• Post published:19/11/2018

تخرج عليه يديه كم هائل كبير من الأساتذة والمشايخ في عموم الأرض .

العلامة محمد الصالح العثيمين
العلامة محمد الصالح العثيمين – يرحمه الله 

تراثنا – كتب : د. محمد بن ابراهيم الشيباني (*) : ترجع أول معرفة لي بالعلامة محمد الصالح العثيمين – يرحمه الله – إلى عام 1982 عندما كُلفت بنقل أمانة إليه وإلى الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ حمود التويجري ، فالتقيته في مدينة عنيزة ، وكان الشيخ بن باز في الطائف والشيخ التويجري في الرياض ، وذلك في شهر رمضان .

• العلامة ابن عثيمين عالم رباني نشط لم يقعده كبر سنه عن الخطابة والإمامة والتدريس في الجامعة.

• طلق ابن عثيمين الدنيا بما فيها ولم يتنافس على مناصبها كما يتنافس أشباه العلماء بحجة عز الإسلام .

• لم يكن متأمراً ولا مكفراً أو محرضاً أحداً على أحد، هدفه تعليم الناس دينهم وارشادهم إلى طريق الله الصحيح .


وصلنا إلى الشيخ محمد العثيمين في وقت ما بعد الظهر ، ولم أكن قد رأيته من قبل ، وإذ برجل يقرأ القرآن في المسجد ، فسألناه عن الشيخ العثيمين ، فقال : معكم ، فسلمنا عليه وقبلنا رأسه واعطيناه الأمانة , فعزم علينا أن نمكث إلى الفطور لنفطر في ثم نصلي معه باعتبار انه إمام وخطيب المسجد الجامع هذا ، فاعتذرنا لإرادتنا لقاء ابن باز في الطائف و توصيل الأمانة الأخرى له بسرعة .
حيوية ونشاط

تفسير ابن عثيمين
تفسير ابن عثيمين

كان الشيخ – يرحمه الله – كله نشاط وحيوية وإخلاص وعمل دؤوب ، لم يوقفه كبر سنه أو مرضه عن العطاء والتواصل مع الناس ، وتنوع جنسياتهم وأعمارهم ، فمن الدرس في المسجد ، إلى الخطابة والإمامة وإلى التدريس في الجامعة ، وإلى المشاركة في المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تلقي في عموم المملكة العربية السعودية ، إلى التأليف و التصنيف ، فقد لاقت كتبه وشرائط الكاسيت التي سجلت عليها محاضراته القبول عند الناس في شتى الأنحاء لدى مختلف المستويات ، وقد تخرج عليه يديه كم هائل كبير من الأساتذة والمشايخ في عموم الأرض ، يقدمون عليه للاستفادة من علمه ونصائحه وارشاداته .
ابن عثيمين علامة رباني طلق الدنيا بما فيها، لم يحرص عليها كما يحرص اليوم الكثيرون من اشباه العلماء ، من محبي المناصب والتنافس فيها بحجة عز الاسلام والمسلمين ، وإذا وصلوا إلى المنصب لم يزدادوا فيه إلا نفاقاً وملء الجيوب بما يسيل اللعاب من أموال الأمة التي وصلوا أليها ، ليس بجهودهم وعلمهم وكدهم وانصافهم وتقواهم ، وإنما بضرب خصومهم ومنافسيهم بشتى الوسائل غير المشروعة وغير الأخلاقية ، وبتدبير المؤامرات والدسائس في الليل البهيم مع زمرهم ومن هم على شاكلتهم .


لا مكفر ولا محرض
ولم يكن ابن عثيمين متأمراً ولا مكفراً أو محرضاً أحداً على أحد، هدفه تعليم الناس دينهم وارشادهم إلى طريق الله الصحيح ، وفق كتاب الله وسنة نبيه ، وإلى الوسائل التي تعينهم على تحقيق ذلك دون ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، فمن شاء أخذ ومن شاء لم يأخذ ، دأبه من سبقه من صالحي الأمة ، أتباع ، والتزام بالمنهج وعدم الحيد عنه ، وتقويم اعوجاج من ضل به السبل وتلاطمت فيه أمواج بحار الغواية والفتن .
الصبر ليس سهلا
يا سادة.. الصبر على المنهج الصحيح والطريق القويم من دون الوقوع في الفتن ، وأعني بها المال والمنصب والتعالي على البشر وخلاف ذلك الوشاية بين المسلمين ، وزعزعة صفوفهم ، اقول ليس كل البشر قادراً عليه ، إنما يحمله العدول الذين لا يضرهم من خالفهم أو من خذلهم وهم على ذلك سائرون حتي يأتي وعد الله ، فرحمة الله على الشيخ العثيمين وأخلفنا خيراً في من بقي من العلماء الربانيين .

والله المستعان ..

(*) رئيس التحرير

طالع أيضا : ابن باز كما رأيته ...هنا 

الصفحة الرئيسية تراثنا

خدمة تلقي الأخبار المجانية هنا

تنويه: تعتذر تراثنا عن استقبال مشاركات المتابعين الكرام لأكتفائها  عدا التعقيبات والردود وبريد القراء .

اترك تعليقاً