة ثانية .

 

صرخات من الأقبية 

 

البخاري ومسلم وابن تيمية وابن القيم والمتنبي والذهبي وابن رشد وياقوت الحموي والخطيب البغدادي وابن قدامة المقدسي وابن حوقل وغيرهم كثير وكثير جداً ، يصرخون من داخل الأقبية والقصور والخزائن، بل ومن تحت الأرض ومن فوقها في الرباطات والمساجد والكنائس ، أن أخرجونا مما نحن فيه من ظلمات وحشرات ورطوبة وحرارة وبرودة ، لقد أثرت كلها في أجسادنا (الورق والحبر والخط) فكل شيء منا أخذ بالانقراض والتأثر ، أدركونا قبل أن لا تقتات علينا حشرة (الأرضة) التي وصلت إلى قلبنا (قلب المخطوطة) فبدأت بأكلها والتلذذ بذلك طولا بعرض .

 

مطاردة المخطوطات

 

العلامة أحمد تيمور باشا وأحمد زكي باشا والشيخ طاهر الجزائري ومحمد كرد علي وغيرهم ، كانوا يطاردون المخطوطات في كل مكان في العالم ، تركية وباريس وبطرسبرج وتوبنجن بألمانية وغيرها ، ليردوها إلى مكانها في مصر والشام ، واليوم توقفت هذه المطاردات للأصلي منها ، وأخذ الحرص على المصورات منها إن وجدت ، ولكن النادر منها مازال مفقودا في هذا العالم الفسيح الغني بهذه الثروة العظيمة والكنز الكبير ، فالتصوير مهما كان لا يستطيع أن يظهر ما فيها من أبداع ، لأنه جامد .

 

سوء العناية بالمخطوطة يعرضها للتلف و الإهتراء
سوء العناية بالمخطوطة يعرضها للتلف و الإهتراء

 

المكتبات والمستشرقين 

 

بطرسبرج التي زرتها عام 1989 قبل البروستيريكا بشهرين ،  وطفت بين مكتباتها ، مكتبة جامعة لينينغراد (بطرسبرج اسمها الأول) ثم مكتبة جمعية المستشرقين الروس ، ثم مكتبات عامة أخرى، والالتقاء بالمستشرقين الروس مثل أنس خالدوف والدكتورة أولغا فرلوفا وغيرهما .

 

أربعون عاماَ

 

العلامة أغناطيوس كرتشكوفسكي أولع بالمخطوطات العربية ، وأظهر هذا الولع في مؤلف كتبه عنها تحت عنوان (أربعون عاما مع المخطوطات العربية بين الكتب والناس) وكتابه مشهور بالروسية والعربية والفرنسية .

 

لا يستطيع العاد أن يعد كم بقي من مخطوطاتنا بعد كل تلك الكوارث وإلى يومنا أي كم بقي مما فقد ؟!

 

 

  • ما فُقد وتلف في الحروب والنكبات والاستيلاء عليها بالسرقة وغيرها وترحيلها إلى غير مواطنها كثير جداً ولكن لا يعدو أن يكون 30% من أصل ثلاثة ملايين مخطوطة مازالت منتشرة في خزائن العالم .

 

والله المستعان ..

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً