• Post published:28/04/2020

الحلقة الثانية 

سياسة اشغال الحكام بالأشعار والأنس والحكاوي .. !

 

الفقهاء وقواعد الفقه
الفقهاء وقواعد الفقه

 

تراثنا – التحرير

 

عند تصفح كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) تكتنف قارئه الرغبة في الاستزادة ، لما فيه من كشف الاعيب الوزراء ورغبتهم في بقاء السلاطين في حالة من التغييب عن مجريات أمور الدولة بأشغالهم باللهو  وبحكايات القصاصين وغيره .

 

وصايا مستشاري الوزراء لتنصيب الملوك :

  • لا توصي بملك يجلس على كرسي الخلافة يعرف الميزان والأسعار ، ويميز بين القبيح والحس ، ويعرف ما في دارك وبستانك !

  • عليك أن تُجلس صبياً على كرسي المُلك ، أسم الخلافة له ، ومعناه لك ، فتربيه فإذا كبر ،عرف لك حق التربية وقضيت وطرك منذ صغره!

 

المعرفة والخلفاء والملوك

 

يقول المؤلف محمد بن علي بن طباطبا ” يرحمه الله ” تحت العنوان الآنف : ” وكانوا – وزراء الملوك – يكرهون أيضاً أن يكون في الخلفاء فطانة ومعرفة بالأمور ، لما مات المُكتفي عزم وزيره على مبايعة عبدالله بن المعتز ، وكان عبدالله فاضلاً لبيباً ، فخلا به بعض عقلاء الكتّاب وقال له : أيهذا الوزير، هذا الرأي الذي قد رأيته في مبايعة ابن المعتز ليس بصواب ، قال الوزير : كيف ذلك ؟

 

 

تاب الفخري في الآداب السلطانية

 

 

قال : أي حاجة لك أن تُجلس على سرير الخلافة من يعرف الذراع والميزان والأسعار ، ويفهم ألأمور ، ويعرف القبيح من الحسن ، ويعرف دارك وبستانك وضيعتك ؟

 

ومضى إلى القول : الرأي أن تُجلس صبياً صغيراً ، فيكون أسم الخلافة له ، ومعناه لك ، فتربيه إلى أن يكبر ، فإذا كبر عرف لك حق التربية ،وتكون أنت قد قضيت أوطارك مدة صغره .

 

فشكره الوزير على ذلك ،وعدل عن عبدالله المعتز ، إلى المقتدر ، وعمره يومئذ ثلاث عشرة سنة .

 

وكان بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ، رحمه الله ، أكثر ما يجري في مجلس أنسه إيراد الأشعار المطربة ، والحكايات المُلهية ، فإذا دخل شهر رمضان ، أُحضرت له كتب التواريخ والسير ، وجلس الزّين الكاتبُ ، وعز الدين المحدث يقرآن عليه أحوال العالم .

 

 

يتبع لاحقا..

 

طالع الحلقة السابقة (الأولى ) :

 

حجب الوزراء علوم الأولين عن أعين السلاطين

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

اترك تعليقاً