رسالة وحدث
ماذا خسرنا في فتنة الحرم المكي ؟
تراثنا – التحرير :
شهدت حقبة السبعينيات وأول الثمانينات أحداث دامية ، وفتنة عظيمة ،أُطلق عليها (فتنة جهيمان) ، حيث تزعم جهيمان العتيبي ( 1936 – يناير 1980م) مجاميع شبابية ،علومهم الشرعية مزجاة ، فانطلقوا إلى احتلال الحرم المكي ( 20 نوفمبر 1979) بزعم أن صاحبهم هو المهدي محمد بن عبدالله التي أخبرتنا عنه الروايات الصحاح .
وكان الدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني (*) ، ممن عايشوا أحداثها ، و تصدى لهذه الفتنة مع من تصدوا من الشيوخ الأفاضل ، وبيَّنوا خطورتها على الإسلام والداعين إليه ،وكان له صولاته وجولاته عبر كتاباته في الصحف ، ودروسه الشرعية في ديوانه بمنطقة كيفان ، ومحاوراته المطولة مع أتباع جهيمان ، بغية صدهم عن غيهم وضلالهم ، فعاد منهم إلى رشده من عاد ،وهلك من هلك في الفتنة .
وفي مقالة له، استل د . الشيباني ، جانب من ذكريات أحداث تلك الحقبة المريرة الحافلة وانعكاسها على أحد العلماء الأفاضل وهو الشيخ فتح محمد (الكفيف الهندي) نزيل الحرم .
بث الشيخ فتح -يرحمه الله – في رسالة كتبها بالغ حزنه وألمه بفقدان مكتبته الثرية بالمراجع ورسائل الماجستير والدكتوراة التي اعدها طلابه عبر سنوات طوال ، في أحداث فتنة لم تبقي أوتذر،حرقت الأخضر واليابس .
ويحق لنا أن نتساءل عن حجم الخسائر التي تكبدتها المكتبة الإسلامية بضياع عشرات المكتبات العائدة لعلماء وأعلام فقدوا نوادر ما ضمته مكتباتهم من كتب ومخطوطات أصلية ومصورة ووثائق قديمة بخط اليد لإعلام الأمة لاتعوض عدا الضحايا والأرواح البريئة نتيجة (فتنة جهيمان) !!
رسالة فتح محمد (الكفيف) الهندي نزيل الحرم
إنتقاء من تراثنا العدد 83
إضغط للتفاصيل
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا