• Post published:17/03/2019

د .العجمي يرد على الشبهات بالصوت والصورة في نهاية المقال

التشكيك في البخاري حلقة في مسلسل تذويب الهوية الإسلامية 

 

صحيح البخاري
صحيح البخاري

 

تراثنا – التحرير :

 

تعرض صحيح البخاري عبر الزمن إلى حملة تشكيك واسعة ، تتجدد في كل عصر ، بلغة تتناسب مع كل حقبة ، ما يدل على أن المنطلق يأتي من مشكاة واحدة ، تستهدف إبطال العمل بالقرآن الثقل الأكبر، بالولوج عبر قناة إبطال تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، التي هي في الأصل تطبيق عملي لآيات القران الكريم ، ومتابعة صحبه رضي الله عنهم لها على أرض الواقع ، لتكون أمرأ معايشاً يستغرق كل جوانب الحياة.

 

 

د .بكر أبو زيد

 

د .بكر أبو زيد “يرحمه الله ” 

حملات التشكيك في البخاري إحدى حلقات مسلسل تفريغ الإسلام من محتواه لتذويبه في الأديان الأخرى.

• يستهدف اليهود والنصارى كسر حاجز تنفير المسلمين منهم بدعوى المعاصرة والتمدن .

• مؤتمرات وندوات تقام بدعوى خلق نظام دولي جديد يلغي خصوصية الهوية الإسلامية .

• من أدوات الغاء الهوية الإسلامية شعار” كنيسة ومعبد معا ” تُشيد في الجامعات والمطارات !!

 

 

الحوار بين الأديان غظاء مظلل لتذويب الهوية الاسلامية
الحوار بين الأديان غظاء مظلل لتذويب الهوية الاسلامية

دعوة التشكيك بالبخاري الذي أجمعت الأمة على صحته ، لا يُقصد بها البخاري ذاته ، وإنما اقصاء تطبيق الإسلام عن أمور الحياة ، وهو ما تميز بها الدين الإسلامي عن بقية الأديان ، بما ينتهي بفصل أمور الحياة عن الإسلام عملياً ،وجعل القرآن كتاب للبركة وحضور المآتم ، وعقود النكاح والطلاق والمناسك فقط.

 

مؤخراً ، انطلقت حملة تشكيك بشكل مفاجئ من منصات رسمية حكومية ، تهاجم صحيح البخاري وتشكك فيه ، دون رادع ، مما ينبئ بوجود توجه ينحو رسمياً هذا النحو ، وليس أمراً عارضاً.

 

هذه الحملات الجائرة ليست جديدة ، وقد تصدى لها الجهابذة عبر التاريخ بالرصد والإبطال بالحجة والدليل والبرهان ، ولكن من يقف وراءها  اليوم ؟؟

 

للإجابة على هذا السؤال، وقع اختيار تراثنا على كتاب (الإبطال)، لمؤلفه د. بكر بن عبدالله أبو زيد (رحمة الله عليه ) تم انتقاءه من مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ..يتناول الباحث المؤلف قضية ( الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ) في نظرة سابقة لزمن ظهور كتابه ( طُبع عام 1417 هجرية )، حيث تحققت كل تحذيراته  التي جاءت ببصيرة ثاقبة ، ماثلة أمامنا في هذه الأيام ، وربما تجاوزت ما توقعه بمسافات ..!!

يذكر المؤلف عدة محاولات تبناها يهود ونصارى بغرض ” احتواء الإسلام ” وتذويبه وتشذيبه لتضيع الفروق بينه والنصرانية واليهودية وغيره ، ومثاله ما ذكره عن إعلان إصدار كتاب يجمع بين دفتيه القران والتوراة والانجيل في 10 /10/ 1416 هجري (1).

 

تطبيع العلاقات

 

يقول ” .. هكذا ينتشر عقد التهويد ، والتنصير ، بنثر شعاراتهم بين المسلمين ، ومشاركة المسلمين لهم في أفراحهم وأعيادهم وإعلان صداقتهم ..وكسر حاجز المنفرة منهم بذلك ، وبتطبيع العلاقات معهم ، وهكذا في سلسلة يجر بعضها بعضاً في الحياة المعاصرة .

 

 

رحلة الامام البخاري في طلب العلم
رحلة الامام البخاري في طلب العلم غير مسبوقة

 

 

نظام دولي جديد

 

ويؤكد في هذا الصدد ” هذا خُلاصة ما جهرت به اليهود والنصارى في مجال نظرية توحيد ديانتهم مع دين الإسلام ..وإدخالها في ساحة السياسة على ألسنة الحكام ، والتتابع الحثيث بعقد المؤتمرات والجمعيات ، والجماعات والندوات لبلورتها وإدخالها الحياة العملية فعلا …من منظور النظام الدولي الجديد ، مستهدفين قبل هيمنة دياناتهم ، أيجاد ردة فعل شاملة عند المسلمين عن الإسلام ” .

 

ويشير المؤلف أبو زيد إلى الشعارات التي يرددها هؤلاء تارة باسم “الحوار بين الأديان” وتارة أخرى ” تبادل الحضارات والثقافات ” و ” بناء حضارة إنسانية موحدة” و”كنيسة ومعبد في محل واحد “وبخاصة في رحاب الجامعات والمطارات !

 

كتاب الأبطال
كتاب الأبطال

ويضع المؤلف يده على نقطة خافية ، من وسائل تمييع الفروقات بين الإسلام والديانات الأخرى بالإشارة الى مداخل سوء مبطنة لتمهيد السبيل إلى هذه النظرية ،وإفساد الديانة ، تقوم على إجراء الدراسات المقارنة في الشرعيات ، وبين الأديان الثلاثة ، ومن هنا يتبارى كلُ في محاولة إظهار دينه على الدين كله ، فتذوب وحدة الدين الإسلامي وتميزه ، وتُسمن الشُبه وتستسلم لها القلوب الضعيفة ، مذكراً بما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون التي تشجع إجراء الدراسات المقارنة بغرض محو قداستها عند اتباعها، وإظهار الأنبياء بمظهر الدجالين !

 

تخاذل المسلمين

 

ويضرب المؤلف أبوزيد نماذج من قضايا تفريط المسلمين بقوتهم الشرعية في دينهم و تخاذلهم عن نصرة شرعهم بعد أن دخلت عليهم الشبهات ،ونجحت في اضعاف الهمم عندهم ، واستخدموا مصطلحات اعداءهم ، حيث وأدوا مفهوم الجهاد ، بتأويله على الجهاد بقصد الدفاع ! وتلقيب الجهاد باسم ” الإرهاب ” للتنفير منه ، ” حتي بلغت الحال بالمسلمين إلى تآكل موقفهم في فرض الجزية على الكافرين في تاريخهم اللاحق ” .

 

تزوير اليهود للجزية 

 

وأشار الى محاولات اليهود في دولة الخلافة  لإبطال الجزية المفروضة عليهم بالقول : ” كان أول كتاب زوره اليهود في أوائل القرن الرابع الهجري ، فعرضه الوالي على العلماء ، فحكم الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 – رحمه الله – بأنه مزور موضوع ، لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، وهو إنما أسلم في عام الفتح بعد عام خيبر سنة 7 ، وهم يزعمون أن هذا الكتاب ، وضع عنهم الجزية عام خيبر ،وفيه شهادة سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وقد توفى عام الخندق قبل خيبر ،  فثبت تزويره ” .

 

باختصار ، يتضح أن محاولات مسح الهوية الإسلامية ، والطعن في كتاب البخاري وغيره من التشريعات ل” خلق مجتمع دولي واحد ” تكون اليد العليا فيه لغير المسلمين عليهم ، وهو ما نراه يتحقق على ارض الواقع بخطى حثيثة ، يتبعها تنازلات شرعية تلو الأخرى ، مع قبول الرضوخ والاستسلام لكل ما يحقق التبعية والامتهان للغرب وسياساته .

 

سلسلة شبهات  وردود

 حول صحيح البخاري (د.نايف العجمي) يوتيوب

 

د .نايف العجمي
د .نايف العجمي

 

أنقر للمشاهدة

 

تلفزيون قديم

 

 

هامش

1- نشر في وسائل الأعلام المختلفة ، ومنها جريدة (الرأي) في العدد 9316 بتاريخ 13 /10/1416 هجري

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

 

 , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , 

 

اترك تعليقاً