من كتاب في بلاد اللؤلؤ – الحلقة (14)
سطور من ماضي الكويت بعين شامية
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الرابعة عشر ، يواصل الكاتب السوري والمحامي فيصل العظمة – يرحمه الله – تدوين انطباعاته وملاحظاته عن كويت عام 1942م ، التي دوَّنها في كتابه (في بلاد اللؤلؤ) في طبعته الأولى عام 1945م .وأعيد طبعتها الثانية في 2020 م بالكويت ، بتحقيق أ .د أحمد بكري عصلة – يرحمه الله .
-
الفينيقيون إجداد أهالي سورية والشام هم من العرب الذين نزحوا عن السواحل العربية المطلة على الخليج العربي .
-
الكويت لم تكن معروفة في العهد الإسلامي وكانت ضمن المنطقة التي كان يطلق عليها العرب أسم البحرين .
-
نصب أهل الكويت صباح الأول حاكماً وفي عهد ابنه الشيخ عبدالله توسعت الكويت وزادت المطامع بها .
-
جابر الأول رفض مطالب بريطانية برفع العلم البريطاني بدلاً من العثماني فأنعمت عليه الدولة العثمانية بمكافأة .
يتناول الكاتب العظمة نشأة الكويت منذ انتخاب أول أمير لها ، وهو صباح الأول ، وفي البدء يشير إلى تواجد الفينيقيين أجداد السوريين في الكويت والخليج قبل استيطان بلاد الشام فيقول :
لمحة تاريخية
يقول العظمة في (ص73-75) : المرجح تاريخياً أن الفينيقيين أجدادنا الذين استوطنوا سواحل سورية هم من العرب الذين نزحوا عن السواحل العربية على الخليج العربي ، وربما وُجدوا على سواحل الكويت ، ولكن لا يوجد هناك ثر يدل على ذلك (1) ، في حين أن هذه الآثار متوفرة في البحرين وعلى ساحل الحسا وتدل على صحة هذه النظرية .
إذن الكويت لم تكن معروفة في القديم ، وكذلك لم تكن معروفه في العهد الإسلامي ، وكانت ضمن المنطقة التي كان يطلق عليها العرب أسم (البحرين) .
وهي في عُرف العرب في ذلك العهد المنطقة التي تمتد من البصرة شمالاً إلى البحرين الحالية جنوباً ، وبقيت كذلك خالية إلى أن نزلها آل الصباح كم ذكرت .
عهد صباح الأول
صباح الأول : وانتخبوا من بينهم أميراً نصبوه عليهم هو صباح الأول ، وهو أول أمير على الكويت ، وهو الذي أسس الكويت ، وهو جد الأسرة الحاكمة اليوم في النص الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة ، ولا يُعرف على الضبط متى تولى ولا متى توفي ، لكن المشهور أنه توفي في العشر الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة وترك خمسة أولاد أكبرهم عبدالله .
عهد عبدالله الأول
عبدالله الأول : تولي الحكم بعد وفاة ابية صباح ،و كان شجاعاً عاقلاً وفي عهده هاجر آل خليفة – أمراء البحرين الحاليون- من الكويت إلى البحرين ، وكانوا وفدوا مع آل صباح إلى الكويت ، ولكن حدث بين الطرفين خلاف إلى هجرة خليفة إلى البحرين فصاروا أمراءها .
وقد توسعت الكويت في عهد عبدالله ، وعُرف أسمها في الخليج ، وصارت مطمح أنطار الطامعين ، فغزيت مراراً (خاصة) من قبل أهل نجد ومن جملتهم آل سعود طمعاً في أموال الكويت وأنعامها ، ولكن عبدالله استطاع أن يحتفظ باستقلال الكويت ، تُوفي سنة 12229 هجرية ، فخلفه ابنه الوحيد جابر .
عهد جابر الأول
جابر الأول : كان جابر في البحرين حينما تُوفي أبوه فاستقدمه الكويتيون وبايعوه بالإمارة سنة 1229 هجرية ، كان جابر حازماً عاقلاً شهماً كريماً رغم عدم غناه يعطف على الفقراء ، وكان براً رحيماً بشعبه ، وقد اتفق أن فرض ابنه صباح ضريبة على الدكاكين فاشتكى الناس إلى أبيه فألغاها وعاتب أبنه وأوصاه بالكويتيين خيراً .
حروب جابر الأول
وقد حدث في عهده عدة غزوات منها ما شنها هو ، ومنها ما شُنت عليه ، فانتصر في بعضها وانهزم في بعض ، وقد حدث أن ثارت في زمنه بعض القبائل العربية على الحكومة العثمانية واحتلت البصرة ، فاستنجدت الحكومة العثمانية بجابر فأنجدها بسفن وسلاح ورجال ومال .
وقاد بنفسه حملة إلى البصرة ، فاستخلصها وأعادها إلى الدولة العثمانية ، فكافأته الحكومة بمقدار سنوي من التمر ، كما أن قبيلة كعب ثارت أيضاً على الحكومة العثمانية واستولت على المحمرة “2” فسار جابر إليها بأسطول واستخلصها من ايدي الثائرين وسلمها إلى الحكومة العثمانية .
وكان جابر يعتبر نفسه من رعايا الدولة العلَّية ، وقد طلب منه الإنكليز نزع الراية العثمانية ورفع الراية الإنكليزية و (إعطائهم) “3” بعض امتيازات فرفض ، فأنعمت عليه الدولة العثمانية بمكافأة ، وتوفي سنة 1276م وترك عشرة أولاد ذكور منهم صباح الثاني .
طالع الحلقة 13 :
العظمة يروى كيف أطفأ النور وأكل وجبة الجراد في الكويت مجبراً
يتبع لاحقا ..
هامش :
3- كتب الكتاب قبل الاكتشافات الاثرية التي أجريت لاحقا وأثبتت تواجد الفينيقيين في جزيرة فيلكا الكويتية من خلال معابدهم ومساكنهم .
2- المحمرة إمارة عربية على الضفة الشرقية لشط العرب استولى عليها الفرس ظلماً وجوراً وسجنوا أميرها العربي الشيخ خزعل .
3- الصواب : وكان جابر يعد نفسه .
مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق
تواصل مع تراثنا